كانت أخيلة الرغبة تجري ممتطية جياد جوع أزلي فوق سكون يشبه الموت، تنهش ممراته الضيقة وتعدو خلف مبتغاها غير عابئة بآلاف القيم التي داستها حوافر جياده الجائعة الهائجة، غير معنية بعلامات الاستفهام المعكوفة ببلاهة البحث عن إجابة ضائعة. كان العدوْ الذي تمارسه تلك الأخيلة لا يتناسب مع وجهه العادي العابس دائماً، وهو لا يعرف كيفية التعامل مع فيضان المشاعر الذي يزبد ويعربد في جسده الضئيل الذي لم يعد قادراً على الصبر .
جلس يمارس لقمة عيشه بهدوء، لم يشعر أحد منا بهجمات الأفكار، مجازر الصور التي كانت تعتريه، بتلك الروائح التي كان هو فقط من يشتمها وتحرقه كقربان .
كنا أربعة نعمل في ورشة النجارة، كان أكثرنا عملا وأقلنا كلاما وأشهرنا عبوسا، ففي زوايا الدقائق التي ننتزعها لشرب الشاي والتي كنّا نفرشها كلاما عن نساء نعرفهن ولا نعرفهن، نبحث عن بطولات توازي خيباتنا، ونضحك على كذبات تماثل أحلامنا .
ندور حول خاصرات النساء إما بأجسادنا أو بخيالنا، نتباهى بأننا نملك علاقات نسائية لا يعرف هو عنها شيئاً، فكيف له أن يعرف حميم الرغبة عندما تعربد كحبلى في شهرها التاسع تحاول أن تلد، فنبحث لها عن مساعدة نسائية تليق بحجم الولع .
نضحك، فأموالنا القليلة تجعل فكرة الزواج بعيدة، لهذا نتاجر خلسة بأجسادنا القوية، شباب نملأ الفضاء بقاماتنا الممشوقة وتُسر النساء بالنوم فوق عضلاتنا المشدودة فنكون للراغبات نعم الجليس ويكنَ لنا كبسولة مهدئة تلائم وجعنا وجوعنا، هكذا عشنا، أنا وسعيد ومفتاح، أما هو فلا يمتلك جسدا مثلنا، فهو قصير نحيف فقير، من سترغب به، كنا نضحك عليه ونقول يكفيك أن تشاهد ما يمكن أن نفعل .
الجميع يتحدث، وهو صامت يتتبع نزيف الرغبة في داخله. كان فاضل لا يعرف النساء ولكنه يعرف راقية، زوجة عمّ علي صاحب الورشة، تلك المرأة الأربعينية التي تشبه الزبدة حينما يمر جسده النحيل عليها، قطعة هلامية تتشكل حسب أمزجة الخطيئة، فهي أحياناً طويلة كالحلم، أحايين أخرى عريضة كالبحر، ذات مرة تحولت إلى طفلة، إنها امرأة تتبدل وتعربد في جسده، تزرع تذكاراتها عليه... بعدها تحتضنه وتبكي كتائبة أدركت الجرم .
اعتاد عند انتهاء عمله أن يتسلل إليها، تغسله من تعب العمل وتطعمه من جوع النهار، بعدها تستبيح الليل كله تأكله بملعقتها .
كان لا يعرف معها من هو القائد ومن التابع، فهي العاشقة والغاصبة والسيدة، هي من حولته من فاضل إلى عابث عاشق وفحلاً لا يشبع من مخدعها .
كان هناك حريقان في دمه، أحدهما بسبب الرجل الذي يناديه عمّ علي، الرجل الذي أطعمه وعلمه كيف يعيش بشرف، وآخر نار الشهوة التي تتقد كلما لاحت راقية أمامه. عمّ علي الذي ينام في المسجد منذ تزوج راقية وهي ابنة العشرين عاماً، عاد ذات مساء ليطمئن عليها، فرأى فاضل مخبوءاً في سرّتها، يحرث أرضه ويمطرها عرقاً.. لقد انكشف السر، خاف فاضل وصمتت راقية، بينما أغلق عمّ علي الباب خلفه وعاد إلى المسجد .
عن الاتحاد الاماراتية
صحفية وقاصة يمنية
جلس يمارس لقمة عيشه بهدوء، لم يشعر أحد منا بهجمات الأفكار، مجازر الصور التي كانت تعتريه، بتلك الروائح التي كان هو فقط من يشتمها وتحرقه كقربان .
كنا أربعة نعمل في ورشة النجارة، كان أكثرنا عملا وأقلنا كلاما وأشهرنا عبوسا، ففي زوايا الدقائق التي ننتزعها لشرب الشاي والتي كنّا نفرشها كلاما عن نساء نعرفهن ولا نعرفهن، نبحث عن بطولات توازي خيباتنا، ونضحك على كذبات تماثل أحلامنا .
ندور حول خاصرات النساء إما بأجسادنا أو بخيالنا، نتباهى بأننا نملك علاقات نسائية لا يعرف هو عنها شيئاً، فكيف له أن يعرف حميم الرغبة عندما تعربد كحبلى في شهرها التاسع تحاول أن تلد، فنبحث لها عن مساعدة نسائية تليق بحجم الولع .
نضحك، فأموالنا القليلة تجعل فكرة الزواج بعيدة، لهذا نتاجر خلسة بأجسادنا القوية، شباب نملأ الفضاء بقاماتنا الممشوقة وتُسر النساء بالنوم فوق عضلاتنا المشدودة فنكون للراغبات نعم الجليس ويكنَ لنا كبسولة مهدئة تلائم وجعنا وجوعنا، هكذا عشنا، أنا وسعيد ومفتاح، أما هو فلا يمتلك جسدا مثلنا، فهو قصير نحيف فقير، من سترغب به، كنا نضحك عليه ونقول يكفيك أن تشاهد ما يمكن أن نفعل .
الجميع يتحدث، وهو صامت يتتبع نزيف الرغبة في داخله. كان فاضل لا يعرف النساء ولكنه يعرف راقية، زوجة عمّ علي صاحب الورشة، تلك المرأة الأربعينية التي تشبه الزبدة حينما يمر جسده النحيل عليها، قطعة هلامية تتشكل حسب أمزجة الخطيئة، فهي أحياناً طويلة كالحلم، أحايين أخرى عريضة كالبحر، ذات مرة تحولت إلى طفلة، إنها امرأة تتبدل وتعربد في جسده، تزرع تذكاراتها عليه... بعدها تحتضنه وتبكي كتائبة أدركت الجرم .
اعتاد عند انتهاء عمله أن يتسلل إليها، تغسله من تعب العمل وتطعمه من جوع النهار، بعدها تستبيح الليل كله تأكله بملعقتها .
كان لا يعرف معها من هو القائد ومن التابع، فهي العاشقة والغاصبة والسيدة، هي من حولته من فاضل إلى عابث عاشق وفحلاً لا يشبع من مخدعها .
كان هناك حريقان في دمه، أحدهما بسبب الرجل الذي يناديه عمّ علي، الرجل الذي أطعمه وعلمه كيف يعيش بشرف، وآخر نار الشهوة التي تتقد كلما لاحت راقية أمامه. عمّ علي الذي ينام في المسجد منذ تزوج راقية وهي ابنة العشرين عاماً، عاد ذات مساء ليطمئن عليها، فرأى فاضل مخبوءاً في سرّتها، يحرث أرضه ويمطرها عرقاً.. لقد انكشف السر، خاف فاضل وصمتت راقية، بينما أغلق عمّ علي الباب خلفه وعاد إلى المسجد .
عن الاتحاد الاماراتية
صحفية وقاصة يمنية