عزيزي سلام
تحياتي
أكملت قراءة روايتك (حياة ثقيلة) وهي تصور حياة ثقيلة فعلا، حياة كلها أسى قائمة على العنف والانسحاق وتهدم حياة جيل كامل من العراقيين بصورة فضيعة. لا أريد أن أنصب من نفسي ناقدا إذا قرأت عملا من عمل الأصدقاء لأني أعرف أن الأدب يقوم على التنوع في وجهات النظر واختلاف التجارب وأساليب الكتابة، أنت قدمت على الأقل عملا يقرأ من دون ملل من أول صفحة إلى آخر صفحة، الأحداث كلها مثيرة، الشخصيات الثلاث عبرت عن تنوع الضحايا وتنوع أساليب القمع والقتل. الرواية وثيقة مهمة عن مرحلة بالغة التعقيد في العراق، وهو صراع الشيوعيين مع البعثيين في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وما تلاها من تحول الشيوعيين الى العمل السري وتشكيل فصائل الأنصار. هو صورة عن هذا الصراع في المحافظات الجنوبية وبينت كيف ان حياة الشيوعيين في تلك المناطق نوعيا مختلفة من ناحية الاحداث عن بغداد. العمل هو سيرة ذاتية مكتوبة بشكل روائي الاحداث حقيقية وبعض الشخصيات بأسمائها الصريحة، الرواية تعتمد الأمانة التاريخية في النقل. أشياء كثيرة في الرواية خلتني افكر فعلا في الشخصية العراقية منها العلاقة مع النساء، الإطاحة بالخصم، تقدير الصداقة، صداقة الرجال الى الحد المرضي. تضخم التجربة السياسية الى حد مؤلم، التمحور حول الذات. على العموم أنت قدمت وثيقة مهمة راح تقرأها الأجيال المقبلة بشكل مختلف. رواية لن تقرأ إلا حينما تختفي البنادق ويزول الدخان، وتحاول الأجيال القادمة التي تعيش بصورة مختلفة كليا عما يعيشه العراقيون الحاليون، أن تعرف ما حدث في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العراق. وهي مفصلية فعلا، لأنها أدت الى هذا العبث والفوضى الحالية لو كان التاريخ رحيما ولم تحدث هذه المجزرة بالشيوعيين لكان العراق يعيش اليوم بشكل مختلف تماما.
علي بدر
9-9-2015
تحياتي
أكملت قراءة روايتك (حياة ثقيلة) وهي تصور حياة ثقيلة فعلا، حياة كلها أسى قائمة على العنف والانسحاق وتهدم حياة جيل كامل من العراقيين بصورة فضيعة. لا أريد أن أنصب من نفسي ناقدا إذا قرأت عملا من عمل الأصدقاء لأني أعرف أن الأدب يقوم على التنوع في وجهات النظر واختلاف التجارب وأساليب الكتابة، أنت قدمت على الأقل عملا يقرأ من دون ملل من أول صفحة إلى آخر صفحة، الأحداث كلها مثيرة، الشخصيات الثلاث عبرت عن تنوع الضحايا وتنوع أساليب القمع والقتل. الرواية وثيقة مهمة عن مرحلة بالغة التعقيد في العراق، وهو صراع الشيوعيين مع البعثيين في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وما تلاها من تحول الشيوعيين الى العمل السري وتشكيل فصائل الأنصار. هو صورة عن هذا الصراع في المحافظات الجنوبية وبينت كيف ان حياة الشيوعيين في تلك المناطق نوعيا مختلفة من ناحية الاحداث عن بغداد. العمل هو سيرة ذاتية مكتوبة بشكل روائي الاحداث حقيقية وبعض الشخصيات بأسمائها الصريحة، الرواية تعتمد الأمانة التاريخية في النقل. أشياء كثيرة في الرواية خلتني افكر فعلا في الشخصية العراقية منها العلاقة مع النساء، الإطاحة بالخصم، تقدير الصداقة، صداقة الرجال الى الحد المرضي. تضخم التجربة السياسية الى حد مؤلم، التمحور حول الذات. على العموم أنت قدمت وثيقة مهمة راح تقرأها الأجيال المقبلة بشكل مختلف. رواية لن تقرأ إلا حينما تختفي البنادق ويزول الدخان، وتحاول الأجيال القادمة التي تعيش بصورة مختلفة كليا عما يعيشه العراقيون الحاليون، أن تعرف ما حدث في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العراق. وهي مفصلية فعلا، لأنها أدت الى هذا العبث والفوضى الحالية لو كان التاريخ رحيما ولم تحدث هذه المجزرة بالشيوعيين لكان العراق يعيش اليوم بشكل مختلف تماما.
علي بدر
9-9-2015