كلّ ما أريده يا أمّي،
أن يحدث الحب مثلما تحدث الكلمات.
أن تعود السماء إلى رشدها والقصيدة إلى بيتها والكلام الرحيم إلى أمه سالماً. أن تؤلمني يداي هذا المساء فأتوقف عن الكتابة في شؤون العالم والحب والفضيلة والماوراء ولا أعود أفكّر إلا باسمكِ الّذي ينقّط في الليل فوق شرشفي مثل قطرات موسيقا تقرص قلبي، بالحنين.
كل ما أريده يا أمي،
أن أخطئ في تقدير ما أريد.
فأخطئ في تقدير ما لا أريد وأنا أقرأ ما كتبه ذات يوم رياض الصالح الحسين عن المدن والخيبات. عن النيازك والليل. عن الدمعة والرصاصة والماء فأرسم في شبهة الحروف دوائر على الورق وأكتب قصائد عن الضجر والأنين. عن الجنون والحرب. عن اليأس والتحول الوحشي للعاطفة.
أو ربما أكتب واحدة من القصائد الطويلة
عن كوكب الأسماء.
كل ما أريده يا أمي،
أن أستيقظ هذا الصباح وأرى وجهكِ وقد سبقتْ لطائفُهُ ضفائرَ شمس النور كعادتك اليومية تحت شجرة الزنزلخت تشربين الشاي فأقول لك صباح الخير وأناقش معك في
أمر هذا الهواء الّذي يتواطأ مع ليل العالم
على قتل الكلمات.
كل ما أريده يا أمي،
أن أرسمُ في متاهة الدروب دوائر وخطوطاً.
أشدُّ قوسَ الحبرِ إلى قوسِ التُّرابِ وأفدحُ بأشرعةِ الكلامِ في محاولةٍ أخيرةٍ لالتقاطِ أنفاسي على هذه الحافةِ منْ دائرةِ اضطرابي. أختلقُ أعذاراً محمومةً وأنزعُ الورقةَ الأخيرةَ منْ ساعاتِ النّهار. أفتحُ عينيَّ على اتِّساعِهِما فأفركُ دمعةً وأنا أقرأُ أسماءَ القتلى بينما يفركُ الألم عينَيْهِ أمامي وإلى جانبِهِ قفطانُ بكاءٍ تتمدَّدُ في أجِنَّةِ القَوْلِ وفي
أنساغِ القصائد المكلومة.
البارحة، يا أمي،
أخطأت في تقدير ما أريد.
كتبت ثلاث قصائد عن الضجر وواحدة عنك.
وفي الطريق إلى الوظيفة تذكرت أني نسيت على الطاولة اسمك. حتى العارف وهو يقف في ذروة التجلي ليصلي يحدث أن ينسى لماذا هو في تلك الوقفة الآن.
أريد يا أمي،
بريدي دون عنوان لكي يصل البريد.
أن يحدث الحب مثلما تحدث الكلمات.
أن تعود السماء إلى رشدها والقصيدة إلى بيتها والكلام الرحيم إلى أمه سالماً. أن تؤلمني يداي هذا المساء فأتوقف عن الكتابة في شؤون العالم والحب والفضيلة والماوراء ولا أعود أفكّر إلا باسمكِ الّذي ينقّط في الليل فوق شرشفي مثل قطرات موسيقا تقرص قلبي، بالحنين.
كل ما أريده يا أمي،
أن أخطئ في تقدير ما أريد.
فأخطئ في تقدير ما لا أريد وأنا أقرأ ما كتبه ذات يوم رياض الصالح الحسين عن المدن والخيبات. عن النيازك والليل. عن الدمعة والرصاصة والماء فأرسم في شبهة الحروف دوائر على الورق وأكتب قصائد عن الضجر والأنين. عن الجنون والحرب. عن اليأس والتحول الوحشي للعاطفة.
أو ربما أكتب واحدة من القصائد الطويلة
عن كوكب الأسماء.
كل ما أريده يا أمي،
أن أستيقظ هذا الصباح وأرى وجهكِ وقد سبقتْ لطائفُهُ ضفائرَ شمس النور كعادتك اليومية تحت شجرة الزنزلخت تشربين الشاي فأقول لك صباح الخير وأناقش معك في
أمر هذا الهواء الّذي يتواطأ مع ليل العالم
على قتل الكلمات.
كل ما أريده يا أمي،
أن أرسمُ في متاهة الدروب دوائر وخطوطاً.
أشدُّ قوسَ الحبرِ إلى قوسِ التُّرابِ وأفدحُ بأشرعةِ الكلامِ في محاولةٍ أخيرةٍ لالتقاطِ أنفاسي على هذه الحافةِ منْ دائرةِ اضطرابي. أختلقُ أعذاراً محمومةً وأنزعُ الورقةَ الأخيرةَ منْ ساعاتِ النّهار. أفتحُ عينيَّ على اتِّساعِهِما فأفركُ دمعةً وأنا أقرأُ أسماءَ القتلى بينما يفركُ الألم عينَيْهِ أمامي وإلى جانبِهِ قفطانُ بكاءٍ تتمدَّدُ في أجِنَّةِ القَوْلِ وفي
أنساغِ القصائد المكلومة.
البارحة، يا أمي،
أخطأت في تقدير ما أريد.
كتبت ثلاث قصائد عن الضجر وواحدة عنك.
وفي الطريق إلى الوظيفة تذكرت أني نسيت على الطاولة اسمك. حتى العارف وهو يقف في ذروة التجلي ليصلي يحدث أن ينسى لماذا هو في تلك الوقفة الآن.
أريد يا أمي،
بريدي دون عنوان لكي يصل البريد.