اسير في شوارع القاهرة هائما ، أبحث و انتظر ان التقى ذاك الحب في عين أنثى ما ، لا اجد غير الوجُوم من كل العابرات و العابرين امامي ، اجلس في كل ركن اتطلع للوجوه انتظر بلا اي لمحة امل ، فجاءة يعبر عاشقين الطريق امامي ، اتمعن النظر فيهما لعلي اسرق منهما بعضا من ذاك الحب وتلك النظرات ، ولكن خطواتهم السريعة تمنعني ان انال منهم ما اريد ، تبا لحظي ، الى اين يسرعون الخطى ! ، هل يهربون مني ام من هذا البرد القارس .. اه من هذا الحب الذي يهرب من امامي كاني لوحة لشخص ادركه الموت ، يجب ان احاول قتل هذا البرد القارس بكوب من الشاي ، سأذهب لأجلس في كافيه لعل حظي يتغير واتمكن من النظر لبعض العشاق او حتى اشتم رائحة عشاق سبقوني للجلوس في الكافيه .
جلست امعن النظر في وجوه مرتادي الكافيه الذين لم يتعدو العشرة افراد ولم اجد بينهم من يملك لمحة من حب ، عدا ذاك العجوز اعتقد انه كان يملك ماضي من حب ، كان يرتدي بدلة قديمة اكل عليها الحب و شرب ، يضع على جيب البدلة وردة لم استطع تبين لونها اعتقد انها كانت هدية مع البدلة ، حاول ان يشرب من كوب القهوة ولكن ارتعاشة من يده اضطرته ان يعيد الكوب الى الطاولة وترتسم على وجهه علامات الانزعاج والألم ، يا لهذا الزمن القاسي لقد استطاع ان يلعب بهذا العجوز اعواما وينحت على وجهه كل هذا الألم ، تبا لن اكون مثل هذا العجوز ابدا ، لن انحني لهذا الزمن ، لن اعيش واموت وحيدا ، سأبحث عن هذا الحب الملعون وسوف اجده شاء أم أبى .
وانا في قمة كذبي وخداعي لنفسي ، دخلت الكافيه امراءة في العقد الرابع من عمرها ، اصابني منظرها بكره لمن سأجالس غدا اذا لم اجد ما يسمى الحب ، جلست بكل لامبالاة وطلبت كوب من الشاي ، نظرت نحوي وغمزت لي بعينها وهي تشعل سيجارة من نوع رديء ، اعتقد انها مومس ، مومس في العقد الرابع ! لن تفارقني لعنة المومسات ابدا ، اعتقد انني سأقوم بدعوتها للجلوس معي ، ولم لا ؟ ، نظرت نحوي مرة اخرى فأشرت لها بأن تأتي لتجلس معي ، لم تكن المسافة التي تفصلنا كبيرة بضع طاولات فقط ولكنها اخذت تتهادى في مشيتها لما يزيد عن الدهر بالنسبة لي ، جلست وهي تردد اغنية شعبية لا تمت لها او لهذا المكان بصلة ، سألتها عن اسمها ، لم تجب ، نظرت لي نظرة وقحة وقالت : المصلحة اللي بيناتنا مش محتاجة تعارف وأسماء يا " سمارة " ، ابتسمت لها من اجل مناداتها لي ب "سمارة " ، قلت : انتي عارفة اي مصلحة بين اتنين لازم يكون فيها اسماء وتعارف عشان المصلحة تمشي ولا ايه ، وعن نفسي حاعوز اسمك كتير في المصلحة دي ، اطلقت ضحكة نافست بها الممثلة نادية الجندي في فلم " خمسة باب " ، اعتصرني ألم لا يوصف نتج عن نظرات مرتادي الكافيه ، تلك الضحكة السافلة منحتني إذن الخروج من حارة الفسق التي دخلتها طواعية ، تغيرت في لحظة من فاسق الى باحث اجتماعي ، سألتها : بصراحة كدا ايه السبب اللي يخليك تشتغلي ..... انتي عارفة انا قاصد ايه ، اخرجت من صدرها صوتا ما معناه تعجبا واستنكارا لسؤالي وتابعت اكل العيش يا خويا ، الله ، انت عايزني اشتغل ايه بقى ؟ رقاصة ؟ ، لم اتعجب حديثها فقد قابلت الكثير مثلها وانا ابحث عن لعنتي ، أجبت : لا بس في شغل كتير ومحترم ممكن تاكلي منه عيش ، ولا ايه ؟ ، اعتقد انها غضبت مني فقد تغير صوتها فجاءة وامسى مثل فحيح افعى وهي تقترب مني وتضع يديها على الطاولة مبعدة كوب الشاي بصورة عصبية ، قائلة : انت حكايتك ايه يا " سمارة " جاي معايا ولا غيرت رأيك ولا ايه ؟ ، انا مش ناقصة وجع دماغ ، هات من الاخر ، كنت اعلم أن الأمر لن يجري كما خططت خاصة بعد تلك النظرات التي انهالت علي اثر اطلاقها تلك الضحكة الفاجرة ، قلت لها وانا اتصنع الخوف وتأنيب الضمير : بصراحة انا متزوج ومش عايز اخون مراتي ، صعبانة علي وربنا مراتي متستاهلش اعمل فيها كدا ، ولا انتي رأيك ايه ؟ ، لا انا رأي من اول ان انت راجل ...... ، الله الله ليه الغلط بس .. ، ابعدت الكرسي الخاص بها وهي تمسك بحقيبتها ، همت بالغادرة ولكن فجاءة التفتت نحوي قائلة : مش عايزة اشوف وشك دا تاني ، فاهم ؟ روح لمراتك احسن لك ، ومتنساش تدفع حق كوباية الشاي بتاعتي معاك ، لم املك غير الصمت جوابا لها وانا انظر ناحية كوب الشاي الخاص بها وبداخله نصف سيجارة تحاول النجاة من الغرق .
