الطاعون في المحبة، سدنة النخل
الشيوخ الصغار،
ذوو الجبهات المنخفضة،
الذين جنت الصباحات ظهورهم
وحرثت خصورهم الحبال،
سليلو الأنهار العميقة، وفصيحو الأنساب
بائعو الشهد على مر الأزمنة
ضاربو الدفوف، وحاملو المشاعل
أول الرتل
***
المغنون المسنون، عازفو النايات الحزينة
الآتون من كل الجهات
الذين أتخمهم السويق دهورا
والذين لا تفارق الإبتسامة وجوه أسيادهم
صانعو أمجاد غيرهم
سحبوا المراكب إلى الشواطئ مبكرين
وأقاموا ليالي غادين ورائحين
***
الذين ملأوا العنابر بالتمر والسمن
وغلقوا الأبواب
وساروا بالسفائن تظللهم غمامة الرب الرمادية
ومن أول النخل حتى آخر البحر
كانت تسمع بهم رنة مجذاف واحد
فيما يمخر أجسادهم نحيب خفي
الذين كتبت أسماؤهم على المباخر والمكابس
على المجاذيف والصواري العالية
***
الذين نقشت الأزمنة رسومهم
على الألواح الندية، وظل الموج
يحفر بها أياما وليالي،
الذين شهدت لهم البطائح
وصرخت بأفئدتهم السفن العملاقة
عبأوا أعمارهم(بالسلوفان )
فطافت المدن والأمصار
أمل الزمن أكتافهم
وكانت رأيته قمصانهم .
المدمنون البحر ، الذين المرادي
بين أضلاعهم مكانا لها
وتنتفض سيقانهم كأرانب مطعونة
إذا ساروا ......
وجوههم كحيازيم السفن باشطة ومسننة.
أشرعتهم حتوفهم
يربون الكواسج في مؤخرات المراكب
وعلى متنها القطط سوداء كأباريق الشاي
يكرهون اليابسة،
(ففي البحر أكثر مما ينبغي)
تحت الأحزمة الخضر خناجرهم مفضضات
المقابض
الذين ألقموا البحر أعزتهم
وأكلت الحيتان خصورهم وفحولتهم
الذين تخلو منازلهم من الأرائك
وأسرتهم من الجريد...
أفراحهم مؤجلة دائما
وبحبالهم القنب يربطون مجانينهم
إلى جانب السفن والمواشي
***
لم يأكلوا لحم ذويهم
وإذا سلمت أبقارهم سلموا من الجوع
ينحرون للضيف أعلى دوابهم،
خوانهم الأرض،
والأواني من الورشن الثمين،
لا خمر في بيوتهم،
وفي دنان الملح يخبئون المفاتيح والنقود
***
سفن راسية في حيطانهم،
وقراصنة أزليون ،
حوانيت من عاج وصندل
وسميريات غريقة منذ الأزل ،
ومنذ أن كان السحاب رصاصا
كانت أبدانهم تركض في العراء
***
في السقوف يعلقون الثعالب المحنطة والقناقذ ،
أبوابهم على البحر وأحذيتهم الريح
في أثوابهم رائحة الشتاء،
وبين طياتها يكمن الموج وتتهيأ العاصفة
كثيثوا الحواجب يغتمون طيلة النهار
ووافرة أعناقهم
***********
السراجات معلقات في السقوف ترشح أحزانا
وزيتا..
ومن المسناة العريضة
تصعد السلاحف مع الزائرين
يأخذون قاربك كأخذهم يدك
ثم يوثقونه إلى أعز أشجارهم
وعلى الدكات التي خلفها يومئ الجلنار
يحشون غليونك تبغا أعد خصيصا للضيوف
ومهما كنت تعيسا سيفرحك الترياق آخرة الليل
منازلهم قريبة من بعضها ،
وعلى الحيطان حكمة راسخة في الحجر ،
(عليكم بالجماعة فإن الذئب
يأكل من الغنم القاصية )
***
طريق واحد أمام اللصوص
فعلى البنادق رجال نيفوا على الأمانة
ولا تخمد فوانيسهم ...
مقابرهم قريبة من بعضها
وعلى ضفاف الأنهار يغمرها المد كل يوم
وفي الجداول النائية يتناسخون و يكبرون
تأخذهم الصباحات إلى مضارب شتى
وترجعهم الأقمار والخنازير
حفاة إلا من ضوء أقصى الروح
وعلى ظهورهم شموس مطفأة
زاهدون في أعمارهم
وأيامهم أطول من سراويبهم بقليل
طاعنون في الموت
أكلت الرياح بيارقهم .
