(18)
* يوسف يحول المصريين إلى عبيد !
" في الفصل الخامس والأربعين من سفر التكوين يا يعقوب، يعرف يوسف أخوته بنفسه ويشرع في البكاء على عنق بنيامين ، ويعلن لهم أن بيعه لمصر كان قدرا إلهيا لاستبقاء الحياة ! وطلب إليهم أن ( يصعدوا ) إلى أبيه ويخبروه أنه أصبح سيدا على الأرض المصرية كلها ، ويطلب إليه أن ( ينزل ) إلى مصر ليسكن قريبا منه ، وحين سمع فرعون مصر بما جرى أغدق على الأخوة بكرمه ، وطلب إليهم أن يأتوا بأبيهم وأولادهم وبيوتهم على العجلات المصرية، ليمنحهم خيرات مصر وليأكلوا من دسم أرضها"
- يبدو أن الكرم المصري فاق الكرم الفلسطيني بكثير !
- هذا مايريده المؤلف يا سارة !
- ثم إن يوسف جاء بالخير إلى مصر!
- أجل يا يعقوب ، وهذا ما يريده المؤلف أيضا !
1 فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ: أخرجوا كل إنسان عني. فلم يقف أحد عنده حين عرف يوسف إخوته بنفسه
2 فأطلق صوته بالبكاء ، فسمع المصريون وسمع بيت فرعون
3 وقال يوسف لإخوته: أنا يوسف. أحي أبي بعد ؟ فلم يستطع إخوته أن يجيبوه، لأنهم ارتاعوا منه
الإرتياع هنا مفتعل من المؤلف . فقد عرفوا أن يوسف عاطفي ورحيم .
4 فقال يوسف لإخوته: تقدموا إلي. فتقدموا. فقال: أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر
اخوته ألقوه في البئر ولم يبيعوه . أين ذهب المديانيون والإسماعيليون . المؤلف ينسى دائما .
5 والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم
وطالما أن البيع أثمر عن خير فلا مانع أن يحال إلى الأخوة وليس إلى الإسماعيليين الذين باعوه للمصريين !
9 أسرعوا واصعدوا إلى أبي وقولوا له: هكذا يقول ابنك يوسف: قد جعلني الله سيدا لكل مصر . انزل إلي. لا تقف
( اسرعوا واصعدوا ) التعبير يشير إلى مسافة قريبة ،فلا تتمهل يا يعقوب( انزل ) فخيرات مصر في انتظارك !
10 فتسكن في أرض جاسان وتكون قريبا مني، أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك
يفترض أن سبع سنين من الجدب كانت كافية لأن تقضي على الغنم والأبقار ! وأرض جاسان حسب قاموس الكتاب المقدس ، هي : منطقة خصيبة في مصر كثيرة المرعى للقطعان والمواشي ، واقعة شرق الدلتا. وهي المعروفة الآن بـ"الشرقية" الممتدة من جوار أبي زعبل إلى البحر ومن برية جعفر إلى وادي توميلات وقد أعطاها يوسف لأبيه وإخوته فسكنوا فيها هم وذريتهم من بعدهم نحو مائتي سنة. وكانت تعد من "أفضل الأرض" (تك 46: 34 و47: 6) وهي تكون جزءًا من أرض رعمسيس ، وهناك استقبل يوسف أباه وإخوته لما حضروا من ارض كنعان " (تك 46: 27 و29) وفي وقت اضطهادهم كان الشعب مقيمًا هناك (خروج 8: 22)
ها هو يوسف يتصرف حتى بالأرض كما يشاء ويمنح أسرته جزءا منها ، وكأن سيادة الفرعون عليها لا تتعدى كرسي الحكم ! . ومن الجدير بالذكر أن جاسان هذه لم تذكر في المدونات المصرية ، كما لم يذكر أي وجود لبني اسرائيل في مصر كلها .. ويفترض أن أسرة يعقوب هاجرت إلى مصر قبل القرن الثالث عشر ق. م. الذي وجد فيه رمسيس الثاني ! فبالعودة إلى الباحثين المصريين نجد أن بعضهم يحددون الزمن الإفتراضي لقدوم ابراهيم إلى مصر بحوالي 2500 سنة ق.م. ويعقوب ينتمي إلى الجيل الثالث بعد ابراهيم ،وبذلك يكون هناك فارق زمني بأكثر من 1200 عام !!
11 وأعولك هناك، لأنه يكون أيضا خمس سنين جوعا. لئلا تفتقر أنت وبيتك وكل ما لك
محاولة تنبؤية أخرى لإقناع الأب بالقدوم !
12 وهوذا عيونكم ترى، وعينا أخي بنيامين، أن فمي هو الذي يكلمكم
يقصد اشهدوا على كلامي !
13 وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر وبكل مارأيتم، وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا
لاحظوا تكرار مفردات النزول والصعود ..
14 ثم وقع على عنق بنيامين أخيه وبكى، وبكى بنيامين على عنقه
15 وقبل جميع إخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم إخوته معه
16 وسمع الخبر في بيت فرعون، وقيل: جاء إخوة يوسف. فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده
17 فقال فرعون ليوسف: قل لإخوتك: افعلوا هذا: حملوا دوابكم وانطلقوا، اذهبوا إلى أرض كنعان
18 وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلي، فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض
19 فأنت قد أمرت، افعلوا هذا: خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم، واحملوا أباكم وتعالوا
ثمة إشارة هنا إلى أن المصريين كانوا يملكون عجلات اخترعوها من قبل . .
20 ولا تحزن عيونكم على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم
كرم فرعوني فوق العادة !
21 ففعل بنو إسرائيل هكذا. وأعطاهم يوسف عجلات بحسب أمر فرعون، وأعطاهم زادا للطريق
22 وأعطى كل واحد منهم حلل ثياب، وأما بنيامين فأعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب
ولماذا كل هذه الفضة والثياب لبنيامين طالما أنه سيعود في أسرع وقت !
23 وأرسل لأبيه هكذا: عشرة حمير حاملة من خيرات مصر، وعشر أتن حاملة حنطة، وخبزا وطعاما لأبيه لأجل الطريق
أصبحت الطريق طويلة وتحتاج إلى مؤونة، وليس كما في السابق مجرد انحدار ونزلة !
24 ثم صرف إخوته فانطلقوا، وقال لهم: لا تتغاضبوا في الطريق
25 فصعدوا من مصر وجاءوا إلى أرض كنعان، إلى يعقوب أبيهم
( فصعدوا )!
26 وأخبروه قائلين: يوسف حي بعد، وهو متسلط على كل أَرض مصر. فجمد قلبه لأَنه لم يصدقهم
(متسلط) أي أن السلطة بيده ! راحت على فرعون البائس.
27 ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به، وأبصر العجلات التي أرسلها يوسف لتحمله. فعاشت روح يعقوب أَبيهم
28 فقال إسرائيل: كفى يوسف ابني حي بعد. أذهب وأراه قبل أن أموت
*****
* بنواسرائيل يرحلون إلى مصر.
