د. عبدالجبار العلمي - وداع.. شعر

أَسَلْنَا غِزَارَ الدُّمُوعِ
حَبيبي بِلَيْلِ الفِرَاقْ
وَحُزْناً دَفِينَا
تَرَعْرَعَ فِينَا
لِوَقْتِ الْعِنَاق
لِيَسْقِيَ لَيْلَ الوَدَاعِ كَآبَهْ
وَيُعْطِيهِ طَعْمَ مَرَارَتِهِ وَعَذابَهْ
وَيَمْلأ نَفْسِي بِيَأْسِ اللِّقَاءْ
***
حَبيبي وَدَاعَا
فَفِي الأفقِ كَفٌّ الظَّلاَمِ تَلُّمٌّ الشُّعَاعَا
وَفي مَرْفَأ الْحُزْنِ بَحَّارَتي يَرْفَعُونَ لِرِيحِ الشَّقَاءِ الشِّرَاعَا
يُنَادُونَنِي لِلرَّحيلْ
نَجُوبُ بِحَارَ الْعَنَاءِ بِغَيْرِ دَلِيلْ
نَزُورُ مَرَاسِي الظُّنُونِ الْبَعيدَة
جَزَاِئَرَ حُلْمٍ عَلى جَفْنِ عَيْنِ الرَّجَاءِ
تَنَامُ سَعيدَة
سَأدْفنُ يَأْسي بِأَنْ لا أراك ـ مدى الدهر ـ فيها
وأحملُ منها ..حقائبَ حُلْمٍ ، وَحُقَّ رَجَاء ْ
وَأَحْلُمُ فيها بِأَنِّي أَعود ْ
إليك بألفِ هدايا وَألفِ وعود ْ
***
حبيبي وداعَا
أسير.. ألٌفُّ السِّنينَ .. أطوفٌ البِحَارا
بدونِ ابتِسَامَة
إذا ما اْبتسَمت تَطيرُ حَمامة
تُصَيـِّرُ لَيلَ العَذابِ نَهارا
فكيفَ أَعيشُ بِبحرِ الشَّقاء ْ
بِدُونِ ابْتِسامَة ؟
وَكَيْفَ تَمُرُّ سِنينٌ طَويلَة
بِدونِ لِقَاء ْ؟
وَكَيْفَ تَمُرُّ سِنينٌ ثَقيلَة
بِغَيْرِ ضَيَاعٍ لِكَفِّي بِبَحْرِ الْحَرير ْ ؟
بِغَيْرٍ ارْتِشَافِ الْعَبِيرْ ؟
بِغَيْرِ ارْتِعَاشِ يَدِي في يَدَيْك
وُقَيْتَ اللِّقَاءْ ؟
***
كَفَى يا حبيبي ُبكَاء ْ
وَكَفْكِفْ دُمُوعَك ْ
وَكَفْكِفْ دُمُوعِي
وَفتِّقْ زُهُورَ ابْتِسَامَة
على شَفَتَيْك
رِفاقِي يُنَادُونَني في السَّفِينة
يُنادونَنِي لِلرَّحيل ْ
وَلاَ زَادَ لي غَيْرُ طَيْفِ ابْتِسامَة
عَلى شَفَتَيْك
تَطِيرُ حَمَامَة
تُرَافِقُنِي في السِّفَار ْ
تُبَدِّدُ حُزْنِي .. تُنِيرُ طَرِيقِي بِعُرْضِ البِحَار ْ
تُبَدِّدُ يَأْسِي بِأَنْ لاَ أَرَاك ْ
وَتَزْرَعُ نَفْسِي بِحُلْمِ الإِيَابْ
إِلى أَنْ أَعُود ْ
بِأَلْفِ هَدَايَا وَأَلفِ وُعُود ْ

د. عبدالجبار العلمي


- "وداع" من شعر الصبا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...