صالح رحيم - لعل الحب ينفع قليلاً

قصائد حب

1
تاريخ صبية حزينة

وشمُ الريشةِ الحمراءِ على النهدِ الأيسر، كان في الماضي صبيةً تلاطَم على أبوابها الشعراء الفرسان والرجال الأحرار، ولم يحظَ بها أي واحد منهم، هي أبت ذلك وقررت أن تعيش على نهدك الأيسر، ريشةً حمراءَ آمنةً على نهدٍ بض، وأنا بدوري أمصُّ النهد لتعيش، أنا طفل البرابرة الجائع، أمصُ نهود نساء العالمين ولا أشبع، إلا من نهدك الأيسر، فهو مرقدُ الأسى، وتاريخ صبية حزينة،
هاته رجاءً
أنا جائع ..


2
نصٌ صيفيّ

في عالميَ المسكون
بصورتكِ الأولى
أصيحُ على الحمامة بأن تكف عن الهديل
لأنها تخرب علي قراءاتي..
*
أقرأ في غرفة فوق السطح
تحت درجة حرارة عالية
أتقرفص بين الأفرشة والسجاد
خائفاً من هواء المروحة
الذي يرفع تنورتكِ
ويفضح جمال الصورة القديمة
التي كانت سبباً في هديل الحمامة
*

يكفيني من العالم صورتك الأولى
فأنتِ امرأةٌ شعرها يذكرني بالشلالات،
وبالجبال والأسفار
وأنا إنسانٌ بسيط
أقصى ما يسافر إليه هو السماوة..



3
معالجة الصداع بالحب


لستِ اكثرَ من حبيبة
ولستُ بأكثر من حبيب
قلبي تعمره اخطاؤك
وروحي يستفزها جمالك
وحياتي جدول صغير فارغ
كانت غايته الماء
فصرتِ انتِ له ماءً
حبكُ يزدهر
في روحي مثل العافية
يا شريط البراسيتول خاصتي
يا سيارة فاخرة
يا هاتفاً ذكياً يخصني وحدي دون غيري
يا نهراً يعمر تربة الروح
يا دواءً يشافي كل امراضي
يا حياتي إلى الأبد


4

انطفاء


كنتُ -قبل أن يكون الألم
ثمرة ما جنته يداي-
عشبةً خضراء
تنام على دمها الأخضر
فراشات خصركِ.
*
كنتُ أحسد العشب
على قناعته بنفسه
لأن يدكِ كانت تنام هانئةً
تحلم بأيادٍ أخرى تنام حالمة بأيادٍ تنام...إلخ
*
أغطيكِ بالعشبِ،
ثم أقذفك بأعواد الثقاب،
أحب أن اشاهدك مشتعلة بالنار،
فتطفئك يداي.
*
لا سيدة للعشبِ سواكِ
أنتِ يا شمس الحضور
لقد اطفأت اخضراره مبكراً


5
أحلامٌ ميتة


شارعنا المرصع بالمطبات
شارعنا الفارغ دائماً من خطواتكِ
من الأفضل أن يبقى فارغاً
فهو لا يليق بقدمٍ
قوامها زجاج شفاف
مثل قدمكِ
وجسمٍ يجرحه الهواء
مثل جسمكِ
*
كنتُ تواقاً لملاقاتكِ عند النبع
وحين توهجت
في جسدي شعلة الخوف
عرفت ان النبع ميت،
فارتأيت أن أراك في أحلامي
الأحلام أكثر أماناً
لأنها ميتة ولا تتحقق ..
*
السرير الذي ترقدين عليه
سرير مبارك،
والغطاء الذي يغطي جسمك
غطاء مبارك،
والليل الذي تنامين وقته
ليل مبارك،
مبارك كل شيء يخصك
لذلك القلب
الذي يحبك
قلب مبارك..
*
يوماً يوماً
سأركض في البرية وحدي
مثل أرنبٍ مذعور
وستلاحقينني
مثل لبوة جائعة
وقتذاك سأكرهك لأنك إمرأة
وسأحبك لأنك أنثى..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...