1 فارتحل إسرائيل وكل ما كان له وأتى إلى بئر سبع، وذبح ذبائح لاله أبيه إسحاق
2 فكلم الله إسرائيل في رؤى الليل وقال: يعقوب، يعقوب. فقال:هأنذا
يهوه يخاطب يعقوب باسميه : اسرائيل ويعقوب ،وكأنه غير مقتنع بعد بالإسم الذي منحه إياه :
3 فقال: أنا الله، إله أبيك. لا تخف من النزول إلى مصر، لاني أجعلك أمة عظيمة هناك
4 أنا أنزل معك إلى مصر، وأنا أصعدك أيضا. ويضع يوسف يده على عينيك
حتى يهوه يستخدم مفردتي النزول والصعود ، حسب ما يريد المؤلف طبعا !
5 فقام يعقوب من بئر سبع، وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم وأولادهم ونساءهم في العجلات التي أرسل فرعون لحمله
6 وأخذوا مواشيهم ومقتناهم الذي اقتنوا في أرض كنعان، وجاءوا إلى مصر. يعقوب وكل نسله معه
7 بنوه وبنو بنيه معه ، وبناته وبنات بنيه وكل نسله، جاء بهم معه إلى مصر
26 جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر، الخارجة من صلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس ست وستون نفسا
27 وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون
28 فأرسل يهوذا أمامه إلى يوسف ليري الطريق أمامه إلى جاسان، ثم جاءوا إلى أرض جاسان
29 فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال إسرائيل أبيه إلى جاسان. ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا
زماناً ؟!
30 فقال إسرائيل ليوسف : أموت الان بعد ما رأيت وجهك أنك حي بعد !
****
* بنواسرائيل يتملكون الأرض المصرية !
في الفصل السابع والأربعين يبارك يعقوب فرعون الإله !!
1 فأتى يوسف وأخبر فرعون وقال: أبي وإخوتي وغنمهم وبقرهم وكل ما لهم جاءوا من أرض كنعان، وهوذا هم في أرض جاسان
2 وأخذ من جملة إخوته خمسة رجال وأوقفهم أمام فرعون
3 فقال فرعون لاخوته: ما صناعتكم ؟ فقالوا لفرعون: عبيدك رعاة غنم نحن وآباؤنا جميعا
4 وقالوا لفرعون: جئنا لنتغرب في الارض، إذ ليس لغنم عبيدك مرعى، لان الجوع شديد في أرض كنعان. فالان ليسكن عبيدك في أرض جاسان
5 فكلم فرعون يوسف قائلا: أبوك وإخوتك جاءوا إليك
6 أرض مصر قدامك. في أفضل الارض أسكن أباك وإخوتك، ليسكنوا في أرض جاسان. وإن علمت أنه يوجد بينهم ذوو قدرة، فاجعلهم رؤساء مواش على التي لي
7 ثم أدخل يوسف يعقوب أباه وأوقفه أمام فرعون. وبارك يعقوب فرعون
يعقوب الإنسان يبارك فرعون الذي يفترض أنه إله أو ممثل للإله !
8 فقال فرعون ليعقوب: كم هي أيام سني حياتك
9 فقال يعقوب لفرعون: أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة و ردية كانت أيام سني حياتي، ولم تبلغ إلى أيام سني حياة آبائي في أيام غربتهم
10 وبارك يعقوب فرعون وخرج من لدن فرعون
11 فأسكن يوسف أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر، في أفضل الارض، في أرض رعمسيس كما أمر فرعون
ربما هذا الذكر الوحيد لفرعون مصري بالإسم . الحديث في العادة يكون عن فرعون دون أن نعرف من هو .
12 وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام على حسب الاولاد
13 ولم يكن خبز في كل الارض، لان الجوع كان شديدا جدا. فخورت أرض مصر وأرض كنعان من أجل الجوع
14 فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر وفي أرض كنعان بالقمح الذي اشتروا، وجاء يوسف بالفضة إلى بيت فرعون
15 فلما فرغت الفضة من أرض مصر ومن أرض كنعان أتى جميع المصريين إلى يوسف قائلين: أعطنا خبزا، فلماذا نموت قدامك ؟ لان ليس فضة أيضا
16 فقال يوسف: هاتوا مواشيكم فأعطيكم بمواشيكم، إن لم يكن فضة أيضا
17 فجاءوا بمواشيهم إلى يوسف، فأعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر وبالحمير. فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم
18 ولما تمت تلك السنة أتوا إليه في السنة الثانية وقالوا له: لا نخفي عن سيدي أنه إذ قد فرغت الفضة، ومواشي البهائم عند سيدي، لم يبق قدام سيدي إلا أجسادنا وأرضنا
19 لماذا نموت أمام عينيك نحن وأرضنا جميعا ؟ اشترنا وأرضنا بالخبز، فنصير نحن وأرضنا عبيدا لفرعون، وأعط بذارا لنحيا ولا نموت ولا تصير أرضنا قفرا
20 فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون، إذ باع المصريون كل واحد حقله، لان الجوع اشتد عليهم . فصارت الارض لفرعون
لم يعد شيء بيد المصريين .. كل مصر أصبحت لفرعون ووكيله يوسف وأسرته. ليس هناك استغلال أبشع من هذا . وإذا كان يوسف قد فرض الأمر على الناس فكيف قبل الفرعون بهذا الوضع لشعبه ؟
23 فقال يوسف للشعب: إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون. هوذا لكم بذار فتزرعون الارض
أحال شعبا بأكمله إلى عبيد !
24 ويكون عند الغلة أنكم تعطون خمسا لفرعون، والاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل، وطعاما لكم ولمن في بيوتكم، وطعاما لاولادكم
25 فقالوا: أحييتنا. ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون
27 وسكن إسرائيل في أرض مصر، في أرض جاسان، وتملكوا فيها وأثمروا وكثروا جدا
بنواسرائيل يتملكون الأرض ويتكاثرون والمصريون يصبحون عبيدا ! يبدو أن يوسف طبق ( العدالة ) اليهووية على أكمل وجه ! الغريب أننا في سفر الخروج نجد أن الإسرائيليين كانوا عبيدا عند المصريين عكس ما يذكر هنا .
28 وعاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة. فكانت أيام يعقوب، سنو حياته مئة وسبعا وأربعين سنة
29 ولما قربت أيام إسرائيل أن يموت دعا ابنه يوسف وقال له: إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي واصنع معي معروفا وأمانة: لا تدفني في مصر !
