مَا إِنْ وَلَجْتُ حَانُوتَ التَّاجِرِ جَمَالٍ حَتَّى سَوَّيْتُ الْكِمَامَةَ الطِّبِّيَـــةَ حَذِرًا مِنْ انْحِرَافِهَا عَنِ أَنْفِي و فَمِي. لِحُسْنِ حَظِّي فِي هَذَا الضُّحَى الْمُغْبَرِّ إِنَّ حَانُوتَهُ يَكَادُ يَكُونُ مُقْفَرًا فَالْفُرْصَةُ مُتَاحَةٌ مَعَهُ لِلْخَوْضِ فِي غِمَارِ جِدَالٍ مُسْتَفِيضٍ عَنْ أَحْدَاثِ جَائِحَةِ كُورُونَا الْمُتَلاَحِقَةِ . هَلْ أُفْلِحُ فِي التَّخْفِيفِ مِنْ وَطْأَةِ الضَّجَرِ الَّذِي يَنْتَابُنِي بَيْنَ الْفَيْنَةِ وَ الأخرى خَانِقًا أَنْفَاسِي ، مُحْبِطًا عَزَائِمي، مُضْرِمًا جَذْوَةً فِي صَدْرِي لاَ يَخْمُدُ لَهِيبُهَا إِلاَّ إِذَا زَالَ الْوَبَاءُ وَاسْتَعَدْتُ طُمَأْنِينَتِي وَ حُرِّيَتِي اسْتِعْدَادًا كُلِّيًّا لاَ يَعْتَرِيهِ لُبْسٌ . مَا أَحْوَجَنِي إِلَى الْفَضْفَضَةِ قَدْرَ الْمُسْتَطَاعِ مَعَ الشَّابِّ جَمَالٍ بِمَا أَنَّ الْحَجَرَ الصِّحِيَّ الشَّامِلَ إِبَّانَ انْتِشارِ جَائِحَةِ كُورُونَا بِتُونِسَ الْخَضْرَاءِ حَبَسَنِي فِي بَيْتِـــي أَيَّامًــــــا وَ أَيَّامًا وَ لَجَمَ لِسَانِي فَكُنْتُ شَحِيحَ الْكَلاَمِ مَعَ أَفْرَادِ أُسْرَتِي مَيَّالاً إِلَى إِشَاراتِ الْأَصَمِّ وَ إِيحَاءاتِهِ . مَا أَبْهَجَنِي وَ أَنَا أُمَارِسُ هِوَايَاتٍ أَغْلَبُهَا حَدِيثَةُ العَهْدِ! كُنْتَ تَارَةً تَرْمُقُنِي مِنْ خِلاَلِ شُبَّاكِ مَكْتَبَتِي مُنْغَمِسًا فِي سَرْدِ أٌقْصُوصَةٍ جَدِيدَةٍ غَرِيبَةِ الْأَطْوَارِ وَ طَوْرًا تَرْمُقُنِي فِي رِحَابِ حَدِيقَتِي الْغَنَّاءِ مُنْكَبًّا عَلَى خِدْمَةِ الْأَرْضِ بِفِكْرِي وَ قَلْبِي وَ سَاعِدِي غَيْرَ عَابِئٍ بِالْعَرَقِ الْغَزِيرِ الْمُتَلَأْلِئِ عَلَى جَبٍينِي تَلَأْلُؤَ الْجَوَاهِرِ عَلى تَاجِ مَلِكٍ عَادِلٍ . وَ لاَ أَنْسَى تِلْكً الأمسياتِ الرَّائِقَةِ الَّتِي أُقَضِّيهَا رِفْقَةَ زَوْجَتِي نَزِيهَةَ دَاخِلَ وَرْشَتِنَا المُتَوَاضِعَةِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مُنْهَمِكٌ فِي شَأْنٍ مِنْ شُؤُونِهِ : أَنَا أُسَفِّرُ مُجَلَّدَاتِ قَدِيمَةً تَآكَلَتْ دِفَافُهَا وَ هِي تُرَقٍّعُ فِي أَنَاةٍ ثِيَابًا بَالِيَةً دَاهَمَتْهَا الْفُتُوقُ.
