رسالة من د. عبدالرحمن بن زيدان الى السيد حافظ

في 26/12/1993
من مكناس
الأستاذ/ السيد الفنان الإنسان.
تحية، و بعد،
لقد جاء الحق و زهق الباطل "إن الباطل كان زهوقا"
هذا ما قاله لي أحد الأصدقاء في الهاتف ليهنئني بنجاحي في رسالة الدكتوراة بميزة حسن جدا. بعد مناورات و سوء نية كانت تعرقل السير العادي لتقديم أطروحتي الجامعية. و بعد صبر طويل, و معاناة مريرة, و بعد صمت حكيم ضبطت فيه أعصابي جاء الحق, فتبينت الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ و جاء تاريخ المناقشة الاثنين 20-12-93 حيث دامت المناقشة أكثر من ست ساعات بحضور أكثر من ستمائة طالب و أستاذ و محام و أعيان مدينة مكناس و مثقفين, كان هذا الحضور دعما نفسيا لي حيث دافعت بالتراكم الذي أتوفر عليه من خلال ربع قرن من الممارسة المسرحية. دافعت بوعي و صبر علي أطروحتي التي وجهت لها انتقادات أهمها أنها كتبت بلغة شعرية أبعد ا تكون عن اللغة العلمية.. و أنها تكتب من الذاكرة دون الاعتماد علي المصادر و المراجع الكافية.. بعد دفاع مرير قلت في نهاية مداخلتي ما قاله الفيلسوف اليوناني"إنني أعلم بأنني لا أعلم".. إن كلمة الحق حق, و الكتابة الموضوعية حق, و الدفاع عن الحقيقة حق, و هذا تشبعت به طوال حياتي لأنني لا أداور و لا أراوغ إنني شفاف في سلوكي و في كتابتي, و في حبي للناس. و هذا سبب العداء الذي يحمله ضدي مستترا وراء الاقنعة الملونة بالحالات و الظروف و اللحظات.
لقد جاء الحق. و الآن يبدأ مشوار جديد في العمل من أجل مسرح عربي حيث الإبداع و الابتكار و الدفاع عن الثقافة.
أخوك: عبد الرحمن بن زيدان
مكناس/ المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...