كتابات الجسد ، أو خيال المرأة الرنانة ، من طرَف المصور فيليب بودوين.. نشْر فابيان ريبيري، في 25 كانون الأول 2016 .. النقل عن الفرنسية: إبراهيم محمود

Ecrits de corps, ou le fantasme de la femme blason, par le photographe Philippe Baudouin

Publié par FABIENRIBERY le 25 DÉCEMBRE 2016





فيليب بودوين مصور من مونبلييه مغرَم بأجساد النساء والكتابة ، وهو ما يمارسه كخطّاط متحمس.

عمله حول المحو، على جلد عارضاتها، وهو حسي للغاية.

وقد تحاورنا عن فنه المثير





كيف كان فيلم بيتر غريناواي كتاب الوسادة The Pillow Book كحافز بالنسبة لك؟

هذا الفيلم هو بالفعل ما ألهم مشروعي " كتابات الجسد Ecrits de corps ". ظهر كتاب الوسادة على الشاشات في عام 1995 ، في فترة من حياتي تميزت إبّانه اليابان والصين بشكل خاص ، إذ أتيحت لي الفرصة لزيارتها ثلاث مرات في نهاية الثمانينيات. في هذا الفيلم يتواجد مزيج متوازن للغاية من الإثارة والجاذبية ، وما يتلاعب بالجلد مثل صفحة من الكتابة ، ومقطورة من الإشارات والقصص المخفية. وقد احتفظت بثلاثة أشياء أساسية بالنسبة لي: 1- اللغز المتشكّل من كتابات مجهولة وقوته التخيلية ودعوته لرواية القصص. 2- الطبيعة المؤقتة للكتابات والبصمة على الجلد. 3 - العمل على وسط حي يكون الجلد واللعب بالخشن والنقوش والحُبَيبات والمنحنيات.

وقد مرت عدة سنوات قبل أن أباشر مشروعي "كتابات الجسد". وفي غضون ذلك ، كنت أُبقي دائماً هذه الفكرة في الاعتبار. ولقد غذت مصادر الإلهام الأخرى مشروعي ، بما في ذلك الوشم وعزمه على سرد القصص الشخصية على الجلد. وهناك ، ومن جديد ، لعبت الاجتماعات دوراً مؤثّراً بالنسبة إلي في اليابان ، مما جعلني أقرب إلى الشفرة الحميمة le code intime للوشم غير المرئي من الخارج، وفي بولينيزيا التي أعطتني الفرصة لفهم الجزء المرئي من الوشم. كان هذا قبل أن تصل موجة الوشم إلى البيت.

وحان الوقت لتنضج كل هذه التأثيرات، ومن ثم لمعرفة كيف يمكن أن تأتي الصورة لإصلاح هذه الكتابات العابرة ، بدأت في نهاية عام 2011.





Poème chinois, par Philippe Baudouin
قصيدة صينية لفيليب بودوين

هل تتصل بك سيدات مجهولات بشكل عفوي من أجل "التسجيل" أم تعمل مع عارضات المهنة؟

أنا لا أعمل مع عارضات المهنة. لهذا يجب أن أجد النساء المهتمات بمشروع "كتابات الجسد". وأنا من يتصل بشكل أساسي بالعارضات طالباً منهن الوقوف. ولكن الآن بعد أن أصبح مشروعي معروفًا قليلاً ، أصبح هناك نساء يقتربن مني مباشرة أحياناً.

وليس لدي "نوع " معين من العارضات اللواتي قد أبحث عنهن. أنا منهمٌّ بتنوع الهيئات. ولم أرفض قط، العمل مع عارضة أزياء بحجة أنها لن تتناسب مع عملي.





ولقد قمتَ مؤخراً بكتابة قصائد غيراسِم لوكا على أجسام النساء. كيف تختار النصوص؟ هل هذه مختاراتك الشخصية؟ من يقرر أين على جسد الكتابات؟

في بداية مشروعي ، كنت أنا من يقترح النصوص ويختار طريقة كتابتها على الجسم. وبعد ذلك ، تتطور الأشياء ، وأنا أكثر في وضع المشاركة مع النموذج. يبدأ خلال الاجتماع الأول ، عندما أقدم مشروعي إلى النموذج. هذا هو المكان الذي نتفق فيه على النص. عادة ، بالنسبة لموقع الكتابة ، أظل متحكماً. ومن ناحية أخرى ، وفيما يتعلق باختيار النص ، يختلف كل اجتماع مع نموذج. قد يكون هناك جاذبية خاصة للكتابة أو توقع نص منطقي. بالنسبة لقصيدة غيراسم لوكا Gherasim Luca ، كان ذلك طلباً شخصياً من العارضة وقررنا الاحتفاظ بالنسخة الفرنسية. وكانت لدي حالة أخرى حيث توصلت العارضة إلى نص قصير بالفرنسية ترغب في رؤيته مكتوباً بعدة لغات مختلفة.





