قحطان جاسم - غيمة تتدحرج على نافذة

كان يبكي كلما أخفت الشمسَ غيمةٌ.
ثم يهللُ كطفلٍ يتتبع أثر َالفيء على حائطٍ مائلٍ من الطينِ .
عراك العصافيرُ يربكهُ، وضجةُ العرباتِ العائدة بنساء فلاحين وفقراء عاطلين.
يضجرُ من لعبة الكبار ، فينزوي في الصفاء الذي اختاره ،
يخبّيء أوجاعه في شالٍ رصّعتُه أنامل مجهولة
سيهديه ،وهو يهمس لآخر مرة
خائفا على الجسر القديم ،
لامرأة ،
حيث يكون النهر الشاهد على التلويحة المرتبكة
أو حين تغيب الالتفاتة في منطعف الدرب الضيق، والريحُ تخفق خلفها.
يتسعُ العالم،
تغدو الاشياء أليفة ، ويصير الكبارُ خيوطَ دخانٍ
في نسيجِ النهار
فتتدحرجُ الغيمة ضحكة على النافذة.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...