محمد زادة - غراب حر

سترحلين يومآ
اعرف هذا
اعيشه كل ليلة
فما من امراة بقيت في السابق
وما من امراة تركت طباع الغزالة
وصارت شجرة
في عائلتي لا احد يحب الفؤوس
كنّا ندلل اشجارنا
فوقع الغرباء في حبها
لكننا لم نبكي
نحن لا نبكي على النساء
وآخر مرة بكيت فيها كانت يوم ولادتي
ولا اعرف لماذا بكيت

سترحلين
ولا دموع ستسقط عليكِ
حملنا صفات اشجارنا
لا نتألم على اصحابنا
لا نبكي
فوقع الغرباء في حبنا

في مدفاة ما
ألتقيت ابن عمّي
كنا نحترق يومها
وكانت الغيوم تتشكّل
فوق جبل هاوار

لكنني رايتكِ تبتعدين
كنتِ غزالةً صغيرة يومها
وانا كنتُ العشب حول جزع تلك الشجرة
رايتُ اسنانكِ
بيضاء كحليب امّي
ولمستُ شفتيك
حتى صرتُ غابة

لو انني لستُ شجرة
لما قال ابي عنّي بأنني غريب الشكل
اغصاني كلها مائلة على التراب
قال احدهم بان هناك شجرٌ اسمه الباكي
لكنني لا اذكر انني بكيتُ يومآ
سوى يوم سألتني امّي عن أسمي
الاشجار تنسى كثيرآ
والغزلان لا تتذكر العشب الأول
الغزلان تمضي فقط

لو ان امي لم تكشف سرّي
لقلت لكِ بانني غراب حر
جئت من تزاوج صقرٍ مع انثى الهدهد
كبرتُ مع الظلام حتى اخذته في ريشي
غرابٌ حُر
حتى عيناه لا تلمعان في الظلام

لكنكِ تعرفين
بانني مقطوع من غابة
جرفني النهر تسعين عامآ ولم اصل
رأيتني عائمآ منذ الولادة
ورايت النهر
لكنني لم اصل
نسيت انني كنت شجرة
وانت كنتِ الانهار
لا الاشجار تمشي
ولا الانهار تعود

...... .
ياقوت ابيض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...