30 بل أضطجع مع آبائي، فتحملني من مصر وتدفنني في مقبرتهم. فقال: أنا أفعل بحسب قولك
31 فقال: احلف لي. فحلف له. فسجد إسرائيل على رأس السرير
*****
* يعقوب يبارك منسى وأفرايم في الفصل 48
1 وحدث بعد هذه الأمور أنه قيل ليوسف: هوذا أبوك مريض. فأخذ معه ابنيه منسى وأفرايم
2 فأخبر يعقوب وقيل له : هوذا ابنك يوسف قادم إليك. فتشدد إسرائيل وجلس على السرير
3 وقال يعقوب ليوسف: الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز، في أرض كنعان، وباركني
4 وقال لي: ها أنا أجعلك مثمرا وأكثرك، وأجعلك جمهورا من الأمم، وأعطي نسلك هذه الأرض من بعدك ملكا أبديا
5 والآن ابناك المولودان لك في أرض مصر، قبلما أتيت إليك إلى مصر هما لي. أفرايم ومنسى كرأوبين وشمعون يكونان لي
هذا الكلام يشير إلى أن يوسف أصبح يعامل كمصري ، ويبدو أن يعقوب تقبل ذلك ، لكنه لم يتقبله لابني يوسف فطالب أن يكونا من بني اسرائيل ( يكونان لي )
6 وأما أولأدك الذين تلد بعدهما فيكونون لك. على اسم أخويهم يسمون في نصيبهم
سيعوض يوسف الأمر بإطلاق اسميهما على مولودين لا حقين !!
7 وأنا حين جئت من فدان ماتت عندي راحيل في أرض كنعان في الطريق، إذ بقيت مسافة من الأرض حتى آتي إلى أفراتة، فدفنتها هناك في طريق أفراتة، التي هي بيت لحم
8 ورأى إسرائيل ابني يوسف فقال: من هذان
9 فقال يوسف لأبيه: هما ابناي اللذان أعطاني الله ههنا. فقال: قدمهما إلي لأباركهما
10 وأما عينا إسرائيل فكانتا قد ثقلتا من الشيخوخة، لا يقدر أن يبصر، فقربهما إليه فقبلهما واحتضنهما
11 وقال إسرائيل ليوسف : لم أكن أظن أني أرى وجهك، وهوذا الله قد أراني نسلك أيضا
12 ثم أخرجهما يوسف من بين ركبتيه وسجد أمام وجهه إلى الأرض
13 وأخذ يوسف الاثنين أفرايم بيمينه عن يسار إسرائيل، ومنسى بيساره عن يمين إسرائيل وقربهما إليه
14 فمد إسرائيل يمينه ووضعها على رأس أفرايم وهو الصغير، ويساره على رأس منسى. وضع يديه بفطنة فإن منسى كان البكر
15 وبارك يوسف وقال: الله الذي سار أمامه أبواي إبراهيم وإسحاق، الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم
16 الملاك الذي خلصني من كل شر، يبارك الغلامين. وليدع عليهما اسمي واسم أبوي إبراهيم وإسحاق، وليكثرا كثيرا في الأرض
17 فلما رأى يوسف أن أباه وضع يده اليمنى على رأس أفرايم، ساء ذلك في عينيه، فأمسك بيد أبيه لينقلها عن رأس أفرايم إلى رأس منسى
18 وقال يوسف لأبيه: ليس هكذا يا أبي، لأن هذا هو البكر. ضع يمينك على رأسه
19 فأبى أبوه وقال: علمت يا ابني، علمت. هو أيضا يكون شعبا، وهو أيضا يصير كبيرا. ولكن أخاه الصغير يكون أكبر منه، ونسله يكون جمهورا من الأمم
بارك يعقوب الإثنين بشكل ما عكس ما حدث بمباركته وحده من قبل أبيه !
20 وباركهما في ذلك اليوم قائلا: بك يبارك إسرائيل قائلا: يجعلك الله كأفرايم وكمنسى . فقدم أفرايم على منسى
21 وقال إسرائيل ليوسف : ها أنا أموت، ولكن الله سيكون معكم ويردكم إلى أرض آبائكم
22 وأنا قد وهبت لك سهما واحدا فوق إخوتك، أخذته من يد الأموريين بسيفي وقوسي .
- هذا خبر جديد لم نقرأه من قبل !
*****
* نبوءات يعقوب لأبنائه في الفصل 49
1 ودعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الايام
2 اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا إلى إسرائيل أبيكم
3 رأوبين، أنت بكري، قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز
4 فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع أبيك. حينئذ دنسته. على فراشي صعد
رغم أن رأوبين ( ابن الرؤيا ) الإبن البكر قوة أبيه وقدرته، إلا أنه لم يستطع كبح جماح شهوته فدنس فراش أبيه بمضاجعة سريته بلهه أم أخويه دان ونفتالي ، لذلك فقد بكوريته ومباركته لينالها ابنا يوسف، أمّا البكورية الروحية فقد اغتصبها يهوذا ، حسب تفسير الكنيسة !
5 شمعون ولاوي أخوان، آلات ظلم سيوفهما
إشارة إلى المجزرة التي ارتكباها في شكيم انتقاما لاختهما دينة التي ضاجعها شكيم بن حمور.
6 في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي. لانهما في غضبهما قتلا إنسانا، وفي رضاهما عرقبا ثورا
المقصود الإنسان كنوع وليس شخصا بعينه .
7 ملعون غضبهما فإنه شديد، وسخطهما فإنه قاس. أقسمهما في يعقوب، وأفرقهما في إسرائيل
قد يقصد أن أبوته كيعقوب ونبوته كإسرائيل لم تنجح في الحد من سلوكهما وظلا يتنازعان في دخيلته !
8 يهوذا، إياك يحمد إخوتك، يدك على قفا أعدائك، يسجد لك بنو أبيك
9 يهوذا جرو أسد، من فريسة صعدت يا ابني، جثا وربض كأسد وكلبوة. من ينهضه
10 لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب
11 رابطا بالكرمة جحشه ، وبالجفنة ابن أتانه، غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه
12 مسود العينين من الخمر، ومبيض الاسنان من اللبن
فظيع يهوذا هذا !
13 زبولون، عند ساحل البحر يسكن، وهو عند ساحل السفن، وجانبه عند صيدون
14 يساكر، حمار جسيم رابض بين الحظائر
ههههههههه !
ضحكت سارة !
- تفسير الكنيسة يشير إلى الصبر وتحمل المشقة في العمل الزراعي يا ساره !
15 فرأى المحل أنه حسن ، والارض أنها نزهة، فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدا
16 دان، يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل
أي يصبح عدوا لشعبه!
17 يكون دان حية على الطريق، أفعوانا على السبيل، يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء
18 لخلاصك انتظرت يارب
19 جاد، يزحمه جيش، ولكنه يزحم مؤخره
يقصد أنه سيكون محاربا .
20 أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك
أي سيغرق بالخيرات ويكون ثريا .. والنبوءات هنا تشمل النسل والسبط كله وليس الشخص المعني فقط . تفاسير الكنيسة تتطرق لها وتربط كل حدث بالمسيح ! لأن المسيح هو الأب والابن والروح القدس ( أي يهوة والمسيح والقدرة الفاعلة في الوجود ) كأقنوم ثلاثي يشكل شخصية واحدة . وهو بلا شك ظلم لشخصية المسيح التي لا علاقة لها على الإطلاق بشخصية يهوة العنصرية والمزاجية والقاتلة.
21 نفتالي، أيلة مسيبة يعطي أقوالا حسنة
( الأيلة ) انثى الأيل . ويقصد أن نفتالي سيكون حرا كالأيلة ويمنح الخير ويقيم علاقات حسنة.
