العزيز روزي؛
في الطبيعة نتعلم الكثير من الأشياء التي لا نجدها في الكتب، ولا يمكن للمعلمين تلقيننا إياها.. خطر لي ذلك بينما كان بصري سابح في مرعى من العشب الأخضر، حيث بدت الأرض كأنها حديقة، عبر شباك الباص الذي يطوي المسافات نحو أبشة. كنتُ كمن يبحث عن قرية نفرتيتي في أمريكا. أو كمن يقف مشدوها أمام عظمة توت عنخ أمون. فكما للكتب أذرع كثيرة تتفرع كلما قرأنا كتابا، فللطبيعة أيضا أذرعها الخفية التي تجعلنا ندرك، أننا أمام عالم قادر على أن يوقظ فينا الرغبة في الحياة.. يقول يونغ "كلما ازداد شعوري بالشك في نفسي، ازداد شعوري بالقربى مع جميع الأشياء، في الحقيقة، يبدو أن الاغتراب الذي دوما فصلني عن العالم، قد تحوّل إلى عالمي الداخلي، وكشف لي جهلي بنفسي، على نحو لم أكن أتوقعه أبدا".
كلما مررت بسلسلة أبو طيور وأبو تلفان، استغرب كيف أننا حرمنا أنفسنا من السفر والمجيء إلى هذه الرقعة العظيمة من بلدنا، حيث تنبثق الحياة على الرغم من كل القبح الذي نعيشه. لماذا لا يأت أولئك الشبان الذين يعتقدون أن الحياة عبارة عن ورود وقلوب صغيرة، إلى هنا، فاتحين بذلك عقولهم، موسّعين مداركهم، عبر هذا الجمال الذي قال عنه دوستويفسكي ذات مرة، أنه سينقذ العالم.
سيتعلمون هنا أشياء لا تخطر على بالِ المعلم، ولا المحاضر الجامعي، ولا الفيسبوك، الذي صار مسرحا للطفيليين، وأشباه الأميين، ومكبا للذين أصبحوا نفايات للمجتمع، وجوقة للسياسة، التي تعلم أن هناك طفلا بين غابات السنط يصرخ ظمأ، لكنها تدير ظهرها له، وتزعم أن كل شيء على ما يرام..
سيتعلمون هنا أنه يجب أن نتقبل الذين يأتون من قبائل بعيدة، والذين لا يأكلون مثلنا، ولا يفكرون مثلنا، ولا يعيشون مثلنا. قبل ذلك ستؤدبهم الطبيعة، ستعلمهم كيف هي الشهية، كيف هو الشعور بالجوع، كيف يشقون الأنهار والحقول والجداول، كيف يكتشفون طبقات فوق طبقات من منقو وملفي، كيف يكتشفون العلاقة بين الطعام والثقافة، والأعشاب البهيجة التي تنبت فوق منحدرات التلال، والاستيقاظ على صيحات الوقواق وهو ينادي رفيقته من فوق شجرة الخروب، تاركين وجوههم تغتسل بالوابل البارد من النسيم، مشمسين بدفء شمس الصباح الوسْنى.
سيتعلمون أن هناك من يصطاد السناجب ليتلذذ بلحمها، وهناك من يصطادها ليجعلها طعما. هناك من لا يأكل السمك، ولا الجراد، ولا الصبرات، ولا المصارين، ولا رؤوس الكباش، وبالمقابل هناك من يأكلها مجتمعة. لكنهم وعلى امتداد تاريخهم الطويل، وعبر هذه المسافات الشاسعة لم يتناحروا، أو يتغامزوا، فيما بينهم بسبب هذا الاختلاف، وتلك الأذواق. بل ربما وجدوا في الشاي ملاذهم الوحيد فالتفوا حوله، ونثروا حول جمراته الترانيم.
سيتعلمون منهم: المساواة والمحبة التي تذيب كل حجارة الأعراق.
سيتعلمون منهم: الإنسانية والمحبة والوفاء.