حَيَّيْتُ جَمَالاً فِي مُنْتَهَى اللُّطْفِ وَ الْأَدَبِ وَ اسْتَرْسَلْتُ مَعَهُ فِي حِوَارٍ مُسْتَفِيضٍ مُفْعَمٍ بِالْوِدِّ وَ التِّلْقَائِيَّةِ وَ الْعَفْوِيَّةِ وَ رَاحَة الْبَالِ :
- « صَبَاحَ الْفُلِّ وَ الْيَاسَمِينِ »
- « صَبَاحَ النُّورِ وَ السُّرُورِ وَ الْوَرْدِ الْمَنْثُورِ »
- « كَيْفَ الْحَالُ ؟ »
- « الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ غِرْبَانِ الْقَلَقِ الَّتِي تُحَلِّقُ فِي سَمَائِي الْمُكْفَهِرَّةِ مُؤَجِّجًةً صَوَاعِقَ كَآبَتِي وَ مُسَعِّرًةً لَهِيبَ الْخِصَامِ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجَتِي لِأَتْفَهِ الْأَسْبَابِ »
- « يَا شَيْخُ تَسَلَّحْ بِالصَّبْرِ فَإِنَّ بَعْدَ الْعُسْرِ يُسْرًا »
- « أيُّهَا التاجر المليح اِعْلَمْ عِلْمَ الْيَقِينِ إِنّ لِلصَّبْرِ حُدُودًا فَأَنَا أَمْقُتُ أَنْ أَكُونَ سَجِينًا في بَيْتِي خِلاَلَ سَاعَاتٍ قَلَائِلَ مِنَ النَّهَارِ فَمَا بَالُكَ إِذَا كَانَ بَقَائِي بَيْنَ أَرْبَعَةِ جُدُرَانٍ قَدْ اسْتَغْرَقَ شَهْرًا وَ نَيْفًا. مَتَى سَأُغَادِرُ قَفَصِي الْحَجَرِيِّ وَ أَمُدُّ جَنَاحَيَّ فِي أَجْوَازِ الْفَضَاءِ مُغَرِّدًا، مُسْتَبْشِرًا بِحُرِّيَتِي ؟»
- « تَرَيَّثْ لاَ يُخَامِرُكَ اِضْطِرَابٌ فَمُكُوثُكَ بِبَيْتِكَ يَقِيكَ وَ أُسْرَتَكَ مِنْ وَيْلاَتِ عَدْوَى جَائِحَةِ كُورُونَا الَّــذِي حَصَــدَتْ أَرْوَاحَ آلاَفِ الْبَشَــرِ فِي أَنْحَاءِ الْعَالَمِ بِالْخُصُوصِ بِالصِّيـــــــنِ وَ إِيطَالٍيَا وَاِسْبَانِيَا وَ الْوِلاَيَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الأمريكية .. »
قُلْتُ وَ أَنَا بَاسِطٌ كَفَيَّ فِي خُشُوعٍ ، مُتوَسِّلٌ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي دُعَاءٍ رَائِقٍ :
- « أَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةً وَ الْمُعَافَاةَ مِنْ هَذَا الْبَلاَءَ لِلْوَطَنِ الْعَرَبِيِّ الْعَزِيـــزِ وَ الْأُمَّةِ الْإِسْلاَمِيَّةِ قَاطِبَةً وَ الْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ »
- « آمِين يَا رَبَّ الْعَالَمِين»
- « تَقَوْقُعِي عَلىَ ذَاتِي دَاخِلَ صَدَفَتِي الْبَيْضَاءِ أَلْجَمَ لِسَاني وَ حَرَمَنِي مِنْ نَسَائِمِ الْحُرِّيَةِ وَ زَجَّ بِي فِي غَسَقِ مِنَ السَّآمَةِ فَيَا تُرَى مَتَى يَنْبَلِجُ الصُّبْحُ الْجَمِيلُ نَاشِرًا فِي الْكَوْنِ نُورَهُ الأُرْجُوَانِيَّ وَ حُسْنَهُ النَّضِرَ وَنَسِيمَهُ الْفَوَّاحَ وَ تَرَاتِيلَهُ الْعَذْبَةَ ؟» .