22 يوسف، غصن شجرة مثمرة، غصن شجرة مثمرة على عين. أغصان قد ارتفعت فوق حائط
يوسف رمز للخير والعطاء وسمو الروح.
23 فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام
24 ولكن ثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه. من يدي عزيز يعقوب، من هناك، من الراعي صخر إسرائيل
25 من إله أبيك الذي يعينك، ومن القادر على كل شيء الذي يباركك، تأتي بركات السماء من فوق، وبركات الغمر الرابض تحت. بركات الثديين والرحم
26 بركات أبيك فاقت على بركات أبوي. إلى منية الآكام الدهرية تكون على رأس يوسف، وعلى قمة نذير إخوته
27 بنيامين ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة، وعند المساء يقسم نهبا
بنيامين سيكون محاربا شهما !
28 جميع هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر. وهذا ما كلمهم به أبوهم وباركهم. كل واحد بحسب بركته باركهم
29 وأوصاهم وقال لهم: أنا أنضم إلى قومي. ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي
30 في المغارة التي في حقل المكفيلة، التي أمام ممرا في أرض كنعان، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر
31 هناك دفنوا إبراهيم وسارة امرأته. هناك دفنوا إسحاق ورفقة امرأته، وهناك دفنت ليئة
32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث
33 ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلى السرير، وأسلم الروح وانضم إلى قومه
يعقوب مات بقرار منه بعد أن فرغ من وصاياه وتنبؤاته ، وكأن يهوه تحت امرته وينتظر تنفيذ رغبته !
*****
* يوسف يبكي رحيل أبيه في الفصل 50
1 فوقع يوسف على وجه أبيه وبكى عليه وقبله
2 وأمر يوسف عبيده الاطباء أن يحنطوا أباه. فحنط الاطباء إسرائيل
3 وكمل له أربعون يوما ، لانه هكذا تكمل أيام المحنطين. وبكى عليه المصريون سبعين يوما
لو أن الفرعون نفسه مات لما بكى عليه المصريون سبعين يوما !!
4 وبعد ما مضت أيام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا: إن كنت قد وجدت نعمة في عيونكم، فتكلموا في مسامع فرعون قائلين
5 أبي استحلفني قائلا : ها أنا أموت. في قبري الذي حفرت لنفسي في أرض كنعان هناك تدفنني ، فالآن أصعد لادفن أبي وأرجع
6 فقال فرعون: اصعد وادفن أباك كما استحلفك
7 فصعد يوسف ليدفن أباه، وصعد معه جميع عبيد فرعون، شيوخ بيته وجميع شيوخ أرض مصر
يبدوأن المصريين جميعا شيعوا يعقوب ، ألم يحولهم يوسف إلى عبيد في الأرض ؟ والإشارة إلى هذه الجموع البشرية لا يمكن أن تشيع ميتا إلى مئات الأميال . والمؤلف يستخدم مفردة الصعود كما سبق ـ مما يشير إلى مكان قريب.
8 وكل بيت يوسف وإخوته وبيت أبيه، غير أنهم تركوا أولادهم وغنمهم وبقرهم في أرض جاسان
9 وصعد معه مركبات وفرسان، فكان الجيش كثيرا جدا
كم المشيعين الهائل هذا لا يشير إلى مسافة بعيدة تقتضي أياما ، كما هي الحال مع الصعود والنزول !
10 فأتوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا، وصنع لابيه مناحة سبعة أيام
هذه أول إشارة لزمن خلال الصعود غير أنها لا تعني بعد المكان المقصود أو قربه إلا بربطها بنهر الأردن، وفي هذه الحال سيتصور من يعرف خارطة الطبيعة بين مصر ونهر الأردن أن المسير بالجثمان يتطلب أياما وقطع صحارى وهضاب وجبال ولا يمكن التعبير عنه بمفردة صعود . ويبدو أن التدخل في النص كان عشوائيا ليتلاءم مع بلاد كنعان أو فلسطين كما يفترض.
11 فلما رأى أهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر أطاد قالوا: هذه مناحة ثقيلة للمصريين . لذلك دعي اسمه آبل مصرايم. الذي في عبر الأردن
12 وفعل له بنوه هكذا كما أوصاهم
13 حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي أمام ممرا
14 ثم رجع يوسف إلى مصر هو وإخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن أبيه بعد ما دفن أباه
15 ولما رأى إخوة يوسف أن أباهم قد مات، قالوا: لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به
ليس هناك أي مبرر لسوء النية هذا .
16 فأوصوا إلى يوسف قائلين: أبوك أوصى قبل موته قائلا
17 هكذا تقولون ليوسف: آه اصفح عن ذنب إخوتك وخطيتهم، فإنهم صنعوا بك شرا. فالآن اصفح عن ذنب عبيد إله أبيك. فبكى يوسف حين كلموه
18 وأتى إخوته أيضا ووقعوا أمامه وقالوا: ها نحن عبيدك
19 فقال لهم يوسف: لا تخافوا. لانه هل أنا مكان الله
20 أنتم قصدتم لي شرا، أما الله فقصد به خيرا، لكي يفعل كما اليوم، ليحيي شعبا كثيرا
21 فالآن لاتخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيب قلوبهم
22 وسكن يوسف في مصر هو وبيت أبيه، وعاش يوسف مئة وعشر سنين
23 ورأى يوسف لافرايم أولاد الجيل الثالث. وأولاد ماكير بن منسى أيضا ولدوا على ركبتي يوسف
24 وقال يوسف لإخوته: أنا أموت، ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض إلى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحاق ويعقوب
25 واستحلف يوسف بني إسرائيل قائلا: الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا
يقصد أن ينقل رفاته فيما بعد إلى أرض كنعان .
26 ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين، فحنطوه ووضع في تابوت في مصر
******
وهكذا انتهت قصة يوسف يا يعقوب لينتهي بها سفر التكوين وليبدأ سفر الخروج ، أي الخروج من مصر بعد أربعمائة عام . لا شك أن قصة يوسف رغم كل تناقضاتها وسلبياتها ، من أجمل القصص العاطفية التوراتية . وقد أثرت في الآداب البشرية وما تزال تؤثر حتى اليوم في الشعر والقصة وغيرهما . وكان لصياغتها في القرآن بلغة بليغة أثر كبير في ذلك مع بعض الإضافات غيرالموجودة في الأصل . كقصة النساء والسكاكين وقميص يوسف الذي أرسل إلى أبيه وغير ذلك . كما أن النص القرآني لم يتطرق إلى تفاصيل أخرى لم تكن ضرورية .
وسفر الخروج يشير إلى أن تعداد بني اسرائيل الذين خرجوا من مصربقيادة موسى هو ستمائة ألف ، وإذا ما عرفنا أن الذين جاءوا مع يعقوب لم يتجاوزوا سبعين فردا حسب التوراة ، فإنه يستحيل أن يتكاثروا ليبلغوا هذا الرقم خلال 400 سنة . وربما لم يكن تعداد سكان مصر كلها قد تجاوزهذا الرقم بكثير في ذلك الزمن !
****
* يوسف يحول المصريين إلى عبيد !