وبخلاف ذلك ، لدي العديد من الكتب في إصدار ثنائي اللغة وهي تغطي عدة نصوص: الصينية ، اليابانية ، السيريلية ، اليونانية ، العربية ، البولندية ، التبتية ، البنغالية ، الكورية ، العبرية ... وفي بعض الحالات ، أحتاج إلى العثور على موارد الترجمة من حولي للرد على طلبات محددة.

وهل لدى بعض النساء نص مكتوب على أجسامهن لتقديم القراءة لرفيقتهن أو رفيقهن كهدية؟

عموماً ، لا يهمني ما يريد النموذج فعله بصوَر جلسة التصوير. إنها ملك لهن. فذات مرة كان لدي طلب محدد من زوجين.

إن الاحترام المتبادل هو مبدأ أساسي بالنسبة إلي، لا سيما أنني أعمل عارياً. ومن ناحيتي ، فإن الصور التي أنشرها أو أعرضها تلقَّت دئمًا موافقة النموذج دائماً بعد عقد التنازل عن حقوق الصورة. وأنا حريص بشكل خاص على عدم استثارة مواقف محرجة. وعلى الجانب العارض الذي أرسل له صور جلسة التصوير ، أتوقع أنه إذا نشرت الصور ، فسوف يُقتبَس اسمي.





أليس مقلِقاً أنهن لا يستطيعن قراءة أنفسهن؟

ليس صحيحاً أنه لا يمكن قراءتها. فلديهن فرصة لرؤية أنفسهن في المرآة قبل الصور باستمرار. هنا ومن جديد ، تكون المواقف متغيّرة تبعاً للنموذج. فالبعض لا يريد أن يرى نتيجة الكتابة قبل الصور. البعض الآخر، على العكس من ذلك ، فضولي لرؤية النتيجة قبل الشروع في التقاط الصور. وبالطبع ، من الصعب رؤية الكتابة على الظهر!

هل طموحك لدراسة أكبر تنوع ممكن في الكتابات ؟ على سبيل المثال ، وقد اعتمدتَ الكتابة العبرية أو الكورية؟

واسع هو مجال الكتابة ، وهذا ما أحبه في مشروعي. إنني بعيد عن الانتهاء من استكشافه. وأنا أحاول الانفتاح على كتابات جديدة. والقيد الرئيس هو العثور على نصوص ثنائية اللغة. ويقودني بحثي إلى العثور على نصوص جديدة بانتظام. وبالنسبة للكورية ، فإن هذه هي المجموعة الكورية العارية لكاثي رابين (للقصائد) وري كوانغ بوك (للرسومات والألوان المائية). وبالنسبة للكتابة العبرية ، اخترت قصيدة هانا سزينيس " Eli ، Eli: إلهي، إلهي" التي تم ضبطها على الموسيقى والتي عرفت أنها تؤديها المجموعة الصوتية Singers in the Nose في مونبلييه. وبالنسبة للكتابة العربية ، فقد أتيحت لي الفرصة لاكتشاف قصائد مرام المصري ، الشاعرة السورية ، التي تروي قصص نساء صلبات بشكل خاص .





وفي عالم الكتابة هذا ، لدي أيضاً جاذبية خاصة للأرقام التي أستخدمها بشكل رئيس في شكل كتابة تدريجية وتلقائية (بعد اختبار المعادلات الرياضية المعقدة).

ما هي كتابة "Elvish"؟

تاريخ كتابة Elvish يرتبط ارتباطاً وثيقاً بلقاء نموذج. إذ بعد جلستين باستخدام القصائد الصينية ، طلبت مني العارضة جلسة باستخدام كتابة Elvish. لم تجد لها صدى لدي على الفور ، سوى أنها أوضحت لي أنها كانت كتابة اخترعها تولكين (مؤلف سيد الخواتم) ، والتي تناولها المجتمع بأكمله حيث يواصل جلبه إلى الحياة. وثمة نوعان من أنظمة الكتابة الرئيسية: tengwar و cirth (الأحرف الرونية). ويمكنك العثور على نصوص ثنائية اللغة على الانترنت . إنها مصدر إلهام حقيقي لهذه الكتابة.





هل تتطلع إلى عكس صيغة القديس يوحنا ، " صار الفعل جسداً " ، إلى نقيضها "صار الجسد فعلاً"؟

إن هذا الانعكاس مثير للاهتمام، لم يخطر في ذهني. لكن لا يوجد بحث واعٍ لإدراك صيغة القديس يوحنا أو عكسها.

أود بالمقابل أن أطيل صيغة فولتير "الكتابة هي رسم الصوت " من خلال "الجلد هو أحد أجمل ركائزه".