اعتقد ان هذا اليوم يجب ان ينتهي وأعود لمنزلي ، فقد نلت نصيبي من اللعنة اليومية وتعبت من البحث عن ما يسمى بالحب ، سوف اذهب للمنزل وأنام لعل الحب يأتي في شكل حلم او كابوس حتى ، اين يجد الناس الحب والعشق وتلك النظرات التي بينهم ، اه من تلك النظرات انها تقتلني كل يوم ، طلبت الحساب من الشاب العامل بالكافيه ، احضر لي حسابي مضاف اليه حساب صديقتي الجديدة ، ولم اعترض ، القيت تحية الوداع على كل الجالسين فقد كانو متابعين مخلصين للمسرحية التي كنت بطلا فيها ، وانا افتح الباب الخاص بالخروج من الكافيه نظرت للطاولة التي كنت اجلس عليها ، اعتدت ان انظر للطاولة التي اجلس عليها قبل مغادرتي المكان حتى لا انسى ايا من متعلقاتي ، ودائما ما يلازمني احساس انني نسيت شيئا ما في المكان ، كنت امسك الباب مفتوحا وانا انظر للطاولة عندما دخل شاب وفتاة الكافيه ، كان الحب يشع منهما مانحا كل من يمر بقربهما دفئا لا يوصف ولا ينتهي ، حبا و راحة ابدية ، رضى و ابتسامة صادقة ، منحني ما كنت ابحث عنه طوال اليوم ، أمل ، لأواصل البحث غدا عن نصيبي من لعنة الحب .
جلست امعن النظر في وجوه مرتادي الكافيه الذين لم يتعدو العشرة افراد ولم اجد بينهم من يملك لمحة من حب ، عدا ذاك العجوز اعتقد انه كان يملك ماضي من حب ، كان يرتدي بدلة قديمة اكل عليها الحب و شرب ، يضع على جيب البدلة وردة لم استطع تبين لونها اعتقد انها كانت هدية مع البدلة ، حاول ان يشرب من كوب القهوة ولكن ارتعاشة من يده اضطرته ان يعيد الكوب الى الطاولة وترتسم على وجهه علامات الانزعاج والألم ، يا لهذا الزمن القاسي لقد استطاع ان يلعب بهذا العجوز اعواما وينحت على وجهه كل هذا الألم ، تبا لن اكون مثل هذا العجوز ابدا ، لن انحني لهذا الزمن ، لن اعيش واموت وحيدا ، سأبحث عن هذا الحب الملعون وسوف اجده شاء أم أبى .