" في الفصل الخامس والأربعين من سفر التكوين يا يعقوب، يعرف يوسف أخوته بنفسه ويشرع في البكاء على عنق بنيامين ، ويعلن لهم أن بيعه لمصر كان قدرا إلهيا لاستبقاء الحياة ! وطلب إليهم أن ( يصعدوا ) إلى أبيه ويخبروه أنه أصبح سيدا على الأرض المصرية كلها ، ويطلب إليه أن ( ينزل ) إلى مصر ليسكن قريبا منه ، وحين سمع فرعون مصر بما جرى أغدق على الأخوة بكرمه ، وطلب إليهم أن يأتوا بأبيهم وأولادهم وبيوتهم على العجلات المصرية، ليمنحهم خيرات مصر وليأكلوا من دسم أرضها"
- يبدو أن الكرم المصري فاق الكرم الفلسطيني بكثير !
- هذا مايريده المؤلف يا سارة !
- ثم إن يوسف جاء بالخير إلى مصر!
- أجل يا يعقوب ، وهذا ما يريده المؤلف أيضا !
1 فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ: أخرجوا كل إنسان عني. فلم يقف أحد عنده حين عرف يوسف إخوته بنفسه
2 فأطلق صوته بالبكاء ، فسمع المصريون وسمع بيت فرعون
3 وقال يوسف لإخوته: أنا يوسف. أحي أبي بعد ؟ فلم يستطع إخوته أن يجيبوه، لأنهم ارتاعوا منه
الإرتياع هنا مفتعل من المؤلف . فقد عرفوا أن يوسف عاطفي ورحيم .
4 فقال يوسف لإخوته: تقدموا إلي. فتقدموا. فقال: أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر
اخوته ألقوه في البئر ولم يبيعوه . أين ذهب المديانيون والإسماعيليون . المؤلف ينسى دائما .
5 والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم
وطالما أن البيع أثمر عن خير فلا مانع أن يحال إلى الأخوة وليس إلى الإسماعيليين الذين باعوه للمصريين !
9 أسرعوا واصعدوا إلى أبي وقولوا له: هكذا يقول ابنك يوسف: قد جعلني الله سيدا لكل مصر . انزل إلي. لا تقف
( اسرعوا واصعدوا ) التعبير يشير إلى مسافة قريبة ،فلا تتمهل يا يعقوب( انزل ) فخيرات مصر في انتظارك !
10 فتسكن في أرض جاسان وتكون قريبا مني، أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك
يفترض أن سبع سنين من الجدب كانت كافية لأن تقضي على الغنم والأبقار ! وأرض جاسان حسب قاموس الكتاب المقدس ، هي : منطقة خصيبة في مصر كثيرة المرعى للقطعان والمواشي ، واقعة شرق الدلتا. وهي المعروفة الآن بـ"الشرقية" الممتدة من جوار أبي زعبل إلى البحر ومن برية جعفر إلى وادي توميلات وقد أعطاها يوسف لأبيه وإخوته فسكنوا فيها هم وذريتهم من بعدهم نحو مائتي سنة. وكانت تعد من "أفضل الأرض" (تك 46: 34 و47: 6) وهي تكون جزءًا من أرض رعمسيس ، وهناك استقبل يوسف أباه وإخوته لما حضروا من ارض كنعان " (تك 46: 27 و29) وفي وقت اضطهادهم كان الشعب مقيمًا هناك (خروج 8: 22)
ها هو يوسف يتصرف حتى بالأرض كما يشاء ويمنح أسرته جزءا منها ، وكأن سيادة الفرعون عليها لا تتعدى كرسي الحكم ! . ومن الجدير بالذكر أن جاسان هذه لم تذكر في المدونات المصرية ، كما لم يذكر أي وجود لبني اسرائيل في مصر كلها .. ويفترض أن أسرة يعقوب هاجرت إلى مصر قبل القرن الثالث عشر ق. م. الذي وجد فيه رمسيس الثاني ! فبالعودة إلى الباحثين المصريين نجد أن بعضهم يحددون الزمن الإفتراضي لقدوم ابراهيم إلى مصر بحوالي 2500 سنة ق.م. ويعقوب ينتمي إلى الجيل الثالث بعد ابراهيم ،وبذلك يكون هناك فارق زمني بأكثر من 1200 عام !!
11 وأعولك هناك، لأنه يكون أيضا خمس سنين جوعا. لئلا تفتقر أنت وبيتك وكل ما لك
محاولة تنبؤية أخرى لإقناع الأب بالقدوم !
12 وهوذا عيونكم ترى، وعينا أخي بنيامين، أن فمي هو الذي يكلمكم
يقصد اشهدوا على كلامي !
13 وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر وبكل مارأيتم، وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا
لاحظوا تكرار مفردات النزول والصعود ..
14 ثم وقع على عنق بنيامين أخيه وبكى، وبكى بنيامين على عنقه
15 وقبل جميع إخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم إخوته معه
16 وسمع الخبر في بيت فرعون، وقيل: جاء إخوة يوسف. فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده
17 فقال فرعون ليوسف: قل لإخوتك: افعلوا هذا: حملوا دوابكم وانطلقوا، اذهبوا إلى أرض كنعان
18 وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلي، فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض
19 فأنت قد أمرت، افعلوا هذا: خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم، واحملوا أباكم وتعالوا
ثمة إشارة هنا إلى أن المصريين كانوا يملكون عجلات اخترعوها من قبل . .
20 ولا تحزن عيونكم على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم
كرم فرعوني فوق العادة !
21 ففعل بنو إسرائيل هكذا. وأعطاهم يوسف عجلات بحسب أمر فرعون، وأعطاهم زادا للطريق
22 وأعطى كل واحد منهم حلل ثياب، وأما بنيامين فأعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب
ولماذا كل هذه الفضة والثياب لبنيامين طالما أنه سيعود في أسرع وقت !
23 وأرسل لأبيه هكذا: عشرة حمير حاملة من خيرات مصر، وعشر أتن حاملة حنطة، وخبزا وطعاما لأبيه لأجل الطريق
أصبحت الطريق طويلة وتحتاج إلى مؤونة، وليس كما في السابق مجرد انحدار ونزلة !
24 ثم صرف إخوته فانطلقوا، وقال لهم: لا تتغاضبوا في الطريق
25 فصعدوا من مصر وجاءوا إلى أرض كنعان، إلى يعقوب أبيهم
( فصعدوا )!
26 وأخبروه قائلين: يوسف حي بعد، وهو متسلط على كل أَرض مصر. فجمد قلبه لأَنه لم يصدقهم
(متسلط) أي أن السلطة بيده ! راحت على فرعون البائس.
27 ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به، وأبصر العجلات التي أرسلها يوسف لتحمله. فعاشت روح يعقوب أَبيهم
28 فقال إسرائيل: كفى يوسف ابني حي بعد. أذهب وأراه قبل أن أموت
*****
* بنواسرائيل يرحلون إلى مصر.
