ﻋﺒﻴﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ - ﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ.. قصة قصيرة

ﻛُﻨْﺖُ ﺻﻐﻴﺮﺓً ﺟﺪﺍً ﺣﻴﻦ ﻋﻠﻤﺖُ ﺁﺛﺎﺭﻩُ ﻓﻲ ﻛُﻞِّ ﺷﻲﺀٍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ . ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﺍﺛﻨﻪُ ﺗﺮﺑﻂ ﻣﺼﻴﺮﻱ ﺑِﺤﺒﺎﻝٍ ﻛﺒَّﻠﺖْ ﺃﻳﺎﻣﻲ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ . ﻛُﻨﺖُ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔً ﻣﻦ ﺗﺪﺧّﻞ ﺃﺟﻨﺒﻲٍّ ﻓﻲ ﺃﺩﻕِّ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﺮﻱ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻُﺮﺍﺥُ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻋﻨﺪَ ﻧﻴﻠﻲ ﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳّﺔِ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﺃﺭﺩْﺕُ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓِ ﻭﺷﻐﻒِ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞِ ﻟِﻘﺼﺮِ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤُﻀﻲﺀ ﺍﻟﻤﺘﻸﻟﺊ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ﻷﺻﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ." ﺃﻻ ﺳﺎﺀ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻜﻤﻮﻥ .. ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻠَﻚِ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ؟ ! ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ؟ ! ﺳﺘّﺔُ ﺃﺑﻨﺎﺀٍ ﺃُﻋﻴﻠﻬﻢ . ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ؟ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺩﻭﻻﺭﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻﺃﻣْﻠُﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ."
ﻭﻃﺄﻃﺄَ ﺭﺃﺳﻪُ ﺑﺤﺰﻥ ،ﻭﺗﺤﺠّﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺩﻣﻌﺔٌ ﺃﺑﻰ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺰﻭﻝ .
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤُﺰﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﺰﺩﻫﻲ ﺃﻥ ﻋُﻤﺮﻱ ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ . ﻭﺳﺘﻮﺻﺪ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻛُﻞّ ﺍﻟﺴُﺒﻞ " ﻣﺎﺩﺧﻞُ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ؟ ! ﻣﺎﺷﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻲ؟ !.
ﻟﻜﻦّ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﻴﻠﺔً ﺑﺘﺒﻴﺎﻥ ﻣﺎﺧﻔﻲ ﻋﻦ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻜﺒِّﻞُ ﺑﻠﺪﻱ ،ﻭﺗﺮﺑﻄﻪُ ﺑِﺤﺒﺎﻟﻬﺎ . ﺗﺘﺤﻮّﻝ ﻟِﺴﻼﺳﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﻏﺮﻗﻪِ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺓِ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮّﺩﻱ
ﺣﺎﻭﻟْﺖُ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺟﻲ ﺩﻓﻊَ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤُﻠﻢ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ . ﺣﺎﺭﺑﺖُ ﻃﻮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﻛﺴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺒّﻠﺘﻨﻲ .
ﻟﻜﻦَّ ﻣﺎﺭِﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻻﺡ ﺑﻌﺪ ﺑﺪﺀ ﺗﻤﻠﻤﻠﻬﻢ ﻟِﻜﺴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻼﺳﻞِ . ﻭﺗﺤﺮُّﻛِﻬِﻢ ﻟﻜﺴﺮ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺃﺣﺮﻕَ ﺣُﻘﻮﻝَ ﻗﻤﺤﻬﻢْ . ﺷَﺮِﺏَ ﻣﻴﺎﻩَ ﺃﻧﻬﺎﺭِﻫﻢ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ . ﻭﺑﻨﻰ ﻗﺼﺮﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻮﻕ ﺭﻓﺎﺗﻬﻢْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...