يبدو من المتّفق عليه بين غالبيَّة الكتّاب، أنهم لا ينظرون للمنتج الإبداعي في بداياتهم بعين الرضا والقبول؛ إلا إذا اعتبروا تلك المرحلة الإبداعية شرطًا ضروريّاً في تراكم الخبرة الإبداعية، وتحقيق الكفاءة الفنيَّة. قد ينطبق ذلك على جميع أجناس الأدب، لكنّ الرواية تكشف عن ذلك بشكل أشد عمقاً، خصوصاً لمن كتب الرواية في عمر مبكر من حياته. الرواية، هذا الشكل الهجين، الذي اعتبره باختين ملتقىً لجميع الخطابات الاجتماعيّة يتطلب معرفة واسعة وعميقة بمجالات شتّى. الرواية ليست بنية لغوية يمكن أن تحقّق إبداعيّتها من خلال امتلاك الأدوات الأساسية للغة والقوانين الثابتة للشكل؛ بل إن ذلك قد يكون الحدّ الأدنى والمتطلب الأساسيّ للبدء في الكتابة. الإبداعيَّة لا يمكن أن تتحقّق دون معرفة وافية بأنماط السلوك البشري، والشخصيَّات في تفاعلها مع واقعها. هذا الواقع الذي يشتبك فيه الثقافي بالسياسي بالاجتماعي بالتاريخي.
لست بعيداً عن هذه الفكرة، حين أنظر للعمل الأول (بين علامتي تنصيص)، والثاني (الدكة)، الذي لا يبتعد في زمن كتابته عن إنهاء الرواية الأولى. أجد أنني لم أكن أبدع، بقدر ما كنت أتمرّن على اشتراطات الكتابة الأساسيَّة؛ من أجل امتلاك الشروط الفنيَّة للرواية، والتي أعتبرها شخصيًّا قد بدأت مع (عازف الجيتار العجوز)، طبعا إذا استثنينا (بعض مما قاله الليل)؛ كونها لا تندرج ضمن إطار الأشكال السرديَّة.
طبعاً يظل الكاتب، أي كاتب، محكومًا بشعور ينتمي للحظة الإبداع، والذي ينبغي أن يمتلك قناعة كاملة ويقيناً في نصّه، وبأنّه يستحقّ أن ينشر ويقرأ؛ فهذا ما يجعله يواصل الكتابة ويقرّر نشره بعد ذلك عبر دار نشر. الشعور الآخر، الذي ينبغي أن يحكم الكاتب، هو أنّ ذلك النّص ليس نصًّاً يمكن أن يمثّله خلال تطور تجربته الإبداعيّة وتراكم الكفاءة الأدبيَّة. هذا ما حدث مثلاً للشاعر محمود درويش حين أسقط من مجموعة أعماله الشعريَّة الكاملة ديوانه الأول لعدم اقتناعه به فنيًّا.
أما العلاقة بدور النشر، قد أقف موقفاً سلبيّاً من عملية النشر في العالم العربي. بعيداً عن الجوانب الماديَّة التي تحكم العلاقة بين الكاتب ودار النشر، أجد أن عملية النشر ليست محكومة بمدى تحقق الإبداع في النّص، بقدر ما تكون محكومة بحيثيّات تقع خارج مقولة الإبداع تمامًا. ولست أول من أشار أن بعض دور النشر أصبحت تنشر بمقاييس بعض الجوائز ومدى إمكانية أن تقدّم الرواية لجائزة قد تحقق ربحاً ماديّاً للناشر.
samaward.net
لست بعيداً عن هذه الفكرة، حين أنظر للعمل الأول (بين علامتي تنصيص)، والثاني (الدكة)، الذي لا يبتعد في زمن كتابته عن إنهاء الرواية الأولى. أجد أنني لم أكن أبدع، بقدر ما كنت أتمرّن على اشتراطات الكتابة الأساسيَّة؛ من أجل امتلاك الشروط الفنيَّة للرواية، والتي أعتبرها شخصيًّا قد بدأت مع (عازف الجيتار العجوز)، طبعا إذا استثنينا (بعض مما قاله الليل)؛ كونها لا تندرج ضمن إطار الأشكال السرديَّة.
طبعاً يظل الكاتب، أي كاتب، محكومًا بشعور ينتمي للحظة الإبداع، والذي ينبغي أن يمتلك قناعة كاملة ويقيناً في نصّه، وبأنّه يستحقّ أن ينشر ويقرأ؛ فهذا ما يجعله يواصل الكتابة ويقرّر نشره بعد ذلك عبر دار نشر. الشعور الآخر، الذي ينبغي أن يحكم الكاتب، هو أنّ ذلك النّص ليس نصًّاً يمكن أن يمثّله خلال تطور تجربته الإبداعيّة وتراكم الكفاءة الأدبيَّة. هذا ما حدث مثلاً للشاعر محمود درويش حين أسقط من مجموعة أعماله الشعريَّة الكاملة ديوانه الأول لعدم اقتناعه به فنيًّا.
أما العلاقة بدور النشر، قد أقف موقفاً سلبيّاً من عملية النشر في العالم العربي. بعيداً عن الجوانب الماديَّة التي تحكم العلاقة بين الكاتب ودار النشر، أجد أن عملية النشر ليست محكومة بمدى تحقق الإبداع في النّص، بقدر ما تكون محكومة بحيثيّات تقع خارج مقولة الإبداع تمامًا. ولست أول من أشار أن بعض دور النشر أصبحت تنشر بمقاييس بعض الجوائز ومدى إمكانية أن تقدّم الرواية لجائزة قد تحقق ربحاً ماديّاً للناشر.
أنني لم أكن أبدع، بقدر ما كنت أتمرّن – مجلة سماورد
مظاهر اللاجامي – السعودية: يبدو من المتّفق عليه بين غالبيَّة الكتّاب، أنهم لا ينظرون للمنتج الإبداعي في بداياتهم بعين الرضا والقبول؛ إلا إذا اعتبروا تلك المرحلة الإبداعية شرطًا ضروريّاً في تراكم الخبرة الإبداعية، وتحقيق الكفاءة الفنيَّة. قد ينطبق ذلك على جميع أجناس الأدب، لكنّ الرواية تكشف عن...