1 فارتحل إسرائيل وكل ما كان له وأتى إلى بئر سبع، وذبح ذبائح لاله أبيه إسحاق
2 فكلم الله إسرائيل في رؤى الليل وقال: يعقوب، يعقوب. فقال:هأنذا
يهوه يخاطب يعقوب باسميه : اسرائيل ويعقوب ،وكأنه غير مقتنع بعد بالإسم الذي منحه إياه :
3 فقال: أنا الله، إله أبيك. لا تخف من النزول إلى مصر، لاني أجعلك أمة عظيمة هناك
4 أنا أنزل معك إلى مصر، وأنا أصعدك أيضا. ويضع يوسف يده على عينيك
حتى يهوه يستخدم مفردتي النزول والصعود ، حسب ما يريد المؤلف طبعا !
5 فقام يعقوب من بئر سبع، وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم وأولادهم ونساءهم في العجلات التي أرسل فرعون لحمله
6 وأخذوا مواشيهم ومقتناهم الذي اقتنوا في أرض كنعان، وجاءوا إلى مصر. يعقوب وكل نسله معه
7 بنوه وبنو بنيه معه ، وبناته وبنات بنيه وكل نسله، جاء بهم معه إلى مصر
26 جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر، الخارجة من صلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس ست وستون نفسا
27 وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون
28 فأرسل يهوذا أمامه إلى يوسف ليري الطريق أمامه إلى جاسان، ثم جاءوا إلى أرض جاسان
29 فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال إسرائيل أبيه إلى جاسان. ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا
زماناً ؟!
30 فقال إسرائيل ليوسف : أموت الان بعد ما رأيت وجهك أنك حي بعد !
****
* بنواسرائيل يتملكون الأرض المصرية !
في الفصل السابع والأربعين يبارك يعقوب فرعون الإله !!
1 فأتى يوسف وأخبر فرعون وقال: أبي وإخوتي وغنمهم وبقرهم وكل ما لهم جاءوا من أرض كنعان، وهوذا هم في أرض جاسان
2 وأخذ من جملة إخوته خمسة رجال وأوقفهم أمام فرعون
3 فقال فرعون لاخوته: ما صناعتكم ؟ فقالوا لفرعون: عبيدك رعاة غنم نحن وآباؤنا جميعا
4 وقالوا لفرعون: جئنا لنتغرب في الارض، إذ ليس لغنم عبيدك مرعى، لان الجوع شديد في أرض كنعان. فالان ليسكن عبيدك في أرض جاسان
5 فكلم فرعون يوسف قائلا: أبوك وإخوتك جاءوا إليك
6 أرض مصر قدامك. في أفضل الارض أسكن أباك وإخوتك، ليسكنوا في أرض جاسان. وإن علمت أنه يوجد بينهم ذوو قدرة، فاجعلهم رؤساء مواش على التي لي
7 ثم أدخل يوسف يعقوب أباه وأوقفه أمام فرعون. وبارك يعقوب فرعون
يعقوب الإنسان يبارك فرعون الذي يفترض أنه إله أو ممثل للإله !
8 فقال فرعون ليعقوب: كم هي أيام سني حياتك
9 فقال يعقوب لفرعون: أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة. قليلة و ردية كانت أيام سني حياتي، ولم تبلغ إلى أيام سني حياة آبائي في أيام غربتهم
10 وبارك يعقوب فرعون وخرج من لدن فرعون
11 فأسكن يوسف أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر، في أفضل الارض، في أرض رعمسيس كما أمر فرعون
ربما هذا الذكر الوحيد لفرعون مصري بالإسم . الحديث في العادة يكون عن فرعون دون أن نعرف من هو .
12 وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام على حسب الاولاد
13 ولم يكن خبز في كل الارض، لان الجوع كان شديدا جدا. فخورت أرض مصر وأرض كنعان من أجل الجوع
14 فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر وفي أرض كنعان بالقمح الذي اشتروا، وجاء يوسف بالفضة إلى بيت فرعون
15 فلما فرغت الفضة من أرض مصر ومن أرض كنعان أتى جميع المصريين إلى يوسف قائلين: أعطنا خبزا، فلماذا نموت قدامك ؟ لان ليس فضة أيضا
16 فقال يوسف: هاتوا مواشيكم فأعطيكم بمواشيكم، إن لم يكن فضة أيضا
17 فجاءوا بمواشيهم إلى يوسف، فأعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر وبالحمير. فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم
18 ولما تمت تلك السنة أتوا إليه في السنة الثانية وقالوا له: لا نخفي عن سيدي أنه إذ قد فرغت الفضة، ومواشي البهائم عند سيدي، لم يبق قدام سيدي إلا أجسادنا وأرضنا
19 لماذا نموت أمام عينيك نحن وأرضنا جميعا ؟ اشترنا وأرضنا بالخبز، فنصير نحن وأرضنا عبيدا لفرعون، وأعط بذارا لنحيا ولا نموت ولا تصير أرضنا قفرا
20 فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون، إذ باع المصريون كل واحد حقله، لان الجوع اشتد عليهم . فصارت الارض لفرعون
لم يعد شيء بيد المصريين .. كل مصر أصبحت لفرعون ووكيله يوسف وأسرته. ليس هناك استغلال أبشع من هذا . وإذا كان يوسف قد فرض الأمر على الناس فكيف قبل الفرعون بهذا الوضع لشعبه ؟
23 فقال يوسف للشعب: إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون. هوذا لكم بذار فتزرعون الارض
أحال شعبا بأكمله إلى عبيد !
24 ويكون عند الغلة أنكم تعطون خمسا لفرعون، والاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل، وطعاما لكم ولمن في بيوتكم، وطعاما لاولادكم
25 فقالوا: أحييتنا. ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون
27 وسكن إسرائيل في أرض مصر، في أرض جاسان، وتملكوا فيها وأثمروا وكثروا جدا
بنواسرائيل يتملكون الأرض ويتكاثرون والمصريون يصبحون عبيدا ! يبدو أن يوسف طبق ( العدالة ) اليهووية على أكمل وجه ! الغريب أننا في سفر الخروج نجد أن الإسرائيليين كانوا عبيدا عند المصريين عكس ما يذكر هنا .
28 وعاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة. فكانت أيام يعقوب، سنو حياته مئة وسبعا وأربعين سنة
29 ولما قربت أيام إسرائيل أن يموت دعا ابنه يوسف وقال له: إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي واصنع معي معروفا وأمانة: لا تدفني في مصر !