نحن غير مدانين طالما لا نعي اندفاعاتنا ورغباتنا وتمثلاتنا.
آه لا علينا.
الأشياء لا توجد إلا بعد أن تأسرها الذاكرة. وذاكرتنا لم تعد تقبض إلا على رفات السنين الحزينة.
لقد جاء الحديث عن الطبيعة عرضا. كنت أريد أيها العزيز؛ أن أحدثك عن الأدب الكلاسيكي، لكن فكرة أن الطبيعة مدخل إلى الحياة سيطرت على تفكيري، كما أن هناك خيطا ضئيلا بين فكرة أن الطبيعة مدخلا للحياة، وبين أن الكلاسيكيات مدخلا لكل العلوم.
ستندال مثلا، بلزاك، هوجو، بول أوستر، كامو، آميلي نوثومب، سيمون دو بوفوار، أندريه مالرو محطات أداء ثقافية بالنسبة للقارئ المبتدئ في جانب الأدب الغربي. المبرد، وابن قتيبة، والأصفهاني، والثعالبي....إلى آخر القائمة، في جانب الأدب العربي.. ولكي يحب المرء الرسم المعاصر لابد وأن يكون على دراية بالرسم الفلاماني، والرومانسيين والانطباعيين. فجل الكتاب شيّدوا أساس ثقافتهم من الكلاسيكيات قبل أن يبدؤوا السلم بالصعود، لنتعرف على مدنهم وأحيائهم وتاريخهم بالتفصيل: بيسوا ولشبونة، سيرفانتيس ومدريد، موراكامي وطوكيو، ستندال وروما، ويليام بويد ولندن، الكوني والصحراء الليبية، محفوظ والقاهرة، نور الدين فارح والصومال. وهم بذلك استطاعوا إنقاذنا من الرتابة، ومن فقدان الرغبة على الهروب من الذين نحبهم، وقطع صلاتنا بهم. قرأت في رواية انتقام الغفران: أن ثمة شقاء دافئ وشقاء بارد، الدافئ عند ما تحب. والبارد عند ما لا تحب. في الدافئ ثمة شخص. وفي البارد، لا أحد.
وقد اعترف جان بول كوفمان، بعد أن قضى ثلاث سنوات رهينة في لبنان، أنه إنما يدين ببقائه على قيد الحياة، لكتابين تلقاهما من جلاديه: الإنجيل، والحرب والسلم لتولستوي، الذي قرأه اثني وعشرين مرة. ويقول في مقابلة صحفية: أنقذتني القراءة أكثر من الأدب. كانت الكلمات تكفيني، تؤثث حضورها، كانت متواطئة، كانت تأتيني من الخارج لنجدتي. أخيرا كان بإمكاني أن أعول على دعم من الخارج.
يمكن للمرء أن يقضي صيفا بكامله بصحبة بروست، في البحث عن الزمن المفقود، في رحلة تتجاوز ال 2000 صفحة. لكن دون أن يسأم، أو يمل، أو يتناقص شغفه، أو يقل فضوله.
فيرجينيا وولف، وهمنغواي، ورومان غاري، كلهم قد انتحروا، لكنهم أورثونا نصوصا من أكثر النصوص الأدبية حساسية.
قد تكون اقتراحاتي متطرفة بعض الشيء، بالنسبة للذين يجدون صعوبة في أن يفتحوا كتابا كلاسيكيا، لأني كنتُ في وقت ما، أكثر تأثرا بالمحكيات التي تحملني إلى البعيد، منذ طوفان نوح، وبقرة موسى، وعجل هارون، سواء في الزمان أو المكان أو في ما وراء البحار. لكن حتما القراءة الجيدة، ستجعلك إيجابيا ومنفتح على العالم.
الباص يهدر، سأغفو بعدها، وأنا أحلم، وسأرى أشياء بلا روابط، وسأتكلم بلا صوت، وسأبلع الكلمات،...أزيح الستارة المعلقة على شباك الباص لأرى أوراق الشجر، والتربة، والحجارة القديمة، والحشائش الطويلة المتمايلة على أنغام نُسيمات الخريف، يلتف حولها ضباب خفيف بين الوديان وبطن الجبل. يقول فيكتور هوجو؛ الطبيعة تكلمنا، لكننا لا نجيد الإصغاء إليها.
