سلوى اسماعيل - شنكال..

كان الصراخ
قبل الصمت بجرحين
الأصوات تملأ السماء
دمعاً ودماً
والأنبياء متدثرون
بخيمة الخوف
أن تطالهم رصاصة طائشة
رؤوس متناثرة
خطوات هاربة
جدائل تسابق الرّيح
بين الحجارة والغبار تحلّق
تقتنصهم رايات سوداء
وكلمة الله أكبر
كانت الإبادة
الموت القادم
من نيران صديقة
طعنة غدر في قلب السلام
سرب الفراشات
سبايا في سوق النخاسة
عرض وطلب
لأجساد تعمدّت بالطهر
بأيدي خفافيش الليل اغتُصِبَتْ
ومن يدّعي الإيمان
سارق وزانٍ
يطارد الحرائر لإشباع رغبة
والعالم غارق حتى أذنيه
في حانات العهر
ليستمر السبي
القتل
الإبادة
والكل شيطان أخرس
أربع وسبعون قهراً
وشم في ذاكرة كل ايزيدي
كل سنة في قلبه
قبر يفتح
لتعود وجوه الأحبة
تعتلي شنكال
تطوف بقبور الأولياء
تتعمد بزيت الزيتون
وتمسح المرارة من حلقها
بحبّة تين مباركة
كل سنة يعود سرب الراحلين
إلى المعبد
يربطون على أعمدة الأمنيات
شرائط بيضاء
يرددون تراتيل السلام
حتى يرتعش قلب الجبل
قبل أن تلوّح قلوبهم
لوداع الأحبة
مقابر جماعية لرسل المحبة
مقابر بلا شواهد
توحدت العظام بالتراب
غباراً يصفع وجه الإنسانية
التي لم تنصفهم يوماً
في الحياة
في الممات



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...