عبد الجبار ساكت - حديث الأبراج

ياقارئة الكف
رجاء إقرئي كفي
عسى ان تصنعي شيئا يشفي
قلبا عليلا
ذاق من العذاب ما يكفي
بعد صمت محير
قالت يا بني قرأت كثيرا من الاكف
لكنني لم ار مثل هذه الكف
رايت الكف التي صافحت
سنها ضاحكة
وهي للغدر تخفي
والتي اقسمت فما ابرت
لو عصاها القلم احرقته
مكرها امضى بيع الارض والعرض
والتي رفعت إلى السماء
فخلتها رفعت تضرعا
فإذا هو دعاء على الخلق بالهم والمرض
والتي نهرت من الناس صفوفا
وقضت تعد ايام الشهر لا يهمها الا نهايته
للقبض
والتي إن بدا الحق غير خجول من عريه
رمته بالعته
نسجت ظلاما يحجبه
وضربت تعظيم سلام
لجلاد القرية وزانيها
لفاسقها ومرتشيها
للذي كلما لاحت بارقة امل يعاديها
حالم انت يا بني
مجنون مسكون محتسب
تداوي جراحك بالصبر
كفك يابني قابضة على الجمر
كف ام
خضابها نزيف تربة
ضاعت وضاع حاميها
وحرت بين الابراج اسائلها
عسى ان تفصح عن العلة اين
فاداويها
ما خلت العذراء وهي فاتنة
تساكن في قلب متيم بالتراب
ترابا
والبئر إن جفت والماء غار
هل يغرف الدلو سرابا
والقوس بلا رام عاجزة
وإن حلق الطير فوقها اسرابا
والاسد في وطن الضباع
بكبريائه
يموت اغترابا واكتئابا
والثور لو يدري ان إحسان صاحبه له
ذبح
لشن عن الطعام إضرابا
والحوت مثله في برنا
ياكل بعضه بعضا غلابا
والجدي في زمن الشك
اخفى لحيته
خشية ان تصنف إرهابا
والحمل الوديع
صمته
غفلة راعيه
والعصا واهنة
اغرت به ذئابا
فكان لحمه للنار
وصوفه للدثار
وجلده للدف
وقرنه للمزمار
هيا ارقصوا طربا
فقد رزق العقيم العنين الخصي
تواما جوزاء
اهدى وهو مترف
للوليدين السعيدين
غرفتين مريحتين
غرفة للنوم والاخرى للقمار
لاتزال كفتهم في الميزان راجحة
ونحن وآمالنا في كفة الانتظار
خبثت امراضهم
فاي دواء اجدى ولوكان سم عقرب
إذا انتشر سرطانهم في الافكار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...