أدونيس حسن - كان صمتاً

لم يكنْ رصاصاً
كسرَ المحبرة
أجبرَ القلمَ على الغربةِ والرحيل
أورقَ على خدِ الوردِ جفافَ الندى
رمالَ ضحكة الصباح

شدَّ بأصابعِ الفولاذِ النظر
إلى الرمادِ,, الخراب
إلى مدن محو الذاكرة
عن زهرة البلاد

لم تكنْ سكاكين
وصلتْ المسافاتِ المقطوعة
أفرغتْ شرايينَ القربِ من الوقت
رقصتْ على مسارحِ القلب
من أنغام الأشلاء

شهقتْ ليلي ,,زفرتْ النهار
أقامتْ أعراسَها على الأفراح
تزاوجتْ ,,أنجبت ألفَ قبيلة بكاء
وفي كلِّ ثانيةٍ قتيل
والطريقُ ارتفعَ بالعثرات

كانَ صمتاً..
يدكُ الصدرَ بكل الشموس
بسهولِ النور ,,
من أولِ فتقٍ حتى آخرِ مولود
بحقولِ الضياء ,,
من أولِ لثغة حتى قممِ البيان
بجنانِ البوح ,,
من أولِ دفءٍ حتى آخرِ نار العناق
بالتين بالزيتون بالزيت بالعنقود
بخمرة العنب
وبكل كل الشبع

كان صمتا ..
انفجر تحتي بركاناً
أنجبني …
حمماً ,,صوتاً أعمى
عيوناً محفورةً في وجه الزمان
شاهدة على قبورِ من لم يمتْ
ومن مات
قصةَ طفلٍ رسخَ في الصخورِ
تتفجرُ من قلبهِ أنهارُ الصمتِ
كلاماً , لا ينتهي منه الكلام

٢٤ أكتوبر
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...