محمد السبوعي - زفير

خرجت من ثوب معصية
وعذري أني سقيت البحر زبده
فلما أنت مترامي حدود العطش
يابس كالصحراء
أنت كما أعرف هذا الملح
وقد وألفت عواء الليل
ووالفت نار العرف
كنت تدرك أن صهيل فرسك من الجوع
والارض عارية
كأن يومه منفلت من قيلولته
في شوارع يحفها النعناع
تعانق دهشتها
وتأخذ من الحمير مأخذ الصهيل
يومي لها وقته
الماضي على جناح
يومي لها ببوقه
تارة ما تحمله اليمين
وتارة أخرى ما تحمله الحناجر
وتارة يسدل صوته ويغفو البوق
ثمة جوقة تترجل الاناشيد
باهضة ، على عاتقها صنوج النهار
ونعال لامعة عائدة من غزو
تزفر نفيرها على أخاديد الوجوم
والرصيف مشدودة أعناقه
لجهة أخرى
تملي عليه أنفلاته
تسقط نوتات
الجوقة
والمارة
والمغنييين الهواة
مغلفة ببهجة النهار
دامي هو الليل
حين تغفو الخيل على الاعتاب
تصهل من غبن المداهنين
الهدهد يغسل تاجه
النهار فرغ والهدهد لم يبح
فرغ النهار
المراهنون حصدوا لهاث الخيل
ووقفوا على حافة المضمار
أنتظر وا المساء
حتى يولج الليل
قمر واحد لهذه الظلمة قد يغرق ضياءه
الصمت خلف السياج
العشب مهمل
يدعون لهذا الصمت
آه ... لو أدركت الحلم لأدركته
وأنا السابح بين
مومياءات وصبايا حاسرات
يتفتقن عشقا وحلم
تسألت
هل عادت عوانس البدو
للعب بحلماتهن
وربت مؤخراتهن
على مرأى ومسمع النهار
أذكر في قطيس
عيني الصل وسبيبته وزغاريده
حين يظفر بجدي أوحمل
كان المساء جليا بذكره
حين أنفتح العراء على عريه
وحصر طالع وقته المفتون
حين أرتقت الرؤيا منصة الشنق
وألتفت على برعم يابس لغابة مهاجرة
حين رمي الر مل قفل الرجوع
وغادره السنونو الى جهة أخرى
أكثر صمتا
حين عادت الذئاب من صيدها
ترمم جوعها بالعواء
حين يخلد الصمت ببطن الاخدود
وتفطم الخفافيش زغبها
حينها وحينها فقط
أراكِ...
وأشهر قصائدي على عرف هودج
تجره ثيران حلبة فاجرة
أيها البحر أين أودعت سرك
كان على النوارس أن تصل
وكان على حيتانك أن لا تجوع
لقد منحت القرصان نيشان أخر
حتى يمتلي الصندوق
تحت أنين العبيد
وثمالة البحارة
وأزيز المركب النتن
المثقل بالنهب ..!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...