في رحلتي اللامتناهية أبحث عن آلهة الحب في معبد غير كل المعابد التي زرتها، بعدما جف قلمي وهو يحرك الحروف و يقبل الأوراق ، سافرت إلى نهاية النهاية، إلى أن وصلت إلى المعبد المقصود، مع الرهبان أردد كل الترانيم و على قيثارتي الخرساء عزفت لحن السكون، كانت تلك الترانيم تبدو لي وكأنها صرخات المخاض الذي يليه موت، موت الأم العذراء التي كانت تجهل أنها ستصلب كالمسيح على طاولة الولادة، من أجل حياة جنين، يأتي إلى الحياة ليغرس الحلم اليتيم، و الرهبان تتلوا عليه ترنيمة الغد القادم بين مسافات المجهول، ماذا سيحفظ هذا الجنين، الآلهة خرساء لا تتكلم، هي كالكآبة، و لو تكلمت الكآبة لكانت أرحم..، أتأمل ألم الشمع و هو يذوب في صمت، ربما الشموع هي الأخرى، كانت تذرف عليها دمعة الوداع، حتى الآلهة الخرساء كانت تتألم في صمت، هكذا يكون الحب، "الموت من أجل الحب قداسة"،لا تفهمها سوى الآلهة، حتى أنا لم أكن أفهم ماكانوا يتلونه الرهبان تراءت لي ترانيمهم كالطلاسم، غير أنني كنت أردد معهم في همس، ولا أعي ما أقول ، إنه عالم الجنون ، و تجدهم كالمجانين يرددون، مرحبا بك أيها الآتي الراحل، و يزيد الجنين في صراخه المتقاطع، و تتقطع لوحات البيانو بين الحين و الآخر، تتمزق الأوتار ببطء، ربما هي الأخرى ملت من صمت الآلهة الخرساء، ربما هي تبحث عن دين جديد،و عن اله جديد، هل تريد هي الأخرى الرحيل؟ وأين تذهب ؟ و ما عساها أن تفعل ، فقد أخبروها أن الحب قد مات في كل الديانات حتى في الديانة المسيحية و الإسلامية، و لم يعد يوجد إلا الدم و الدمار، و تزداد صرخات الجنين، لكن لا أحد يفهم صرخاته سوى آلهة الحب، يكاد ينطق في مهده ،كسيدنا المسيح، ليقول لهم أعيدوني من حيث جئت، لا تخرجوني، فهنا ظلم و ظلام،و يستمر الحفل و ينتهي بموت الأم العذراء، ماتت من أجل الحب ، من أجل طفلها ،فكانت "الأم المقدسة" آبية أن تستغيث..
علجية عيش
علجية عيش