هنا، في هذه الصحراء الصامتة ،للاسرى لغة مثل صرير الريح ، وللاسرى عيون تماما كما النوافذ التي تطل بشعاع القلب وجراحاته وانين شوقه ، الوقت الذي هو قطع العذاب ، ولسعات السياط، يمر بطعم خاص ،تظهر ملامحة على تلك الارواح التي تناجي الافق ، وتتطلع لتقرأ فيه الخبر الزلال الذي ينظره الآف المنتظرين...........
انهم يبتعلون دخان جراحهم صمتا وكبرياء ، فتلمح في سجل حياتهم اليومي لوحات بقاء، ومشاهد اصرار ، ولمحات تشير إلى ان الآتين من وجع الشعب هم من زبدة ابنائه ....
سهل عليهم ان يتداعوا لجلسة او ندوة او سهرة ،فكان عصر ذلك اليوم موعدا لندوتهم الادبية ، وكان الاستعداد قد بدأ قبل ايام وتصاعد منذ الصباح ، ... الخيمة التي تحنوا بردائها على اولئك الاخيار،اوعزت لمساحتها بما حوت من اسرة ان تعيد الانتشار،وان تتهيأ على اكمل وجه، وان تكون سهلة يسيرة الحراك ، وحملت جدران شراينها الداخلية صور الراحلين الى ما بعد السماء... حان الوقت ،وامتلأت الفضاءات وجلس المدعون يستقبلون عذب الكلام ، وتعابير ما جادت به الانامل والاقلام فقال العريف:...
نحن قوم تعودنا ان نجعل من قيدنا سنابل.......، ومن لظمة ليلنا مشاعل ........، ومن ارواحنا التي تصلى بلهب الظلم اعمدة عدل وحرية ........ وبداية ندوتنا قصيدة شعرية ..........
تقدم الشاعر الاسير، وافتتح دفتر اشعارة الصغير ،ورفع راسه وحيا ، ثم قال :-
أمي ترفع الصورة
كعاتدها كل خميس
تشد الرحال الى الزاوية المقهورة
هناك تصرخ ..تذرف الدمع
تنادي :اين اهل العدل في هذه المعمورة
امي ترفع الصورة
ينام على كتفها اخي الذي خلق ونما بعد غربتي
قالوا لها:- طفل صغير
قالت:- إستحلفته ان يبقى، فأبى وقال :-
صورة اخي اول خطواتي نحو الماسورة !!
اغلق دفتره وترجل ، فعاد العريف، يحضر الجالسين للشيخ الجليل، ... قدم من الكلمات ارفعها شأنا ، ومن العبارات اكثرها قدراً، وقبل ان ينهي كانت الحناجر تزف الشيخ إلى المنصة التي وصلها بإبتسامة تواضع وتكلم مرتجلا فقال :
مخطأ من ظن يوما ان رمال بلادي تذيب عظامي
مخطأ من ظن يوما ان الشفق الاحمر مدفن احلامي......
واهم من اعتقد ان عمري الذي استوطنه الخريف يوهن
اركاني ...
ماض ٍ انا نحو الشمس
لن اتراجع
حتى ولو سلخوا جلدي
وصلبوا يومي وامسي
وعجلوا في مدافن الصمت منامي
عاد العريف وحيا ، واجاد الثناء ........ وقال :- مسك الختام لوحة يرسمها فنان ، بريشة الحروف ... وبلون الوجع والثبات، والامل والظمأ ، هل رأيتم تلك الالون ...
لنسمع ونرى ...
قال مسك الختام يخاطب الوطن الذي يراه في تلك العيون العطشى التي إشرأبت نحوه:-
قيّدٌ ينهشُ عظامي من اجلكَ ما أجمله
وحبلٌ يطوقُ روحي في سبيلكَ ما أرحبه
ولحمي الذي إستعصــــــــى على الجلادِ
في دربكَ الطويلِ فتائلُ مشعلــــــــــــــة
صفق المحرومون للشعر وعادوا ، وبقيت الكلمات كالقناديل معلقة في جوف الخيمة والذاكرة ........