أَلْقَى جَمَالٌ مِنْفَضَةَ الْغُبَارِ فِي تُؤَدَةٍ فَوْقَ مِيزَانِهِ الالكترونيِّ وَ قَال مُطْمَئِنًّا، بَاسِمَ الثَّغْرِ،
- « مَا لَكَ خَائِفٌ مِنْ هَذَا الْفَيْرُوسِ الْحَقِيرِ فَلَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا؟»
- « يَفْعَلُ الْجَاهِلُ بِنَفْسِهِ مَا لا يَفْعَلُ الْعَدُوُّ بِعَدُوِّهِ »
- « هَلْ تَعْتَبِرُنِي جَاهِلاً إِذَا لَمْ أَضَعْ الكمامةً على أَنْفِي وَ فَمِي؟»
- « وَا أَسَفَاهُ فَأَنْتَ أَيُّهَا الشَّابُّ الْوَسِيمُ مُهَدَّدٌ بالْعَدْوَى . أَكِيدٌ أَنَّكَ مُغْتَرٌّ بِشَبَابِكَ نَاسٍ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ»
اِرْتَبَكَ جَمَالٌ ارْتِبَاكًا شَدِيدًا فَارْتَعَدَتْ أَوْصَالُهُ وَ اصطكَّت أَسْنَانُهُ الْمُرَصَّفَةُ ، النَّاصِعَةُ الْبَيَاضِ . سَكَتَ هُنَيْهَةً يَسْتَرْجِعُ أَنْفَاسَهُ المُتَكَسِّرَةَ ثُمَّ ابْتَسَمَ قَائِلاً
وَهْوَ يَتَفَحَّصُ كِمَامَةً جَدِيدَةً أَخْرَجَهَا لِلتَّوِّ مِنْ جَيْبِ مِئْزَرِهِ الْأَزْرَقِ »
- « اِطْمَئِنَّ يَا سَيِّدِي فَأَنا عَلَى أُهْبَةٍ لِسَتْرِ أَنْفِي وَ ثَغْرِي بِهَذِهِ الْكِمَامَةِ الْلَّعِينَةِ »
- « يَا صَاحِبَ الْكِمَامَةِ الْخَضْرَاءِ زِنْ لِــــي ثَلاَثَةَ كِيلُوغْرَامَــــاتٍ منَ الدَّقِيـــقِ وَ كِيلُوغْراَمَيْنِ مِنَ الْفَرِينَةِ وَ ضَعْهُمَا فِي هَذِهِ السَّلّةِ المْزْدَانَةِ رِفْقَةَ خُبْزٍ طَرِيٍّ نَاضِجٍ وَ عُلْبَةِ طَمَاطِمٍ »
أَجَابَ جَمَالٌ بِصَوتٍ فَاتِرٍ ، مُتَذَبْذِبٍ ، خَجُولٍ :
- « أَنَا مُسْتَحٍ مِنْكَ يَا صَدِيقِي العَزِيزُ فَالْعَدِيدُ مِنَ الْبَضَائعِ مَفْقُودَةٌ فِي هَذَا المَتْجَر وَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَتَاجِرِ. حَدِّقْ مَلِيًّا فِي أَرْجَائِهِ فَأَغْلَبُ الرُّفُوفِ مُوحِشَة خَاوِيَةٌ لاَ شَيْءَ عَلَيْهَا »
- « مَعَ بَالِغِ الْأَسَفِ فَتَشْدِيدُ الْحِصَارِ عَلَى جَزِيرَةِ جِرْبَةَ بِدَعْوَى أَنَّهَا مَوْبُوءَةٌ أَمَاطَ الّلِّثَامَ عَنْ الْعَدِيدِ مِنَ الْمَشَاكِلِ التَنْمَوِيَّةِ الَّتِي تَتَخَبَّطُ فِيهَا هَذِهِ الْجَزِيرَةُ الْفَيْحَاءُ مُنْذُ رَدْحٍ مِنَ الزَّمَنِ بَلْ قُلْ مُنْذُ الْعَهْدِ البُورْقِيبِيِّ التَّعِيسِ الْآثِمِ »
اِسْتَشَاطَ جَمَالٌ حَنَقًا وَ قَالَ بِنَبَرَاتٍ خَطَابِيَةٍ مُتَأَجِّجَةٍ تَأَجُّجَ الْبَرَاكِينِ:
- « تَبَّا لِلْاِحْتِكَارِ وَ تَبَّا لِلسُّوقِ السَّوْدَاءِ وَ تَبًّا لِمَسَالِكِ التَّوْزِيعِ غَيْرِ الْعَادِلَةِ »
قُلْتُ بِصَوْتٍ عَالٍ مُعَقِّبًا عَلَى كَلاَم رَفِيقِي:
- « وَ الْأغْرَبُ مِنْ ذَلِكَ هُوَ أَنَّ سَائِقِي شَاحِنَاتِ التَّمْوِيلِ أَوْجَسُوا خِيفَةً مِنْ نَقْلِ الْبَضَائِعِ وَ الْخُضُرِ وَ الْغِلاَلِ إِلَى جَزِيرَةِ جِرْبَةَ عِنْدَما سَمِعُوا أَنَّهَا مَوْبُوءَةٌ».
