( هذا ما حكاه لي " أغيول " الرجل القوي البنية ، الفارع الطول الذي يُغالٍب ولايُغلب ، وهو طاعن المرأة )
ـ لم يبق شيء
يُجيب العطارُ السائلات عن بعض ما يحتجن إليه من بضائع ، لبان ، حلوى ، أمشاط ، عقيق ، أسورة ، حجر الكحل ، الحرگوس ، العكر الفاسي ـ بضائع يؤدى عنها بفرنكات أو ريالات أوي قايضها بالبيض أو الصوف ـ وهن يتحلقن حوله أثناء طوافه بين منازل الدٌُوٌٓار ، يسير وعيناه ترقبان بحرص ما يخرج إلى المراعي من الأغنام والمواشي والخيول ـ الخيول النادرة التي لا يملكها إلا بعض ذوي الشأن وسط فلاحين فقراء ـ التي يقفوها الرعاة . يتوقف ثم يضع الكيس والسلة الممتلئين بالصوف أمامه ، يستوي في قعوده مستندا إلى جدار ظليل ، يملأ فرن غليونه بالكيف ويشرع في التدخين ... ثم ينسل مغادرا
غادر العطار الدوار قبل أذان المغرب ، في الوقت الذي يتهيأ فيه الناس للإفطار ، ويمتليء الجو برائحة القهوة والحساء ، ويعلو فيه ضجيج الأطفال في الساحة المتربة قرب المسجد.
وفد أربعة أشخاص غرباء واتجهوا مباشرة إلى منزل بوشعيب الضاوي ، انتحى ثلاثة منهم جانبا بينما الرابع تقدم وخبط الباب براحته ، أفرج الباب رجل أصلع ، قصير ، بدين يميل جسمه إلى التربيع ، ثم استجاب لطلب الإستضافة بأن دعا الرجال للدخول في اللحظة التي علا فيها صوت المؤذن . كسر الرجال الصيام بالتمر وصلوا ، ثم تحلقوا حول مائدة الإفطار
بدر ، بعد تناول العشاء ، من أحدهم الإفصاح عن الرغبة في المبيت ، واستنئاف المسير صباحا إلى حيث يقصدون ، لكن الضاوي كان صارما في رفض ذلك ، انسحب الرجال مخذولين ، ومشوا مبتعدين إلى أن غاصوا في الظلام . وربما لم يبتعدوا كثيرا كما ظهر مما حدث لاحقا ، إذ عادوا ليلا ٱلى المنزل ، سارع أحدهم في وضع جسمه بشكل جانبي لصق الجدار ، ووضع راحتيه على ركبتيه وانكفأ متيحا لآخر إمكان الصعود على ظهره ، صعد الرجل ثم اندلق نحو بهو المنزل ، وفتح الباب ، بعدذلك فك رباط حصانين وبقرتين ، وهي المغانم التي ساقها أصحابه ، تلكأ قليلا بعد أن كان قد وثق من أن أهل البيت نيام بعد تسلله لمعاينة الغرف وكأنه يمتطي الهواء ، جٓرٌٓتْه رائحة السمن وضوء باهت نحو المطبخ ، سار متسللا ووقف خلف امرأة تعد السحور ، وبنعومة خطف رغيفين من صحن طيني . كانت المرأة قد سحبت من آنية سمنا لدهن الرغيفين ، فلما وضعت يدها لم تجدهما ، التفتت مرتابة ، وبدون وعي استدارت ، وبتحفيز من هلع مفاجيء ، وبردة فعل لاإرادية ضمت إلى صدرها الرجل الواقف خلفها مدسوسا في الظلام ، الذي بوغت ، فحاول الفكاك ببذل جهد قوي لدرجة أنه رفع المرأة وأنزلها وخضخضها دون جدوى ، لم تصدر أي صوت إذ أخرستها المفاجأة ، بيد أنها التصقت به كالعلقة ، كانت متمكنة منه بحجز ذراعيه منطبقين على جذعه ، حاول أن يصل إلى خنجره ولم يستطع ذلك إلا بعد أن ارتخت قبضة المرأة عليه ، فتهاوت كثوب سقط من مسمار ، بعد أن غرز الخنجر في ثديها الأيسر ، فلاذ بالفرار ملتحقا بأصحابه