١٩٨٦
الشيوخ الصغار،
ذوو الجبهات المنخفضة،
الذين جنت الصباحات ظهورهم
وحرثت خصورهم الحبال،
سليلو الأنهار العميقة، وفصيحو الأنساب
بائعو الشهد على مر الأزمنة
ضاربو الدفوف، وحاملو المشاعل
أول الرتل
***
المغنون المسنون، عازفو النايات الحزينة
الآتون من كل الجهات
الذين أتخمهم السويق دهورا
والذين لا تفارق الإبتسامة وجوه أسيادهم
صانعو أمجاد غيرهم
سحبوا المراكب إلى الشواطئ مبكرين
وأقاموا ليالي غادين ورائحين
***
الذين ملأوا العنابر بالتمر والسمن
وغلقوا الأبواب
وساروا بالسفائن تظللهم غمامة الرب الرمادية
ومن أول النخل حتى آخر البحر
كانت تسمع بهم رنة مجذاف واحد
فيما يمخر أجسادهم نحيب خفي
الذين كتبت أسماؤهم على المباخر والمكابس
على المجاذيف والصواري العالية
***
الذين نقشت الأزمنة رسومهم
على الألواح الندية، وظل الموج
يحفر بها أياما وليالي،
الذين شهدت لهم البطائح
وصرخت بأفئدتهم السفن العملاقة
عبأوا أعمارهم(بالسلوفان )
فطافت المدن والأمصار
أمل الزمن أكتافهم
وكانت رأيته قمصانهم .
المدمنون البحر ، الذين المرادي
بين أضلاعهم مكانا لها
وتنتفض سيقانهم كأرانب مطعونة
إذا ساروا ......
وجوههم كحيازيم السفن باشطة ومسننة.
أشرعتهم حتوفهم
يربون الكواسج في مؤخرات المراكب
وعلى متنها القطط سوداء كأباريق الشاي
يكرهون اليابسة،
(ففي البحر أكثر مما ينبغي)
تحت الأحزمة الخضر خناجرهم مفضضات
المقابض
الذين ألقموا البحر أعزتهم
وأكلت الحيتان خصورهم وفحولتهم
الذين تخلو منازلهم من الأرائك
وأسرتهم من الجريد...
أفراحهم مؤجلة دائما
وبحبالهم القنب يربطون مجانينهم
إلى جانب السفن والمواشي
***
لم يأكلوا لحم ذويهم
وإذا سلمت أبقارهم سلموا من الجوع
ينحرون للضيف أعلى دوابهم،
خوانهم الأرض،
والأواني من الورشن الثمين،
لا خمر في بيوتهم،
وفي دنان الملح يخبئون المفاتيح والنقود
***
سفن راسية في حيطانهم،
وقراصنة أزليون ،
حوانيت من عاج وصندل
وسميريات غريقة منذ الأزل ،
ومنذ أن كان السحاب رصاصا
كانت أبدانهم تركض في العراء
***
في السقوف يعلقون الثعالب المحنطة والقناقذ ،
أبوابهم على البحر وأحذيتهم الريح
في أثوابهم رائحة الشتاء،
وبين طياتها يكمن الموج وتتهيأ العاصفة
كثيثوا الحواجب يغتمون طيلة النهار
ووافرة أعناقهم
***********
السراجات معلقات في السقوف ترشح أحزانا
وزيتا..
ومن المسناة العريضة
تصعد السلاحف مع الزائرين
يأخذون قاربك كأخذهم يدك
ثم يوثقونه إلى أعز أشجارهم
وعلى الدكات التي خلفها يومئ الجلنار
يحشون غليونك تبغا أعد خصيصا للضيوف
ومهما كنت تعيسا سيفرحك الترياق آخرة الليل
منازلهم قريبة من بعضها ،
وعلى الحيطان حكمة راسخة في الحجر ،
(عليكم بالجماعة فإن الذئب
يأكل من الغنم القاصية )
***
طريق واحد أمام اللصوص
فعلى البنادق رجال نيفوا على الأمانة
ولا تخمد فوانيسهم ...
مقابرهم قريبة من بعضها
وعلى ضفاف الأنهار يغمرها المد كل يوم
وفي الجداول النائية يتناسخون و يكبرون
تأخذهم الصباحات إلى مضارب شتى
وترجعهم الأقمار والخنازير
حفاة إلا من ضوء أقصى الروح
وعلى ظهورهم شموس مطفأة
زاهدون في أعمارهم
وأيامهم أطول من سراويبهم بقليل
طاعنون في الموت
أكلت الرياح بيارقهم .
١٩٨٦