سأغفو مرة أخرى، ومرة أخرى، وسأستيقظ مجددا، على نغمة درويش وهو يتلوا جوهرة الكمال، بلغ منها حلاوة القراءة لحظة وصولنا إلى المدينة. حيث أصدر باب الباص صرخة حادة، وكأنه كائن حي.
صديقك/
صديقك/ طاهر النور
أبشة. 27 أغسطس 2020م
الهامش:
- رائع! ودفتر مذكرات رحلتك؟
- سآتيك به ما أن أنهيَ كتابته. لكن الأمور تتدافع بعض الشيء، وعليّ أن أسافر إلى تشاد قبل موسم الحرارة..
- آه، لا تتوقف إذاً أبدا.. ثم ستكون أيسلندا في أثناء الصيف؟
- لم تبتعدي عن الحقيقة! أفكر جديا في السفر إلى الأنتاركتيكا، في إطار رحلة بحرية، على متن إحدى تلك البواخر التي تقوم باستكشافات، لكنها تقترح أيضا أسِرّة معدودة، لمسافرين عاديين.
- بالنسبة إلى تشاد، لا وجود لدليل عند غاليمار، قلت له بلطف بلهجة ساخرة.
- آه حقا، أجابني فيليب، بادي الانزعاج. وعند ناشر آخر؟
- ولا عند الآخرين، أنت تعلم أن تشاد لم تعد وجهة مطلوبة ومن دون خطر بالنسبة إلى السيّاح إلا منذ شهور معدودة...
- طيب... هل تنصحينني ببلد آخر؟
عن رواية "مكتبة ساحة الأعشاب". للصحفي والكاتب الفرنسي إيريك كيرميل. المركز الثقافي العربي 2019م
في الطبيعة نتعلم الكثير من الأشياء التي لا نجدها في الكتب، ولا يمكن للمعلمين تلقيننا إياها.. خطر لي ذلك بينما كان بصري سابح في مرعى من العشب الأخضر، حيث بدت الأرض كأنها حديقة، عبر شباك الباص الذي يطوي المسافات نحو أبشة. كنتُ كمن يبحث عن قرية نفرتيتي في أمريكا. أو كمن يقف مشدوها أمام عظمة توت عنخ أمون. فكما للكتب أذرع كثيرة تتفرع كلما قرأنا كتابا، فللطبيعة أيضا أذرعها الخفية التي تجعلنا ندرك، أننا أمام عالم قادر على أن يوقظ فينا الرغبة في الحياة.. يقول يونغ "كلما ازداد شعوري بالشك في نفسي، ازداد شعوري بالقربى مع جميع الأشياء، في الحقيقة، يبدو أن الاغتراب الذي دوما فصلني عن العالم، قد تحوّل إلى عالمي الداخلي، وكشف لي جهلي بنفسي، على نحو لم أكن أتوقعه أبدا".
كلما مررت بسلسلة أبو طيور وأبو تلفان، استغرب كيف أننا حرمنا أنفسنا من السفر والمجيء إلى هذه الرقعة العظيمة من بلدنا، حيث تنبثق الحياة على الرغم من كل القبح الذي نعيشه. لماذا لا يأت أولئك الشبان الذين يعتقدون أن الحياة عبارة عن ورود وقلوب صغيرة، إلى هنا، فاتحين بذلك عقولهم، موسّعين مداركهم، عبر هذا الجمال الذي قال عنه دوستويفسكي ذات مرة، أنه سينقذ العالم.
