أدمن الصمت على عتبات الماضي دون ما يد حانية تخفف من أعباء شكواه، تزوج منذ أكثر من عشرين سنة وهاهو عبد الباقي يقترب من العقد الخامس،يقترب أكثر من نكران إخوته لما بذله من تعب سنين في تربيتهم دون شكوى أو تذمر، ما شغله عن تشييد بيت مستقل له ولأولاده الثلاثة رغم إلحاح زوجته .عمله الدؤوب في التجارة و إنفاقه في تعليمهم شغله عن التفكير بنفسه ، تزوج إخوته و أصبح البيت على اتساعه لا يحتمل شجار زوجاتهم بسبب أو دون سبب ، لم يكن يعرف أنهم سيتنكرون لتضحياته ويخمدون فتيل طموحه ، ولن ينال معهم حتى غرفة في بيت والده المتوفي تقيه ألم تعنتهم ، وتخفف وقع تضارب مصالحهم دون الالتفات إليه ، بقيت والدته تجس نبض قسوتهم وإفراطهم في دلال أولادهم ، قالت وقد استرخت في جلستها كقشة تلهو بها ريح الحيرة : ليتني ما عشت لتتقاذفني أيادي القسوة ، رحيل والدكم المبكر راحة له ، ما كان سيفخر بكم و أنتم تطعمون أولادكم الأنانية...أشفق عبد الباقي لحال أمّه أكثرأضمر غضبه وامتدت يده الحانية تلملم شتات دمع أمّه وقد اقترح إخوته أن يسكن بمرآب البيت ، كون زوجته لا تتفق مع زوجاتهم.
تطلع فيهم وأعاد النظر متحسرا والكلمات تهرب من فمه وجدوا المرآب الذي حمل إليه حاجياته خاليا مقفرا في الصباح ، تعثرت بإخوته السبل وهم يبحثون عنه وأولاده وأمّهم دون جدوى ....
تطلع فيهم وأعاد النظر متحسرا والكلمات تهرب من فمه وجدوا المرآب الذي حمل إليه حاجياته خاليا مقفرا في الصباح ، تعثرت بإخوته السبل وهم يبحثون عنه وأولاده وأمّهم دون جدوى ....