أَوْدَعَ جَمَالٌ فِي السَّلَّةِ عُلْبَةُ طَمَاطِمٍ وَ ثَلاَثَةُ أَرْغِفَةٍ بَائِتَةٍ ثُمَّ تَسَلَّمَ مِنِّي ثَمَنَهَا وَ لِسَانُهُ يُجَرْجِرُ لاَ يَمَلُّ مِنَ الْحَدِيثِ الصَّارِمِ:
- « نَحْنُ عَلَى وَشَكِ الْهَاوِيةِ فَالْجُوعُ كَادَ يَسْتَشْرَى فِي دِيَارِنَا الْآمِنَةِ نَاشِبًا بَرَاثِنَهُ لَوْلَا التَّكَافُلُ الاجْتِمَاعِيُّ لِلْحَدِّ مِن فَدَاحَتِهِ و تَقْلِيصِ هُوَّتِهِ . يَا سَيِّدِي مَا هِيَ الْحُلُولُ النَّاجِعَةُ لِلْخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ الْاِقْتٍصَادِيَّةِ الْخَانِقَةِ ؟»
- « الْحَلُّ الْأَوَّلُ هُوَ إِسْرَاعُ دَوْلَتِنَا الْفَتِيَّةِ فٍي تَأْمِينِ الْغِذَاءِ لِأَحْفَادِ صَالِحٍ بن يوسف وَ كلِّ التُّونِسِيِّينَ مِنَ الشَّمَالِ إِلَى الْجَنُوبِ . الْحَلُّ الثَّانِي هُوَ عَوْدَةُ أَهَالِي جَزِيرَةِ الْأَحْلاَمِ إِلَى خِدْمَةِ الْأَرْضِ مِثْلَ أَجْدَادِهِمْ فَأَرَاضِينَا أَغْلَبُهَا بُورٌ مُهْمَلَةٌ فِي حَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُحْيِيهَا بِسَواعِدِهِ الْمَفْتُولَةِ وَ آلاَتِهِ سِوَاءً أَكَانَتْ تَقْلِيدِيَّةً أَوْ عَصْرِيَّةً »
اِبْتَسَمً جَمَالٌ ابْتِسَامَةً خَفِيفَةً وَ قَالَ فِي حَمَاسٍ :
- « عَلَى الشَّبَابِ أَنْ لاَ يُضَيِّعُوا أَوْقَات فَرَاغِهِمْ فِي المَقَاهِي وَ الفِيس بوك وَ عَلَى الشَّوَاطِئِ بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُشَمِّرُوا عَلَى سَوَاعِدِهِمْ الْمَفْتُولَةِ وَ يَتَفَانَوْا فِي خِدْمَةِ الْأَرْضِ »
- « سَنَتَجَنَّدُ شَبَابًا وَ كُهُولاً وَ شُيُوخًا لإِحْيَاءِ الْأَرْضِ حَتَّى تُكُونَ جَنَّةً غَنَّاءً تَغْدِقُ عَلَيْنَا فِي سَخَاءٍ مَا طَابَ وَ فَاحَ مِنَ الْخَضَرِ وَ الْغِلاَلِ
وَ الْحُبُوبِ وَ الْبُقُولِ »
- « مَا أَضْيَقَ الْعَيْشَ لَوْلاَ فُسْحَةُ الْأَمِلِ! فَهَلُمَّ نُجَدِّدُ الْعَهْدَ لِخِدْمَةِ السَّوانِي وَ الْحُقولِ حَتَّى نُعِيدَ لِمَخَازِنِ الْمَؤُونَةِ مَجْدَهَا : زَبِيبٌ وَ شرِيحٌ وجِرَارُ زَيْتِزَيْتُونٍ وَ خَوَابِي شَعِيرٍ وَ عَدَسٍ .....»
