حملت أوجاعها المتسلسلة في طرف ثوبها المُبتل، لترحل بعيداعن بُقعة العفن التي عانت فيها من أوجاع الروح،وسقطت فيها من أعلى قمة المُنحدرمرات ومرات؛سقوطها كان مدوي لدرجة أن شياطين الجن استعاذت بالله من فعل بني الإنس.
نفسها محبطة إلى أبعد الحدود، تفكيرها في الانتحاريطرُق بابها كُل ليلة، ولكنها كانت تستعيذ بالله من كُل شر يسكن في مُحيطها وبالأخص الأنثى التي تُشاركها المنزل وتدعى (روحية) ؛ المرأة الغامضة المستيقظة ثُلثي الليل تنظر إلى النجوم ، وتمتماتها الغريبة التي كانت تخترق حيز الروح المؤمنة بالخرافات؛ فكل نساء القرية كُنً يحضرن إليها من أجل فك الأعمال المُعلقة في صدورهن مُقابل ، كوز من الذرة أوحفنة بسيطة من القمح الذي لا يراه الجميع هنا إلا من العام للعام ،أو بضع أمتار من (الجاز) لتُنير اللمبة (رقم سبعة) القابعة في منزلها التي رمادها يُغطي على بنورتها الخافتة فتصيب المنزل بكآبة أكبر من الكآبة المُنتشرة على جدران المنزل المهجور الذي مات أهله بسبب مرض غريب ، جعل الأجساد تهترئ، منزل منذ القدم لا يُولد فيه ولد ذكر إلا ويموت.
ولأنها تخشى المواجهة دائما، فلم تتحدث معها كثيرا فكان شاغلها الشاغل أبنائها الصغار الذين رحل عنهم الأب بعد مُعاناة طويلة مع مرض غيرمعلوم المصدر فهنا في قريتنا في ذلك التوقيت، الجميع حُفاة لا يجدون ما يَسُد الرمق كثيراً ولذلك لم يكن أحد يذهب إلى الطبيب ؛ صلتهم الوحيدة بالمشفى حلاق الصحة الذي لا يفهم شيئاً في الطب؛ من يمرض هُنا يُترك لمصيره.
صلاتهم خُفوت، لايجيدونها فلم يُعلمهم أحد حركاتها أو سكناتها،ولذلك لا يُصلي أحد هنا ؛ فلقد غلبتهم نفوسهم واستطاعت تدمير ذلك العهد الأزلي الذي أخذه الرب على عباده في عالم الذرة.
يقضون ليلهم …. مع عرق بلحهم المصنوع من شجرات النخيل البعيدة التي تقبع في السماء المُظلمة، كظلام قلوب بعض الناس الذين يُعانون من خوآء روحي فالله لا يُزرع في قُلوب ميتة،ولا تُصنع المحبة في أرض العفن سيدها الأول والأخير.
ولأننا لسنا في عالم الملائكة، بل نحن نسكن في عالم موحش، المرأة فيه مهضومة الحقوق لا ترث أي شئ، تباع كبضاعة للذي يدفع أكثر. وعلى الرغم من أن بطلتنا تخلت عن مصوغاتها الذهبية من أجل أن يُدفن والد زوجها الذي كان تكفينه وإحضاره إلى قريتنا من السجن ديناً، أراد أصحابه سداده والحصول على الجنيهات الثمانية قيمة عملهم الإنساني هذا، إلا أن الطمع الإنساني غريزة أساسية في الكثير من البشر، فنحن ننسى بسرعة من يُحسن إلينا وننقلب إلى حيوانات أخطر من تلك التي تسكن في الغابات.
طردهاالأخ الأكبر لزوجها خارج المنزل ، وكانت هذه طردتها الثانية فقد طُردت أمها من قبل بفعل إخٍ آخر همه الأول والأخير منزل سيخلو وعُملة ستُعلق في رقبته لتكون شاهدا على ضياع الحقوق.
وضعت ثيابها المُبتلة التي جمعتها بسرعة من على حبل الغسيل، في(المقطف المصنوع من جريد النخيل الأخضرالذي أسود بمرور الأيام)؛ حملها أبنها بصعوبة إلى محطة القطار ليخرجا من ذلك المكان الموحش فقد كانت كالخرقة البالية التي لا تستطيع الحراك فقد صفعتها روحية بإحدى أعمالها المُبهمة.