30 بل أضطجع مع آبائي، فتحملني من مصر وتدفنني في مقبرتهم. فقال: أنا أفعل بحسب قولك
31 فقال: احلف لي. فحلف له. فسجد إسرائيل على رأس السرير
*****
* يعقوب يبارك منسى وأفرايم في الفصل 48
1 وحدث بعد هذه الأمور أنه قيل ليوسف: هوذا أبوك مريض. فأخذ معه ابنيه منسى وأفرايم
2 فأخبر يعقوب وقيل له : هوذا ابنك يوسف قادم إليك. فتشدد إسرائيل وجلس على السرير
3 وقال يعقوب ليوسف: الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز، في أرض كنعان، وباركني
4 وقال لي: ها أنا أجعلك مثمرا وأكثرك، وأجعلك جمهورا من الأمم، وأعطي نسلك هذه الأرض من بعدك ملكا أبديا
5 والآن ابناك المولودان لك في أرض مصر، قبلما أتيت إليك إلى مصر هما لي. أفرايم ومنسى كرأوبين وشمعون يكونان لي
هذا الكلام يشير إلى أن يوسف أصبح يعامل كمصري ، ويبدو أن يعقوب تقبل ذلك ، لكنه لم يتقبله لابني يوسف فطالب أن يكونا من بني اسرائيل ( يكونان لي )
6 وأما أولأدك الذين تلد بعدهما فيكونون لك. على اسم أخويهم يسمون في نصيبهم
سيعوض يوسف الأمر بإطلاق اسميهما على مولودين لا حقين !!
7 وأنا حين جئت من فدان ماتت عندي راحيل في أرض كنعان في الطريق، إذ بقيت مسافة من الأرض حتى آتي إلى أفراتة، فدفنتها هناك في طريق أفراتة، التي هي بيت لحم
8 ورأى إسرائيل ابني يوسف فقال: من هذان
9 فقال يوسف لأبيه: هما ابناي اللذان أعطاني الله ههنا. فقال: قدمهما إلي لأباركهما
10 وأما عينا إسرائيل فكانتا قد ثقلتا من الشيخوخة، لا يقدر أن يبصر، فقربهما إليه فقبلهما واحتضنهما
11 وقال إسرائيل ليوسف : لم أكن أظن أني أرى وجهك، وهوذا الله قد أراني نسلك أيضا
12 ثم أخرجهما يوسف من بين ركبتيه وسجد أمام وجهه إلى الأرض
13 وأخذ يوسف الاثنين أفرايم بيمينه عن يسار إسرائيل، ومنسى بيساره عن يمين إسرائيل وقربهما إليه
14 فمد إسرائيل يمينه ووضعها على رأس أفرايم وهو الصغير، ويساره على رأس منسى. وضع يديه بفطنة فإن منسى كان البكر
15 وبارك يوسف وقال: الله الذي سار أمامه أبواي إبراهيم وإسحاق، الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم
16 الملاك الذي خلصني من كل شر، يبارك الغلامين. وليدع عليهما اسمي واسم أبوي إبراهيم وإسحاق، وليكثرا كثيرا في الأرض
17 فلما رأى يوسف أن أباه وضع يده اليمنى على رأس أفرايم، ساء ذلك في عينيه، فأمسك بيد أبيه لينقلها عن رأس أفرايم إلى رأس منسى
18 وقال يوسف لأبيه: ليس هكذا يا أبي، لأن هذا هو البكر. ضع يمينك على رأسه
19 فأبى أبوه وقال: علمت يا ابني، علمت. هو أيضا يكون شعبا، وهو أيضا يصير كبيرا. ولكن أخاه الصغير يكون أكبر منه، ونسله يكون جمهورا من الأمم
بارك يعقوب الإثنين بشكل ما عكس ما حدث بمباركته وحده من قبل أبيه !
20 وباركهما في ذلك اليوم قائلا: بك يبارك إسرائيل قائلا: يجعلك الله كأفرايم وكمنسى . فقدم أفرايم على منسى
21 وقال إسرائيل ليوسف : ها أنا أموت، ولكن الله سيكون معكم ويردكم إلى أرض آبائكم
22 وأنا قد وهبت لك سهما واحدا فوق إخوتك، أخذته من يد الأموريين بسيفي وقوسي .
- هذا خبر جديد لم نقرأه من قبل !
*****
* نبوءات يعقوب لأبنائه في الفصل 49
1 ودعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الايام
2 اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا إلى إسرائيل أبيكم
3 رأوبين، أنت بكري، قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز
4 فائرا كالماء لا تتفضل، لانك صعدت على مضجع أبيك. حينئذ دنسته. على فراشي صعد
رغم أن رأوبين ( ابن الرؤيا ) الإبن البكر قوة أبيه وقدرته، إلا أنه لم يستطع كبح جماح شهوته فدنس فراش أبيه بمضاجعة سريته بلهه أم أخويه دان ونفتالي ، لذلك فقد بكوريته ومباركته لينالها ابنا يوسف، أمّا البكورية الروحية فقد اغتصبها يهوذا ، حسب تفسير الكنيسة !
5 شمعون ولاوي أخوان، آلات ظلم سيوفهما
إشارة إلى المجزرة التي ارتكباها في شكيم انتقاما لاختهما دينة التي ضاجعها شكيم بن حمور.
6 في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي. لانهما في غضبهما قتلا إنسانا، وفي رضاهما عرقبا ثورا
المقصود الإنسان كنوع وليس شخصا بعينه .
7 ملعون غضبهما فإنه شديد، وسخطهما فإنه قاس. أقسمهما في يعقوب، وأفرقهما في إسرائيل
قد يقصد أن أبوته كيعقوب ونبوته كإسرائيل لم تنجح في الحد من سلوكهما وظلا يتنازعان في دخيلته !
8 يهوذا، إياك يحمد إخوتك، يدك على قفا أعدائك، يسجد لك بنو أبيك
9 يهوذا جرو أسد، من فريسة صعدت يا ابني، جثا وربض كأسد وكلبوة. من ينهضه
10 لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب
11 رابطا بالكرمة جحشه ، وبالجفنة ابن أتانه، غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه
12 مسود العينين من الخمر، ومبيض الاسنان من اللبن
فظيع يهوذا هذا !
13 زبولون، عند ساحل البحر يسكن، وهو عند ساحل السفن، وجانبه عند صيدون
14 يساكر، حمار جسيم رابض بين الحظائر
ههههههههه !
ضحكت سارة !
- تفسير الكنيسة يشير إلى الصبر وتحمل المشقة في العمل الزراعي يا ساره !
15 فرأى المحل أنه حسن ، والارض أنها نزهة، فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدا
16 دان، يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل
أي يصبح عدوا لشعبه!
17 يكون دان حية على الطريق، أفعوانا على السبيل، يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء
18 لخلاصك انتظرت يارب
19 جاد، يزحمه جيش، ولكنه يزحم مؤخره
يقصد أنه سيكون محاربا .
20 أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك
أي سيغرق بالخيرات ويكون ثريا .. والنبوءات هنا تشمل النسل والسبط كله وليس الشخص المعني فقط . تفاسير الكنيسة تتطرق لها وتربط كل حدث بالمسيح ! لأن المسيح هو الأب والابن والروح القدس ( أي يهوة والمسيح والقدرة الفاعلة في الوجود ) كأقنوم ثلاثي يشكل شخصية واحدة . وهو بلا شك ظلم لشخصية المسيح التي لا علاقة لها على الإطلاق بشخصية يهوة العنصرية والمزاجية والقاتلة.
21 نفتالي، أيلة مسيبة يعطي أقوالا حسنة
( الأيلة ) انثى الأيل . ويقصد أن نفتالي سيكون حرا كالأيلة ويمنح الخير ويقيم علاقات حسنة.