وانا في قمة كذبي وخداعي لنفسي ، دخلت الكافيه امراءة في العقد الرابع من عمرها ، اصابني منظرها بكره لمن سأجالس غدا اذا لم اجد ما يسمى الحب ، جلست بكل لامبالاة وطلبت كوب من الشاي ، نظرت نحوي وغمزت لي بعينها وهي تشعل سيجارة من نوع رديء ، اعتقد انها مومس ، مومس في العقد الرابع ! لن تفارقني لعنة المومسات ابدا ، اعتقد انني سأقوم بدعوتها للجلوس معي ، ولم لا ؟ ، نظرت نحوي مرة اخرى فأشرت لها بأن تأتي لتجلس معي ، لم تكن المسافة التي تفصلنا كبيرة بضع طاولات فقط ولكنها اخذت تتهادى في مشيتها لما يزيد عن الدهر بالنسبة لي ، جلست وهي تردد اغنية شعبية لا تمت لها او لهذا المكان بصلة ، سألتها عن اسمها ، لم تجب ، نظرت لي نظرة وقحة وقالت : المصلحة اللي بيناتنا مش محتاجة تعارف وأسماء يا " سمارة " ، ابتسمت لها من اجل مناداتها لي ب "سمارة " ، قلت : انتي عارفة اي مصلحة بين اتنين لازم يكون فيها اسماء وتعارف عشان المصلحة تمشي ولا ايه ، وعن نفسي حاعوز اسمك كتير في المصلحة دي ، اطلقت ضحكة نافست بها الممثلة نادية الجندي في فلم " خمسة باب " ، اعتصرني ألم لا يوصف نتج عن نظرات مرتادي الكافيه ، تلك الضحكة السافلة منحتني إذن الخروج من حارة الفسق التي دخلتها طواعية ، تغيرت في لحظة من فاسق الى باحث اجتماعي ، سألتها : بصراحة كدا ايه السبب اللي يخليك تشتغلي ..... انتي عارفة انا قاصد ايه ، اخرجت من صدرها صوتا ما معناه تعجبا واستنكارا لسؤالي وتابعت اكل العيش يا خويا ، الله ، انت عايزني اشتغل ايه بقى ؟ رقاصة ؟ ، لم اتعجب حديثها فقد قابلت الكثير مثلها وانا ابحث عن لعنتي ، أجبت : لا بس في شغل كتير ومحترم ممكن تاكلي منه عيش ، ولا ايه ؟ ، اعتقد انها غضبت مني فقد تغير صوتها فجاءة وامسى مثل فحيح افعى وهي تقترب مني وتضع يديها على الطاولة مبعدة كوب الشاي بصورة عصبية ، قائلة : انت حكايتك ايه يا " سمارة " جاي معايا ولا غيرت رأيك ولا ايه ؟ ، انا مش ناقصة وجع دماغ ، هات من الاخر ، كنت اعلم أن الأمر لن يجري كما خططت خاصة بعد تلك النظرات التي انهالت علي اثر اطلاقها تلك الضحكة الفاجرة ، قلت لها وانا اتصنع الخوف وتأنيب الضمير : بصراحة انا متزوج ومش عايز اخون مراتي ، صعبانة علي وربنا مراتي متستاهلش اعمل فيها كدا ، ولا انتي رأيك ايه ؟ ، لا انا رأي من اول ان انت راجل ...... ، الله الله ليه الغلط بس .. ، ابعدت الكرسي الخاص بها وهي تمسك بحقيبتها ، همت بالغادرة ولكن فجاءة التفتت نحوي قائلة : مش عايزة اشوف وشك دا تاني ، فاهم ؟ روح لمراتك احسن لك ، ومتنساش تدفع حق كوباية الشاي بتاعتي معاك ، لم املك غير الصمت جوابا لها وانا انظر ناحية كوب الشاي الخاص بها وبداخله نصف سيجارة تحاول النجاة من الغرق .
اعتقد ان هذا اليوم يجب ان ينتهي وأعود لمنزلي ، فقد نلت نصيبي من اللعنة اليومية وتعبت من البحث عن ما يسمى بالحب ، سوف اذهب للمنزل وأنام لعل الحب يأتي في شكل حلم او كابوس حتى ، اين يجد الناس الحب والعشق وتلك النظرات التي بينهم ، اه من تلك النظرات انها تقتلني كل يوم ، طلبت الحساب من الشاب العامل بالكافيه ، احضر لي حسابي مضاف اليه حساب صديقتي الجديدة ، ولم اعترض ، القيت تحية الوداع على كل الجالسين فقد كانو متابعين مخلصين للمسرحية التي كنت بطلا فيها ، وانا افتح الباب الخاص بالخروج من الكافيه نظرت للطاولة التي كنت اجلس عليها ، اعتدت ان انظر للطاولة التي اجلس عليها قبل مغادرتي المكان حتى لا انسى ايا من متعلقاتي ، ودائما ما يلازمني احساس انني نسيت شيئا ما في المكان ، كنت امسك الباب مفتوحا وانا انظر للطاولة عندما دخل شاب وفتاة الكافيه ، كان الحب يشع منهما مانحا كل من يمر بقربهما دفئا لا يوصف ولا ينتهي ، حبا و راحة ابدية ، رضى و ابتسامة صادقة ، منحني ما كنت ابحث عنه طوال اليوم ، أمل ، لأواصل البحث غدا عن نصيبي من لعنة الحب .