حسن إبراهيم حسن الأفندي - سم الدسم..

( لم يبق عندي ما يبتزه الألم ُ
حسبى من الموحشات الهم والهرم ُ
لم يبق عندى كفاء الحادثات أسى
ولا كفاء جراحات تضج دم
وحين تطغى على الحران جمرته )
فخير زاد له فى غربة قلم
ومن سواك له شعرى وموهبتى
وأنت نارى وبالأعماق تضطرم
إذا ذكرتك سال الدمع منهمرا
وإن أحاول أنسى جادنى سأم
كأن فى ذكرك الأغلال تربطنى
وطالما كان فى استقبالها نَعَم
كأنك الشعر والأوزان تلهمنى
وما أقاوم شعرى حين يحتدم
منذا يقاوم إلهاما وتزكية
قد حفها الحرف والألحان والنغم
تبنى لملكى وتُرسى من مكانتنا
بين الخلائق ما يرضى به الخَصَم
حتى غدوت وما دنيا لتنكرنى
وخلت أنى لما قد فات أنتقم
كأنك الماء ,غير الماء يخنقنى
وقد بلغت من الستين ما يَضِم
كأنك القلب خفقاً فى جوانحنا
ففى السلامة كل الناس قد سلموا
هل مثل حبك فى الدنيا له مثل
وهل ألاقى بديلا عنك ينسجم
إن خانك البعض أو مسّتك نازلة
جئنا ليوثا لها والناب يبتسم
من ظن أنك سهل فى تناوله
قد خالطت فكره من سمنا دسم
لله درك فى حبٍ يؤرقنا
ومن يعاديك فى أحشائه الورم
لمن أُغنى غداة الدجن قافيتى
ومن سواك له الأشعار تحترم
فى حضرة النيل والباقير خضرتََها
النفس تبدأ من عشقٍ وتختتم
ابا الليوث أبا الأبطال من قتلوا
غردون ما وهنوا كلا ولا ندموا
إن كان حظى من الأيام غربتها
وكان موتى بعيدا عنك يرتسم
هلا ذكرت لنا ودّاً يداعبنا
فى كل يوم بذرات الثرى رقم
قد كنت أطمح فى عوْدٍ يجمّعنا
لكن أحلامنا يجرى بها وهم
ماذا تبقّى وآلامى تداهمنى
والشيب فى أسفٍ ذكرى بنا لكمُ
من يا ترى يذكر الماضى وقد صرمتْ
عشرون عاما وأخرى حلوها نِقَم
يا شاعر النيل هل عاودت سيرتها
ذكرى بها خاطرى يحيا ويزدحم
قد كنت أحسب أن البعد غيّرنى
فما عرفت سوى أن الهوى كَلَم
قالت تعاتبنى غيداء ما فعلت
بك الليالى وقد أخنى بك الهرم
ما عدت تملك من صبر تدبّجها
تلك القصائد فيها الدُر ينتظم
وكل أولِ مرهونٌ بآخره
وكل حسناء بعد الشيب تحتشم
ودّع هريرة أو ودّع بها أملا
إن جاد خاب وإن واليت ينخرم
نحن العشيرة لا شيئ يفرّقنا
ولا تهون لنا نفسٌ ولا ذمم
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...