وفاء الشوفي - رداء بابل..

-1-
صحراءُ :
تلبَسُ زيَّ المدينةِ
قلبٌ :
متقلِّبٌ كالرملِ
وجهٌ :
ذاكرتَهُ الريحُ
ريحٌ :
تحملُ بذاراً
والرملُ عقيم !
أينَ إذاً سيكونُ اللِّقاحُ؟
من أيِّ أرض ٍ
ستأتي الوجوهُ النّظيفةُ؟
أيدٍ
تزرعُ الإسمنتَ ،
وبابلُ
ترتدي تلكَ الرائحة
تُغْمضُ عينيها،
تتذكَّرُ
كي يغْرقَ قلبها
في مياهٍ عذبة،
تقِفُ في وجهِ الزّمنِ
وتعشقُ حُرّاسها
-2-
لا يابسةٌ
من هاماتٍ تلوحُ
يمرُّ هودجُ النحيبِ
مُتَّئِداً
ولا أثرَ إلا للملحِ
في دمعٍ يسيلُ.
في طينٍ مجبولٍ
بدمِ الصِّراع.
لا وجهٌ يلوحُ
لا عطرٌ يَعْبرُ
سوى
رائحةِ الموت
لا جرسٌ
إلا الضجيج.
ذنبٌ يُشبهُ الندمَ،
هُروبي
خجلٌ يُشبهُ الصَمَمَ
وأنا الغيابُ
وأستجدي الغيبَ
ليرْفعَ يدَ الحديدِ الميّتةَ
عنِ الأحياء.
وأنا بؤبؤُ الدمِ
في هذا العماء.
الأرضُ تنْمو في أحشائي
مثلَ زهرةٍ
مثلَ سرطانٍ
وتكْبُرُ.
هلْ أنْجو ؟
هلْ تصطادني الرغائِبُ ؟
-3
قُلتُ لحبّةِ القمحِ
الّتي نَصَبَتْها الصّنارةُ :
ليسَ الموتُ
بل الوهمُ
مَنْ يقتلني.
قُلتُ للسهمِ المغْروسِ
بينَ أضلاعِ الحُزنِ :
أيُّها الأملُ
انْطلِقْ
كلُّ الدروبِ
تذهبُ إلى الحُبِّ
لتتعلَّمَ منَ الخسائر.
قُلتُ للبركانِ الخامِدِ :
ليسَ اللّهبُ
بل ِ الرجْفَةُ
مَنْ يوقظني.
-4-
لا يابسةٌ
منْ أيّامٍ تلوحُ
قُلتُ للفُراقِ :
ليستِ الجبالُ
بل يكادُ ما أشْتهي
أنْ يحجبني.
-5-
بابِلٌ
قمرٌ يرسُمُ على الصّدأ
خيالاتِ الألقْ.
يتَعرّفُ على ضيائِهِ
في عتْمةٍ صارمة
يسْتفِزُّ الأيّامَ
كي
تُحييَهُ مرَّة ً أخُرى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...