وساط جيلالي - قصة بوليسية

لِكَي أتَسَلّى قليلاً ، قُلْتُ مع نفسي أكْتُبُ قِصَّةً بوليسية .
اِرتأيتُ أنْ أصَوّر الضّحيةََََ حسناءً جميلةً في مُقْتَبِل العمر ، والمُجرِمَ القاتلَ شابّاً وسيماً ، يُعاني من جنون خَفِيٍّ ، يلتقيان في الصّيف بِشاطئ البحر ، تُعْجَبُ بِهِ ويرى فيها ضَحِيَّتَهُ المثالية ، تَدْعوه إلى فيلَّتها الصَّغيرة التي ورِثتها عن والدها الثري والتي ستكون مسرحا للجريمة ، وهُناك يُحطِّمُ جمجمتها بفأس صغيرة ، فَيتَطاير مُخُّها على الجُدْران ، ثُمّ يجيء بعد ذلك الضابط الكهل و القاسي ، ويَنطلق في أثر المُجرم ٬ يطارده مُطارَدَةً لصيقة حتّى يُلقي القبض عليه ٠
بَدَأْتُ الكتابة على سطْحِ المقهى حيث كنت جالساً أرتشفُ قهوة الصّباح ، لكن ما إن اِنتَهيتُ من وصف عملية القتل البَشِعَة ، وقبلَ أن يظهر الضابط القوي على المسرح ، هبّت ريحٌ قوية فَحَملَتْ أوراقي بعيداً فوق الأسطح ٠
لم أهتم بالأمر في البداية ، فقصَّتي في النهاية هي قصة سخيفة مكرورة ، لكن مع مرور الوقت أصبحت أشعر بتأنيب الضّمير ، ويخَيّل لي أنّني شاركت بطريقة ما في فرار المُجرم ونَجاته من العقاب ٠
لا بُدّ أن أُعيد كِتابة القصة من جديد ، وحين سيلقى القاتل جزاءهُ ، إذ ذاك سَأُمَزّقُها وأرمي بها مَرَّةً أُخْرى فوق السّطوح
التفاعلات: نبيلة غنيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...