بقلم : عصري فياض
مخيم جنين
انهم يبتعلون دخان جراحهم صمتا وكبرياء ، فتلمح في سجل حياتهم اليومي لوحات بقاء، ومشاهد اصرار ، ولمحات تشير إلى ان الآتين من وجع الشعب هم من زبدة ابنائه ....
سهل عليهم ان يتداعوا لجلسة او ندوة او سهرة ،فكان عصر ذلك اليوم موعدا لندوتهم الادبية ، وكان الاستعداد قد بدأ قبل ايام وتصاعد منذ الصباح ، ... الخيمة التي تحنوا بردائها على اولئك الاخيار،اوعزت لمساحتها بما حوت من اسرة ان تعيد الانتشار،وان تتهيأ على اكمل وجه، وان تكون سهلة يسيرة الحراك ، وحملت جدران شراينها الداخلية صور الراحلين الى ما بعد السماء... حان الوقت ،وامتلأت الفضاءات وجلس المدعون يستقبلون عذب الكلام ، وتعابير ما جادت به الانامل والاقلام فقال العريف:...
نحن قوم تعودنا ان نجعل من قيدنا سنابل.......، ومن لظمة ليلنا مشاعل ........، ومن ارواحنا التي تصلى بلهب الظلم اعمدة عدل وحرية ........ وبداية ندوتنا قصيدة شعرية ..........
تقدم الشاعر الاسير، وافتتح دفتر اشعارة الصغير ،ورفع راسه وحيا ، ثم قال :-
أمي ترفع الصورة
كعاتدها كل خميس
تشد الرحال الى الزاوية المقهورة
هناك تصرخ ..تذرف الدمع
تنادي :اين اهل العدل في هذه المعمورة
امي ترفع الصورة
ينام على كتفها اخي الذي خلق ونما بعد غربتي
قالوا لها:- طفل صغير
قالت:- إستحلفته ان يبقى، فأبى وقال :-
صورة اخي اول خطواتي نحو الماسورة !!
اغلق دفتره وترجل ، فعاد العريف، يحضر الجالسين للشيخ الجليل، ... قدم من الكلمات ارفعها شأنا ، ومن العبارات اكثرها قدراً، وقبل ان ينهي كانت الحناجر تزف الشيخ إلى المنصة التي وصلها بإبتسامة تواضع وتكلم مرتجلا فقال :
مخطأ من ظن يوما ان رمال بلادي تذيب عظامي
مخطأ من ظن يوما ان الشفق الاحمر مدفن احلامي......
واهم من اعتقد ان عمري الذي استوطنه الخريف يوهن
اركاني ...
ماض ٍ انا نحو الشمس
لن اتراجع
حتى ولو سلخوا جلدي
وصلبوا يومي وامسي
وعجلوا في مدافن الصمت منامي
عاد العريف وحيا ، واجاد الثناء ........ وقال :- مسك الختام لوحة يرسمها فنان ، بريشة الحروف ... وبلون الوجع والثبات، والامل والظمأ ، هل رأيتم تلك الالون ...
لنسمع ونرى ...
قال مسك الختام يخاطب الوطن الذي يراه في تلك العيون العطشى التي إشرأبت نحوه:-
قيّدٌ ينهشُ عظامي من اجلكَ ما أجمله
وحبلٌ يطوقُ روحي في سبيلكَ ما أرحبه
ولحمي الذي إستعصــــــــى على الجلادِ
في دربكَ الطويلِ فتائلُ مشعلــــــــــــــة
صفق المحرومون للشعر وعادوا ، وبقيت الكلمات كالقناديل معلقة في جوف الخيمة والذاكرة ........
بقلم : عصري فياض
مخيم جنين