نَظَرْتُ إِلَى سَاعَتِي الْيَدَوِيَّةِ نَظْرَةً مُتَفَحِّصَةً . إِنَّهَا تُشِيرُ إِلَى مُنْتَصَفِ النَّهَارِ.
قُلْتُ لِلتَّاجِرِ جَمَالٍ فِي هَذَيَانٍ كَهَذَيَانِ الْمَحْمُومِ وَ الاِبْتِسَامَةُ مًتَأَلٍّقَةٌ عَلَى ثَغْرِي تَأَلٌّقَ عِقْدِ مِنَ الْجَواهِرِ عَلَى جيدِ غَانِيَةٍ آيَةً فِي الرَّوْنَقِ وَ الْجَمَالِ
- « عَلَيَّ أَنْ أَعُودَ إِلَى مَنْزِلِي فِي وَقْتٍ وَجِيزٍ حَتَّى أُكَلَّفَ زَوْجَتِي نَزِيهَةً بِطَهْوِ شَكْشُوكَةٍ حَارَّةِ الأَنْفَاسِ وَ أَتْلوَ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ثمَّ أثصَلِّيَ صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي مَوْعِدِهَا . وَ عِندَ الْقَيْلُولَةِ سَأَتَغدّى وَ أَفْرَادَ أُسْرَتِي هَنِيئًا مَرِيئًا وَ نَحْنُ نَتَنَدَّرُ وَ نَمْزَحُ وَ نَضْحَكُ مِلْءَ أَشْدَاقِنًا سَاهِينَ عَنْ آدَابِ الطَّعَام . وَ بَعْدَ احْتِسَاءِ كَأْسَيْنِ مِنَ الشَّايِ الْأَخْضَرِ المُحَلَّى بِوَرَقِ النَّعْناَعِ الطَّازِجِ سَأَتَمَدَّدُ دَاخِلَ حُجْرَتِي المُعَطَّرَةِ عَلَى فِرَاشِي الْوَثِيرِ ، النَّاعِمِ زُهَاءَ رُبْعِ سَاعَةٍ وَأَمَلِي وَطِيدٌ أَنْ يُكَحِّلَ النُّعَاسُ جفونِي فَأَسْتَسْلِمَ لِنَوْمٍ هَادِئٍ عَمِيقٍ مُرِيحٍ».
- « فِي أَمَانِ اللَّهِ بَا أَخَ الْعَرَبِ رَافَقَتْكَ السَّلاَمَةُ »
- « إِلَى لِقَاءٍ قَرِيبٍ يَكُونُ مَوْضُوعُهُ تَآزُرُ أَهَالِي جِرْبَةَ فِي سبيل تَشْيِيدِ قِسْمِ الكُوفِيدِ 19 بمُسْتَشْفَى الصَّادِقِ المقدّم وَ تَهْيِئَةِ مَخْبَرِ تَحَالِيلَ طَبِيَّةٍ فِي نَفْسِ الْغَرضِ »
- « سَنَتَوَاصَلُ بِحَوْلِ اللَهِ فِي الْأَيَّامِ الْقَادِمَةِ لِلْحَدِيثِ عَنِ هَشَاشَةِ الْقِطَاعِ الصِّحِيِّ وَ غَيْرِهَا مِنَ القِطَاعَاتِ فِي رُبُوعِ هَذِهِ الْجَزِيرَةِ الْفَيْحَاءِ وَ خَارِجِهَا فِي كُلِّ شِبْرِ مِن تُونِسَ الْخَضْرَاء »