رزيقة بوسواليم - أفكك كُبَّةَ الفراغ، لأرسمك.. شعر

يقول اللَّيل :
حملتك على ظهري
ايّها النَّوم حتَّى سافر الماء
من تحت أقدامي العجيبة
ولم أشعر بالبلل .
يَقول النَّوم :
كنت خفيفا كريشة
أكثر أحلامها بلاغة
الطيران حتى تصل الأرض براحة بال .
الأجواء غبارٌ ،
فكرة قاسية ،
نافذة تئنُ ،
جدارٌ سيء السُّمعة ،
شارع شاذ ،
أبوابٌ عارية ،
أصواتٌ تتعارك ،
والسَّاحات تسلخ ارطال أجساد منفية في عدم مباح .
يسْكُنني وجهكَ العفريت ،
الرِّيح تلوكني في ركن الذكرى لنبش صورة القبلة الأولى .
أمضغك على مهل نار تتهجى الحريق ،
في داخلي خاطرت وسمحت لعربتك المرور على لحم جُثَّتي .
ألعنك الآن بوضوح
لأستريح
من الموت ،
من حلبة أصابعك ،
ومن أضلع غاصت بي سكاكينا في مربع الخطيئة .
أرطِّب بشرتي بصفعة برد الخريف
مازالت الطَّبيعة بخير ،
قد عادت المدارس
ترتِّب مآزر التَّلاميذ
وتقوِّمَ إعوجاج الصفوف بالقلم والمسطرة .
الرِّيح درس السِّيقان المفتوحة على قميص اللَّيل العاصف .
وما تزال جغرافية السَّرير تضيق على جسد العاشق .
الممحاة أذكى المخلوقات .
أرسمُك هنا ،
أفكك كبة الفراغ ،
كأن لم تكن ،
إذا ما عطست الممحاة فجأة على سبورة العمر .
الموت
ممحاة
وجودنا الكبير .

رزيقة بوسواليم
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...