ـ لم يبق شيء
يُجيب العطارُ السائلات عن بعض ما يحتجن إليه من بضائع ، لبان ، حلوى ، أمشاط ، عقيق ، أسورة ، حجر الكحل ، الحرگوس ، العكر الفاسي ـ بضائع يؤدى عنها بفرنكات أو ريالات أوي قايضها بالبيض أو الصوف ـ وهن يتحلقن حوله أثناء طوافه بين منازل الدٌُوٌٓار ، يسير وعيناه ترقبان بحرص ما يخرج إلى المراعي من الأغنام والمواشي والخيول ـ الخيول النادرة التي لا يملكها إلا بعض ذوي الشأن وسط فلاحين فقراء ـ التي يقفوها الرعاة . يتوقف ثم يضع الكيس والسلة الممتلئين بالصوف أمامه ، يستوي في قعوده مستندا إلى جدار ظليل ، يملأ فرن غليونه بالكيف ويشرع في التدخين ... ثم ينسل مغادرا
غادر العطار الدوار قبل أذان المغرب ، في الوقت الذي يتهيأ فيه الناس للإفطار ، ويمتليء الجو برائحة القهوة والحساء ، ويعلو فيه ضجيج الأطفال في الساحة المتربة قرب المسجد.
وفد أربعة أشخاص غرباء واتجهوا مباشرة إلى منزل بوشعيب الضاوي ، انتحى ثلاثة منهم جانبا بينما الرابع تقدم وخبط الباب براحته ، أفرج الباب رجل أصلع ، قصير ، بدين يميل جسمه إلى التربيع ، ثم استجاب لطلب الإستضافة بأن دعا الرجال للدخول في اللحظة التي علا فيها صوت المؤذن . كسر الرجال الصيام بالتمر وصلوا ، ثم تحلقوا حول مائدة الإفطار
بدر ، بعد تناول العشاء ، من أحدهم الإفصاح عن الرغبة في المبيت ، واستنئاف المسير صباحا إلى حيث يقصدون ، لكن الضاوي كان صارما في رفض ذلك ، انسحب الرجال مخذولين ، ومشوا مبتعدين إلى أن غاصوا في الظلام . وربما لم يبتعدوا كثيرا كما ظهر مما حدث لاحقا ، إذ عادوا ليلا ٱلى المنزل ، سارع أحدهم في وضع جسمه بشكل جانبي لصق الجدار ، ووضع راحتيه على ركبتيه وانكفأ متيحا لآخر إمكان الصعود على ظهره ، صعد الرجل ثم اندلق نحو بهو المنزل ، وفتح الباب ، بعدذلك فك رباط حصانين وبقرتين ، وهي المغانم التي ساقها أصحابه ، تلكأ قليلا بعد أن كان قد وثق من أن أهل البيت نيام بعد تسلله لمعاينة الغرف وكأنه يمتطي الهواء ، جٓرٌٓتْه رائحة السمن وضوء باهت نحو المطبخ ، سار متسللا ووقف خلف امرأة تعد السحور ، وبنعومة خطف رغيفين من صحن طيني . كانت المرأة قد سحبت من آنية سمنا لدهن الرغيفين ، فلما وضعت يدها لم تجدهما ، التفتت مرتابة ، وبدون وعي استدارت ، وبتحفيز من هلع مفاجيء ، وبردة فعل لاإرادية ضمت إلى صدرها الرجل الواقف خلفها مدسوسا في الظلام ، الذي بوغت ، فحاول الفكاك ببذل جهد قوي لدرجة أنه رفع المرأة وأنزلها وخضخضها دون جدوى ، لم تصدر أي صوت إذ أخرستها المفاجأة ، بيد أنها التصقت به كالعلقة ، كانت متمكنة منه بحجز ذراعيه منطبقين على جذعه ، حاول أن يصل إلى خنجره ولم يستطع ذلك إلا بعد أن ارتخت قبضة المرأة عليه ، فتهاوت كثوب سقط من مسمار ، بعد أن غرز الخنجر في ثديها الأيسر ، فلاذ بالفرار ملتحقا بأصحابه