سيتعلمون هنا أشياء لا تخطر على بالِ المعلم، ولا المحاضر الجامعي، ولا الفيسبوك، الذي صار مسرحا للطفيليين، وأشباه الأميين، ومكبا للذين أصبحوا نفايات للمجتمع، وجوقة للسياسة، التي تعلم أن هناك طفلا بين غابات السنط يصرخ ظمأ، لكنها تدير ظهرها له، وتزعم أن كل شيء على ما يرام..
سيتعلمون هنا أنه يجب أن نتقبل الذين يأتون من قبائل بعيدة، والذين لا يأكلون مثلنا، ولا يفكرون مثلنا، ولا يعيشون مثلنا. قبل ذلك ستؤدبهم الطبيعة، ستعلمهم كيف هي الشهية، كيف هو الشعور بالجوع، كيف يشقون الأنهار والحقول والجداول، كيف يكتشفون طبقات فوق طبقات من منقو وملفي، كيف يكتشفون العلاقة بين الطعام والثقافة، والأعشاب البهيجة التي تنبت فوق منحدرات التلال، والاستيقاظ على صيحات الوقواق وهو ينادي رفيقته من فوق شجرة الخروب، تاركين وجوههم تغتسل بالوابل البارد من النسيم، مشمسين بدفء شمس الصباح الوسْنى.
سيتعلمون أن هناك من يصطاد السناجب ليتلذذ بلحمها، وهناك من يصطادها ليجعلها طعما. هناك من لا يأكل السمك، ولا الجراد، ولا الصبرات، ولا المصارين، ولا رؤوس الكباش، وبالمقابل هناك من يأكلها مجتمعة. لكنهم وعلى امتداد تاريخهم الطويل، وعبر هذه المسافات الشاسعة لم يتناحروا، أو يتغامزوا، فيما بينهم بسبب هذا الاختلاف، وتلك الأذواق. بل ربما وجدوا في الشاي ملاذهم الوحيد فالتفوا حوله، ونثروا حول جمراته الترانيم.
سيتعلمون منهم: المساواة والمحبة التي تذيب كل حجارة الأعراق.
سيتعلمون منهم: الإنسانية والمحبة والوفاء.
نحن غير مدانين طالما لا نعي اندفاعاتنا ورغباتنا وتمثلاتنا.
آه لا علينا.
الأشياء لا توجد إلا بعد أن تأسرها الذاكرة. وذاكرتنا لم تعد تقبض إلا على رفات السنين الحزينة.
لقد جاء الحديث عن الطبيعة عرضا. كنت أريد أيها العزيز؛ أن أحدثك عن الأدب الكلاسيكي، لكن فكرة أن الطبيعة مدخل إلى الحياة سيطرت على تفكيري، كما أن هناك خيطا ضئيلا بين فكرة أن الطبيعة مدخلا للحياة، وبين أن الكلاسيكيات مدخلا لكل العلوم.
ستندال مثلا، بلزاك، هوجو، بول أوستر، كامو، آميلي نوثومب، سيمون دو بوفوار، أندريه مالرو محطات أداء ثقافية بالنسبة للقارئ المبتدئ في جانب الأدب الغربي. المبرد، وابن قتيبة، والأصفهاني، والثعالبي....إلى آخر القائمة، في جانب الأدب العربي.. ولكي يحب المرء الرسم المعاصر لابد وأن يكون على دراية بالرسم الفلاماني، والرومانسيين والانطباعيين. فجل الكتاب شيّدوا أساس ثقافتهم من الكلاسيكيات قبل أن يبدؤوا السلم بالصعود، لنتعرف على مدنهم وأحيائهم وتاريخهم بالتفصيل: بيسوا ولشبونة، سيرفانتيس ومدريد، موراكامي وطوكيو، ستندال وروما، ويليام بويد ولندن، الكوني والصحراء الليبية، محفوظ والقاهرة، نور الدين فارح والصومال. وهم بذلك استطاعوا إنقاذنا من الرتابة، ومن فقدان الرغبة على الهروب من الذين نحبهم، وقطع صلاتنا بهم. قرأت في رواية انتقام الغفران: أن ثمة شقاء دافئ وشقاء بارد، الدافئ عند ما تحب. والبارد عند ما لا تحب. في الدافئ ثمة شخص. وفي البارد، لا أحد.