ولأنها حكاية غير مفهومة الآن تسكن الطريدة في ذلك البيت،وتُضمد جراح روحية التي نشب فيها حريق جعلها دُمية مهزوزة لا تُحسن التصرف.
أحمد إدريس أحمد عبد الرحيم
نفسها محبطة إلى أبعد الحدود، تفكيرها في الانتحاريطرُق بابها كُل ليلة، ولكنها كانت تستعيذ بالله من كُل شر يسكن في مُحيطها وبالأخص الأنثى التي تُشاركها المنزل وتدعى (روحية) ؛ المرأة الغامضة المستيقظة ثُلثي الليل تنظر إلى النجوم ، وتمتماتها الغريبة التي كانت تخترق حيز الروح المؤمنة بالخرافات؛ فكل نساء القرية كُنً يحضرن إليها من أجل فك الأعمال المُعلقة في صدورهن مُقابل ، كوز من الذرة أوحفنة بسيطة من القمح الذي لا يراه الجميع هنا إلا من العام للعام ،أو بضع أمتار من (الجاز) لتُنير اللمبة (رقم سبعة) القابعة في منزلها التي رمادها يُغطي على بنورتها الخافتة فتصيب المنزل بكآبة أكبر من الكآبة المُنتشرة على جدران المنزل المهجور الذي مات أهله بسبب مرض غريب ، جعل الأجساد تهترئ، منزل منذ القدم لا يُولد فيه ولد ذكر إلا ويموت.
ولأنها تخشى المواجهة دائما، فلم تتحدث معها كثيرا فكان شاغلها الشاغل أبنائها الصغار الذين رحل عنهم الأب بعد مُعاناة طويلة مع مرض غيرمعلوم المصدر فهنا في قريتنا في ذلك التوقيت، الجميع حُفاة لا يجدون ما يَسُد الرمق كثيراً ولذلك لم يكن أحد يذهب إلى الطبيب ؛ صلتهم الوحيدة بالمشفى حلاق الصحة الذي لا يفهم شيئاً في الطب؛ من يمرض هُنا يُترك لمصيره.
صلاتهم خُفوت، لايجيدونها فلم يُعلمهم أحد حركاتها أو سكناتها،ولذلك لا يُصلي أحد هنا ؛ فلقد غلبتهم نفوسهم واستطاعت تدمير ذلك العهد الأزلي الذي أخذه الرب على عباده في عالم الذرة.
يقضون ليلهم …. مع عرق بلحهم المصنوع من شجرات النخيل البعيدة التي تقبع في السماء المُظلمة، كظلام قلوب بعض الناس الذين يُعانون من خوآء روحي فالله لا يُزرع في قُلوب ميتة،ولا تُصنع المحبة في أرض العفن سيدها الأول والأخير.
ولأننا لسنا في عالم الملائكة، بل نحن نسكن في عالم موحش، المرأة فيه مهضومة الحقوق لا ترث أي شئ، تباع كبضاعة للذي يدفع أكثر. وعلى الرغم من أن بطلتنا تخلت عن مصوغاتها الذهبية من أجل أن يُدفن والد زوجها الذي كان تكفينه وإحضاره إلى قريتنا من السجن ديناً، أراد أصحابه سداده والحصول على الجنيهات الثمانية قيمة عملهم الإنساني هذا، إلا أن الطمع الإنساني غريزة أساسية في الكثير من البشر، فنحن ننسى بسرعة من يُحسن إلينا وننقلب إلى حيوانات أخطر من تلك التي تسكن في الغابات.
طردهاالأخ الأكبر لزوجها خارج المنزل ، وكانت هذه طردتها الثانية فقد طُردت أمها من قبل بفعل إخٍ آخر همه الأول والأخير منزل سيخلو وعُملة ستُعلق في رقبته لتكون شاهدا على ضياع الحقوق.
وضعت ثيابها المُبتلة التي جمعتها بسرعة من على حبل الغسيل، في(المقطف المصنوع من جريد النخيل الأخضرالذي أسود بمرور الأيام)؛ حملها أبنها بصعوبة إلى محطة القطار ليخرجا من ذلك المكان الموحش فقد كانت كالخرقة البالية التي لا تستطيع الحراك فقد صفعتها روحية بإحدى أعمالها المُبهمة.
ولأنها حكاية غير مفهومة الآن تسكن الطريدة في ذلك البيت،وتُضمد جراح روحية التي نشب فيها حريق جعلها دُمية مهزوزة لا تُحسن التصرف.
أحمد إدريس أحمد عبد الرحيم