ألا تقوم بتصوير أجساد الكتابة متحركة؟

أنا لا أمارس الفيديو. بقيت مع الصورة في الوقت الحالي. سوى أنني أحتفظ بهذه الفكرة التي قد يكون من المثير للاهتمام استكشافها.

ولقد أتيحت لي الفرصة للتصوير مرة واحدة أثناء جلسة الكتابة ، مما أدى إلى تعديل زمني ممتع يعكس طريقتي في فعل الأشياء إبّان الكتابة.





هل يمكن التعرف على عملك مع عمل فنان الوشم؟

بالنسبة لي ، عملي مختلف عن عمل فنان الوشم. أنا أحترم عمل فناني الوشم كثيراً وأعجب برقَّة الخطوط التي يحققونها.

الفارق الأساسي الذي أراه هو أنني أبقى سريع المحو ، بمعنى أن عملي غريب عن الوقت ، كونه ليس في الوقت ولا في المدة.

ورغم ذلك ، أفترض حقيقة أن الصورة تصلِح الكتابات وإنما على وسيط رقمي أو مطبوعة ، وليس على الجلد.

هل تمارس فنك فقط على النساء حصراً ؟

هوذا سؤال يتم طرحه كثيراً. لماذا لا أعمل مع عارضي أزياء ذكور؟ في الواقع ، أنا أعمل فقط مع عارضات الأزياء. هذا ببساطة لأن مصدر إلهامي أجسام النساء وليس الرجال .





ألم تميّز شعراً أبيض ذا جلد أسود من قبل؟

لقد أتيحت لي الفرصة للقيام بعدة جلسات مع أبيض على بشرة سوداء ، خاصة حول الأرقام. وحاولت بالمقابل في جلسات الكتابة الأولى الخاصة بي بألوان متنوعة ، وإنما نظراً لأن صوري بالأبيض والأسود ، فلم يكن هناك فائدة حقيقية من اللعب بألوان أخرى غير الأسود (وأحياناً الأبيض) .

كيف تحب أن تكون فناناً يابانياً؟

لا ، ليس بشكل خاص. إذ لا يزال لدي جاذبية حقيقية لليابان ، إنما ليس إلى درجة أن أحلم بأن أكون يابانياً. فمن خلال العمل مع الكتابات ، أطمح أكثر لأن أشعر كما لو أنني فنان مواطن في العالم يحتفل بغناه وتنوعه.





هل تشعر وكأنك صنم؟

يمكن أن يقال ذلك بمعنى معين ، أي إنني أنسب إلى الكتابات قوة مفيدة وسحرية "خارقة للطبيعة surnaturel " وملغِزة، وهي قوة الدعوة للسفر والمشاركة.

كيف ترغب في توسيع / نشر جمالياتك من الآن فصاعداً ؟

ما زلت أرغب في العمل على أساس الكتابات. وأتمنى أن أكون قادراً على العمل أكثر على النصوص ومعناها ، وهذا يعني عملاً بحثياً مستمراً ، لاختبار طرق جديدة لتقديم كتابات على الجسد (هذه هي الطريقة التي عملت بها مؤخراً عن طريق لصق - طبقة من الطلاء المتشقق على الجلد)، لإجادة العمل على الضوء عند التقاط الصور ، والاستمرار في تفضيل اللقاء ومن ثم المشاركة حول مشروع "كتابة الجسد".

مقابلة أجراها فابيان ريبيري




*-نقلاً عن موقع lintervalle.blog

ملاحظة: كما هو واضح من العنوان، فإن الصور كافة هي لفيليب بودوين، لهذا شطبت هذه الإشارة أسفل كل صورة، مكتفياً بهذا التنويه. في الجانب الآخر، يشار في النص الاصلي " الفرنسية " إلى وجود كلمتين تتكرران، هما:

Chair – corps، خاصة بالنسبة إلى " corps "، وتعني : الجسد، والجسم، أحياناً، تبعاً لطبيعية العبارة، وكذلك فإنها تعني " المتن ": متن النص، ولهذا يكون النص جسداً، وبالعكس، تبعاً لصياغة الكلام، أما بالنسبة إلى " Chair " فهي كذلك تعني : الجسم، كما تعني : اللحم، ، وهي الأٌقل اعتماداً، حيث الغرز بغية النقش أو الحفْر في الجلد، يكون لحمياً، وهذا معنى خاص بالمفردة هذه، والجسم يظهِر لنا ما هو خارجي، بعكس : الجسد، بمفهومه الإنساني أكثر، وقد حاولت مراعاة هذه المتغيرات تبعاً لسياق الكلام .

من جهة حجم الصورة، فإنها في النص الأصلي تأخذ مقاس صفحة كاملة، لإتاحة رؤية الجسم المأخوذ بالكتابة، وضمن مساحة معينة، أي خريطة الجسد/ الجسم/ اللحم الحي، في أبعاده الفعلية أكثر، وبقدر ما يصغر، ينمحي المعنى تدريجياً .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...