وقد اعترف جان بول كوفمان، بعد أن قضى ثلاث سنوات رهينة في لبنان، أنه إنما يدين ببقائه على قيد الحياة، لكتابين تلقاهما من جلاديه: الإنجيل، والحرب والسلم لتولستوي، الذي قرأه اثني وعشرين مرة. ويقول في مقابلة صحفية: أنقذتني القراءة أكثر من الأدب. كانت الكلمات تكفيني، تؤثث حضورها، كانت متواطئة، كانت تأتيني من الخارج لنجدتي. أخيرا كان بإمكاني أن أعول على دعم من الخارج.
يمكن للمرء أن يقضي صيفا بكامله بصحبة بروست، في البحث عن الزمن المفقود، في رحلة تتجاوز ال 2000 صفحة. لكن دون أن يسأم، أو يمل، أو يتناقص شغفه، أو يقل فضوله.
فيرجينيا وولف، وهمنغواي، ورومان غاري، كلهم قد انتحروا، لكنهم أورثونا نصوصا من أكثر النصوص الأدبية حساسية.
قد تكون اقتراحاتي متطرفة بعض الشيء، بالنسبة للذين يجدون صعوبة في أن يفتحوا كتابا كلاسيكيا، لأني كنتُ في وقت ما، أكثر تأثرا بالمحكيات التي تحملني إلى البعيد، منذ طوفان نوح، وبقرة موسى، وعجل هارون، سواء في الزمان أو المكان أو في ما وراء البحار. لكن حتما القراءة الجيدة، ستجعلك إيجابيا ومنفتح على العالم.
الباص يهدر، سأغفو بعدها، وأنا أحلم، وسأرى أشياء بلا روابط، وسأتكلم بلا صوت، وسأبلع الكلمات،...أزيح الستارة المعلقة على شباك الباص لأرى أوراق الشجر، والتربة، والحجارة القديمة، والحشائش الطويلة المتمايلة على أنغام نُسيمات الخريف، يلتف حولها ضباب خفيف بين الوديان وبطن الجبل. يقول فيكتور هوجو؛ الطبيعة تكلمنا، لكننا لا نجيد الإصغاء إليها.
سأغفو مرة أخرى، ومرة أخرى، وسأستيقظ مجددا، على نغمة درويش وهو يتلوا جوهرة الكمال، بلغ منها حلاوة القراءة لحظة وصولنا إلى المدينة. حيث أصدر باب الباص صرخة حادة، وكأنه كائن حي.
صديقك/
صديقك/ طاهر النور
أبشة. 27 أغسطس 2020م
الهامش:
- رائع! ودفتر مذكرات رحلتك؟
- سآتيك به ما أن أنهيَ كتابته. لكن الأمور تتدافع بعض الشيء، وعليّ أن أسافر إلى تشاد قبل موسم الحرارة..
- آه، لا تتوقف إذاً أبدا.. ثم ستكون أيسلندا في أثناء الصيف؟
- لم تبتعدي عن الحقيقة! أفكر جديا في السفر إلى الأنتاركتيكا، في إطار رحلة بحرية، على متن إحدى تلك البواخر التي تقوم باستكشافات، لكنها تقترح أيضا أسِرّة معدودة، لمسافرين عاديين.
- بالنسبة إلى تشاد، لا وجود لدليل عند غاليمار، قلت له بلطف بلهجة ساخرة.
- آه حقا، أجابني فيليب، بادي الانزعاج. وعند ناشر آخر؟
- ولا عند الآخرين، أنت تعلم أن تشاد لم تعد وجهة مطلوبة ومن دون خطر بالنسبة إلى السيّاح إلا منذ شهور معدودة...
- طيب... هل تنصحينني ببلد آخر؟
عن رواية "مكتبة ساحة الأعشاب". للصحفي والكاتب الفرنسي إيريك كيرميل. المركز الثقافي العربي 2019م