■ إِلى أُختي
تتحرَّكُ أُختي فِي سريرِها بعيدًا.
الموتَى هكذَا،
آخرُ مَن يهدأُ دائمًا.
لأَنَّهمْ، مهمَا طالتْ مدَّةُ بقائِهمْ علَى الأَرضِ،
لنْ يتعلَّموا ليتكلَّموا،
لكنَّهمْ يبقونَ، بعدمِ اليقينِ، يضغطونَ علَى القضبانِ الخشبيَّةِ،
وصغيرةٌ جدًّا أَوراقُ الأَشجارِ الَّتي تمسكُهمْ.
الآنَ، إِذا كانَ لهَا صوتٌ،
ستبدأُ بصرخاتِ الجوعِ.
يجبُ أَنْ أَذهبَ إِليها؛
ربَّما إِذا غنَّتْ بهدوءٍ شديدٍ،
فإِنَّ بَشرتَها [تَبدو] بيضاءَ جدًّا،
ورأْسَها مغطًّى بريشٍ أَسود...
■ المُسَرْنَمُ
تثارُ هرَّةٌ فِي العالمِ المادِّيِّ.
ويتدفَّقُ ضوءُ القمرِ فِي الغرفةِ فجأَةً،
كمَا لوْ أَعمَى فتَّحَ فِي مكانٍ مَا.
وتظهرُ درجاتُ سلَّمٍ بيضاءُ علَى الأَرضِ.
فِي الزَّاويةِ
يراقبُ ولدٌ صغيرٌ أَخاهُ.
الآنَ ببطءٍ، جسدُ الحالمِ المَطوي
يتحوَّلُ ويرتفعُ ويقادُ بعيدًا—
أَينما تكونُ هيَ، فلنْ يُعاني إِذا عادَ،
لكنِ استيقظَ مِن ذلكَ اللَّحمِ السَّاكنِ
وهوَ فِي سريرهِ
حتَّى تحتَ طبقاتِ الثَّلجِ.
■ المِرآةُ
أُشاهدُكَ فِي المرآةِ وأَتساءَلُ:
ماذَا تشبِهُ لتكونَ جميلًا جدًّا،
ولماذَا لَا تُحبُّ؟
لكنَّكَ جرحتَ نفسَكَ، وأَنتَ تحلقُ
مثلَ رجلٍ أَعمَى. أَعتقدُ أَنَّكَ سمحتَ لِي بالتَّحديقِ،
وبالتَّالي تتمكَّنَ منَ الانقلابِ علَى نفسِكَ
بمزيدٍ منَ العنفِ،
لأَنَّكَ تحتاجُ أَنْ تُريني كيفَ تتخلَّصُ منَ اللَّحمِ
بازدراء،ٍ ومِن دونِ تردُّدٍ،
حتَّى أَراكَ بشكلٍ مناسبٍ،
كرجلٍ ينزفُ، وليسَ
الانعكاسَ الَّذي أَرغبُ فيهِ.
■ البَجعاتُ
كنتُما واقفَيْنِ، تُطلَّانِ علَى الماءِ.
ليسَ الآنَ؛ كانَ قبلَ سنواتٍ،
قبلَ أَنْ تتزوَّجَ.
تحوَّلتِ السَّماءُ فوقَ البحرِ
إِلى لونِ الخوخِ الشَّاحبِ الغريبِ فِي وقتٍ مبكِّرٍ منَ المساءِ
الَّذي انسحبَ منهُ البحرُ، يحملُ
زوارقَهُ المنحوتةِ: كانَ جسدَيْكُما هكَذا.
لكنَّ وجهَها ارتفعَ إِليكَ،
مُعاكسًا الموجاتِ المُملَّةَ، بشكلٍ مبسَّطٍ،
بالعاطفةِ. ثمَّ رفعتَ يدَكَ،
ومِن وراءِ إِطارِ الحُلمِ
جاءَتِ البجعاتُ لتستقرَّ علَى المياهِ المكسوَّةِ بالصَّلصَالِ.
كانَ البحرُ منبسطًا كبِرْكةٍ. عندَ حافَّتِها
واجهْتَها قائلًا:
هذهِ لكِ للاحتفاظِ يِها.
احترقَ الأُفقُ
كمَا لوْ أَنَّهُ يطلقُ ضوءَهُ المحجُوبَ.
ثمَّ استيقظتُ. لكنْ لأَيَّامٍ
حينَ تعبتُ وأَنَا أَتخيَّلُكَ تترُكُ زوجتَكَ
رأَيتُها بِلا حراكٍ قبلَ أَنْ تُهْدِيها:
دائمًا تنسلُّ البجعاتُ مِن دونِ تهديدٍ عبرَ
الأَزرقِ الجامدِ للمحيطِ الهادئِ، ثمَّ ترتفعُ
بموجةٍ واحدةٍ، بيضاءَ نقيَّةٍ، وتلتهِمُها.
* الشَّاعرةُ الأَمريكيَّةُ الفائزةُ بجائزةِ نوبلَ للآدابِ للعامِ 2020م. نشرتْ هذهِ القصائدُ فِي مجلَّةِ: "The American Poetry review"، فِي العامِ 1975م، وعلَى غلافِها كتبتِ المجلَّةُ: "لويز غلوك: قصائدُ جديدةٌ". وتحتَ اسمِها فِي الدَّاخلِ كتبت المجلَّةُ: "ولدَ أَوَّلُ كتابٍ للسَّيِّدةِ غلوك. تعيشُ فِي فيرمونت".
