د. فاديا مغيث - سيدة الورد.. شعر

تفتح رئتيها كل صباح
على هذا العطر الطازج للورد
لا تتذكر متى بدأت تعشق الزهر
دون انتقاء ...من الأوركيديا
وحتى زهرة الملوخية
تجاسرت كل أزهار الكون
لتملأ قلبها بالندى
وتكسوأيامها بالأريج
......
الولد المفتون بروعتها
واكتمال ضوءها
لم يجد غير الإنحناء سبيلاُ
كلما حل الظلام
لكنه إن أتاه النهار
راح يقسم بانسكاب برائتها
......
يرقبها من فجوة
فى سقف لحظتها المدهشة
كثيرا ما تدثرت بالصبر
كلما امتدت أظافر الريح..
المحملة بغبار الكراهية
كى تطيح بصمتها الناعم
راحت تسقى شجيراتها
التى أجهضها الزيف
وأحنى عودها الصبر المذل
صارت ملائك .كل الورود ضحايا
تتحسسها ببياض القلب
......
كانت تخبىء شموسها الأبدية
وربيعها الساطع
فى سلتها المزركشة
من أعين السفهاء وأنياب الحاقدين
دون أن تخدش كبرياء هيامها البنفسجى
أتلك الحديقة المروية برحيق أحلامها
الطاهرة..كمياه الروح
الدافقة.. كحليب الشوق؟
الولد ظل متردداً بين نرجسة وزنبقة
.....
لا تقترب من عالمها الآن
فلكل زهرة ..همسها الخجول
دعها تريح خاطرها
من أحمال أوقاتها
فلم تمكنها الصقور
من بناء عُشها
على ذلك الغصن
الذى أعلن تواً عن تمرده
......
هى الآن عالقة
بين غناء الفراشات
ومخالب الذاكرة
فتبرأت من براءتها
......
بعد أن رحلت كلُ حدائقها
.تذكر المفتون أن يسألها
هل تحبين الورد...؟


مارس 1988

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...