22 يوسف، غصن شجرة مثمرة، غصن شجرة مثمرة على عين. أغصان قد ارتفعت فوق حائط
يوسف رمز للخير والعطاء وسمو الروح.
23 فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام
24 ولكن ثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه. من يدي عزيز يعقوب، من هناك، من الراعي صخر إسرائيل
25 من إله أبيك الذي يعينك، ومن القادر على كل شيء الذي يباركك، تأتي بركات السماء من فوق، وبركات الغمر الرابض تحت. بركات الثديين والرحم
26 بركات أبيك فاقت على بركات أبوي. إلى منية الآكام الدهرية تكون على رأس يوسف، وعلى قمة نذير إخوته
27 بنيامين ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة، وعند المساء يقسم نهبا
بنيامين سيكون محاربا شهما !
28 جميع هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر. وهذا ما كلمهم به أبوهم وباركهم. كل واحد بحسب بركته باركهم
29 وأوصاهم وقال لهم: أنا أنضم إلى قومي. ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي
30 في المغارة التي في حقل المكفيلة، التي أمام ممرا في أرض كنعان، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر
31 هناك دفنوا إبراهيم وسارة امرأته. هناك دفنوا إسحاق ورفقة امرأته، وهناك دفنت ليئة
32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث
33 ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلى السرير، وأسلم الروح وانضم إلى قومه
يعقوب مات بقرار منه بعد أن فرغ من وصاياه وتنبؤاته ، وكأن يهوه تحت امرته وينتظر تنفيذ رغبته !
*****
* يوسف يبكي رحيل أبيه في الفصل 50
1 فوقع يوسف على وجه أبيه وبكى عليه وقبله
2 وأمر يوسف عبيده الاطباء أن يحنطوا أباه. فحنط الاطباء إسرائيل
3 وكمل له أربعون يوما ، لانه هكذا تكمل أيام المحنطين. وبكى عليه المصريون سبعين يوما
لو أن الفرعون نفسه مات لما بكى عليه المصريون سبعين يوما !!
4 وبعد ما مضت أيام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا: إن كنت قد وجدت نعمة في عيونكم، فتكلموا في مسامع فرعون قائلين
5 أبي استحلفني قائلا : ها أنا أموت. في قبري الذي حفرت لنفسي في أرض كنعان هناك تدفنني ، فالآن أصعد لادفن أبي وأرجع
6 فقال فرعون: اصعد وادفن أباك كما استحلفك
7 فصعد يوسف ليدفن أباه، وصعد معه جميع عبيد فرعون، شيوخ بيته وجميع شيوخ أرض مصر
يبدوأن المصريين جميعا شيعوا يعقوب ، ألم يحولهم يوسف إلى عبيد في الأرض ؟ والإشارة إلى هذه الجموع البشرية لا يمكن أن تشيع ميتا إلى مئات الأميال . والمؤلف يستخدم مفردة الصعود كما سبق ـ مما يشير إلى مكان قريب.
8 وكل بيت يوسف وإخوته وبيت أبيه، غير أنهم تركوا أولادهم وغنمهم وبقرهم في أرض جاسان
9 وصعد معه مركبات وفرسان، فكان الجيش كثيرا جدا
كم المشيعين الهائل هذا لا يشير إلى مسافة بعيدة تقتضي أياما ، كما هي الحال مع الصعود والنزول !
10 فأتوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا، وصنع لابيه مناحة سبعة أيام
هذه أول إشارة لزمن خلال الصعود غير أنها لا تعني بعد المكان المقصود أو قربه إلا بربطها بنهر الأردن، وفي هذه الحال سيتصور من يعرف خارطة الطبيعة بين مصر ونهر الأردن أن المسير بالجثمان يتطلب أياما وقطع صحارى وهضاب وجبال ولا يمكن التعبير عنه بمفردة صعود . ويبدو أن التدخل في النص كان عشوائيا ليتلاءم مع بلاد كنعان أو فلسطين كما يفترض.
11 فلما رأى أهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر أطاد قالوا: هذه مناحة ثقيلة للمصريين . لذلك دعي اسمه آبل مصرايم. الذي في عبر الأردن
12 وفعل له بنوه هكذا كما أوصاهم
13 حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي أمام ممرا
14 ثم رجع يوسف إلى مصر هو وإخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن أبيه بعد ما دفن أباه
15 ولما رأى إخوة يوسف أن أباهم قد مات، قالوا: لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به
ليس هناك أي مبرر لسوء النية هذا .
16 فأوصوا إلى يوسف قائلين: أبوك أوصى قبل موته قائلا
17 هكذا تقولون ليوسف: آه اصفح عن ذنب إخوتك وخطيتهم، فإنهم صنعوا بك شرا. فالآن اصفح عن ذنب عبيد إله أبيك. فبكى يوسف حين كلموه
18 وأتى إخوته أيضا ووقعوا أمامه وقالوا: ها نحن عبيدك
19 فقال لهم يوسف: لا تخافوا. لانه هل أنا مكان الله
20 أنتم قصدتم لي شرا، أما الله فقصد به خيرا، لكي يفعل كما اليوم، ليحيي شعبا كثيرا
21 فالآن لاتخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيب قلوبهم
22 وسكن يوسف في مصر هو وبيت أبيه، وعاش يوسف مئة وعشر سنين
23 ورأى يوسف لافرايم أولاد الجيل الثالث. وأولاد ماكير بن منسى أيضا ولدوا على ركبتي يوسف
24 وقال يوسف لإخوته: أنا أموت، ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض إلى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحاق ويعقوب
25 واستحلف يوسف بني إسرائيل قائلا: الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا
يقصد أن ينقل رفاته فيما بعد إلى أرض كنعان .
26 ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين، فحنطوه ووضع في تابوت في مصر
******
وهكذا انتهت قصة يوسف يا يعقوب لينتهي بها سفر التكوين وليبدأ سفر الخروج ، أي الخروج من مصر بعد أربعمائة عام . لا شك أن قصة يوسف رغم كل تناقضاتها وسلبياتها ، من أجمل القصص العاطفية التوراتية . وقد أثرت في الآداب البشرية وما تزال تؤثر حتى اليوم في الشعر والقصة وغيرهما . وكان لصياغتها في القرآن بلغة بليغة أثر كبير في ذلك مع بعض الإضافات غيرالموجودة في الأصل . كقصة النساء والسكاكين وقميص يوسف الذي أرسل إلى أبيه وغير ذلك . كما أن النص القرآني لم يتطرق إلى تفاصيل أخرى لم تكن ضرورية .
وسفر الخروج يشير إلى أن تعداد بني اسرائيل الذين خرجوا من مصربقيادة موسى هو ستمائة ألف ، وإذا ما عرفنا أن الذين جاءوا مع يعقوب لم يتجاوزوا سبعين فردا حسب التوراة ، فإنه يستحيل أن يتكاثروا ليبلغوا هذا الرقم خلال 400 سنة . وربما لم يكن تعداد سكان مصر كلها قد تجاوزهذا الرقم بكثير في ذلك الزمن !
****