تتحرَّكُ أُختي فِي سريرِها بعيدًا.
الموتَى هكذَا،
آخرُ مَن يهدأُ دائمًا.
لأَنَّهمْ، مهمَا طالتْ مدَّةُ بقائِهمْ علَى الأَرضِ،
لنْ يتعلَّموا ليتكلَّموا،
لكنَّهمْ يبقونَ، بعدمِ اليقينِ، يضغطونَ علَى القضبانِ الخشبيَّةِ،
وصغيرةٌ جدًّا أَوراقُ الأَشجارِ الَّتي تمسكُهمْ.
الآنَ، إِذا كانَ لهَا صوتٌ،
ستبدأُ بصرخاتِ الجوعِ.
يجبُ أَنْ أَذهبَ إِليها؛
ربَّما إِذا غنَّتْ بهدوءٍ شديدٍ،
فإِنَّ بَشرتَها [تَبدو] بيضاءَ جدًّا،
ورأْسَها مغطًّى بريشٍ أَسود...
■ المُسَرْنَمُ
تثارُ هرَّةٌ فِي العالمِ المادِّيِّ.
ويتدفَّقُ ضوءُ القمرِ فِي الغرفةِ فجأَةً،
كمَا لوْ أَعمَى فتَّحَ فِي مكانٍ مَا.
وتظهرُ درجاتُ سلَّمٍ بيضاءُ علَى الأَرضِ.
فِي الزَّاويةِ
يراقبُ ولدٌ صغيرٌ أَخاهُ.
الآنَ ببطءٍ، جسدُ الحالمِ المَطوي
يتحوَّلُ ويرتفعُ ويقادُ بعيدًا—
أَينما تكونُ هيَ، فلنْ يُعاني إِذا عادَ،
لكنِ استيقظَ مِن ذلكَ اللَّحمِ السَّاكنِ
وهوَ فِي سريرهِ
حتَّى تحتَ طبقاتِ الثَّلجِ.
■ المِرآةُ
أُشاهدُكَ فِي المرآةِ وأَتساءَلُ:
ماذَا تشبِهُ لتكونَ جميلًا جدًّا،
ولماذَا لَا تُحبُّ؟
لكنَّكَ جرحتَ نفسَكَ، وأَنتَ تحلقُ
مثلَ رجلٍ أَعمَى. أَعتقدُ أَنَّكَ سمحتَ لِي بالتَّحديقِ،
وبالتَّالي تتمكَّنَ منَ الانقلابِ علَى نفسِكَ
بمزيدٍ منَ العنفِ،
لأَنَّكَ تحتاجُ أَنْ تُريني كيفَ تتخلَّصُ منَ اللَّحمِ
بازدراء،ٍ ومِن دونِ تردُّدٍ،
حتَّى أَراكَ بشكلٍ مناسبٍ،
كرجلٍ ينزفُ، وليسَ
الانعكاسَ الَّذي أَرغبُ فيهِ.
■ البَجعاتُ
كنتُما واقفَيْنِ، تُطلَّانِ علَى الماءِ.
ليسَ الآنَ؛ كانَ قبلَ سنواتٍ،
قبلَ أَنْ تتزوَّجَ.
تحوَّلتِ السَّماءُ فوقَ البحرِ
إِلى لونِ الخوخِ الشَّاحبِ الغريبِ فِي وقتٍ مبكِّرٍ منَ المساءِ
الَّذي انسحبَ منهُ البحرُ، يحملُ
زوارقَهُ المنحوتةِ: كانَ جسدَيْكُما هكَذا.
لكنَّ وجهَها ارتفعَ إِليكَ،
مُعاكسًا الموجاتِ المُملَّةَ، بشكلٍ مبسَّطٍ،
بالعاطفةِ. ثمَّ رفعتَ يدَكَ،
ومِن وراءِ إِطارِ الحُلمِ
جاءَتِ البجعاتُ لتستقرَّ علَى المياهِ المكسوَّةِ بالصَّلصَالِ.
كانَ البحرُ منبسطًا كبِرْكةٍ. عندَ حافَّتِها
واجهْتَها قائلًا:
هذهِ لكِ للاحتفاظِ يِها.
احترقَ الأُفقُ
كمَا لوْ أَنَّهُ يطلقُ ضوءَهُ المحجُوبَ.
ثمَّ استيقظتُ. لكنْ لأَيَّامٍ
حينَ تعبتُ وأَنَا أَتخيَّلُكَ تترُكُ زوجتَكَ
رأَيتُها بِلا حراكٍ قبلَ أَنْ تُهْدِيها:
دائمًا تنسلُّ البجعاتُ مِن دونِ تهديدٍ عبرَ
الأَزرقِ الجامدِ للمحيطِ الهادئِ، ثمَّ ترتفعُ
بموجةٍ واحدةٍ، بيضاءَ نقيَّةٍ، وتلتهِمُها.
* الشَّاعرةُ الأَمريكيَّةُ الفائزةُ بجائزةِ نوبلَ للآدابِ للعامِ 2020م. نشرتْ هذهِ القصائدُ فِي مجلَّةِ: "The American Poetry review"، فِي العامِ 1975م، وعلَى غلافِها كتبتِ المجلَّةُ: "لويز غلوك: قصائدُ جديدةٌ". وتحتَ اسمِها فِي الدَّاخلِ كتبت المجلَّةُ: "ولدَ أَوَّلُ كتابٍ للسَّيِّدةِ غلوك. تعيشُ فِي فيرمونت".