ماهر نصر - الحفّار..

اخر قصيدة بعثها الشاعر ماهر نصر للأنطولوجيا بالتاريخ اعلاه..
الرحمة والطمأنينة على روحه الزكية..
خالص التعازي والمواساة لأخيه محمد نصر وكافة أفراد عائلته واصدقائه وللشعر الحزين



(/(///////




الحفّارُ الذي غَرَزَ مثْقابَه تحت ظلّي
هل كان يبحثُ عن جثّتي ،
عن ضفيرةِ أمي ،
عن شمعةٍ أحملُها فوق كتفي
تنيرُ للرفاقِ الطريقَ إلى أكْفَانهم؟
الحفّارُ لم يردمْ بالترابِ جمرةَ نارٍ
خبّأتُها ليتدفأ عصفورٌ في رأسي.
خَلَعَ ريشه في العشِ
ونسي أن يحلقَ بين جفنيّ .
ليس لضفيرةِ أمي أفقٌ،
وليس للعصفورِ أرضٌ.
والغيمةُ التي حَمَلَها بين أصابعه
لم تَسقِ مِعطفاً يستندُ على العُكّازِ،
ولم تغسلْ حاجباً أبيضَ .
مرّتْ عرباتُ الأيام ِ،
وتركت ْدُخانها .
والحفّارُ لم يزلْ يُغَربلُ عظامَ أمي،
وكَصلصالٍ يخمّرُها بالماءِ والأوهام.
اتركوا الصلصالَ لي،
فَلديّ إزميلٌ لأنحتَ وجهَها في الأفق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...