17/05/2014
الأخ نقوس ، ماذا أقول..
إنه قامة تشعرني بالخجل حين اقترب منها، رغم تواضعه الكبير، إنه متميز و مختلف، لأنه لا يمتطي النت ليبني لنفسه مجدا، بل ليضيء الطريق للآخرين..
كثيرا ما استسلم للسوداوية و الاكتئاب، كلما طلب مني المجهود النتي تضحيات أكثر.. كثيرا ما أفكر بأنني ، أو أننا لسنا ملزمين بالانفتاح الدائم على عالم نتي تبحث فيه الأكثرية عن إنجازات شخصية وهمية، كثيرا ما يبدو لي الافتراض غابة من الغوغائيين و عاهرات الخواطر و قوادي النصوص، لولا أنني أتذكر وجوها بينها دائما: نقوس..
صديقي الكبير:
سنموت معا في منعطف من هذه الطريق الموحلة، و ستأكل جثثنا الكريهة غربان عابرة لا تصالح الموت، ستدوسنا قوافل من المشيعين المنافقين، و سنحمل لمقبرة قذرة لا تليق بأحقر كلب في القبيلة..
هذا طريقنا، أمشي فيه بتردد، و لكني أراك تسبقني بالابتسامة البلهاء لجندي سوفياتي ينافق قائده المتجبر، كلنا ننافق قادة هذا الزمن المتقحبن، لكننا لا نشرب إلا الخمر التي نحب، و لا ننام إلا مع العاهرات التي نحب..
لا أحد سيذكرك أو يذكرني، لكنك تصر على اختيار نص آخر في آخر ساعة من الليل، تلك الفتاة التي كانت تحمل روايات حيدر في الصيف إلى الشاطئ، تستلقي الآن باسمة أمام أيقونات الفايسبوك، لا أحد منا يريد أن يفهم أننا تأخرنا كثيرا في هذه الحانة المقرفة المفتوحة على نهر قديم..
كنت أرى الأسماك تنط من النافذة لتغوص في أعماق حذائي، كان خبز الحانة المستدير يظلل رؤوسنا كقمر مأجور. لنشربْ كأسا آخر في نخب هذا الموت القريب..
كم هو جميل..
كم هو حقيقي و وهمي الجلوس بقربك..
أستطيع أن أصوب قطط المدينة المنحرفة نحو السماء لكنك لا تصرخ
أستطيع أن اعترف بحلم الطفل الذي رأى الإله متخفيا في العلية.. لكنك لا تكفرني..
لنشرب يا نقوس..
محبتي
جبران الشداني
الأخ نقوس ، ماذا أقول..
إنه قامة تشعرني بالخجل حين اقترب منها، رغم تواضعه الكبير، إنه متميز و مختلف، لأنه لا يمتطي النت ليبني لنفسه مجدا، بل ليضيء الطريق للآخرين..
كثيرا ما استسلم للسوداوية و الاكتئاب، كلما طلب مني المجهود النتي تضحيات أكثر.. كثيرا ما أفكر بأنني ، أو أننا لسنا ملزمين بالانفتاح الدائم على عالم نتي تبحث فيه الأكثرية عن إنجازات شخصية وهمية، كثيرا ما يبدو لي الافتراض غابة من الغوغائيين و عاهرات الخواطر و قوادي النصوص، لولا أنني أتذكر وجوها بينها دائما: نقوس..
صديقي الكبير:
سنموت معا في منعطف من هذه الطريق الموحلة، و ستأكل جثثنا الكريهة غربان عابرة لا تصالح الموت، ستدوسنا قوافل من المشيعين المنافقين، و سنحمل لمقبرة قذرة لا تليق بأحقر كلب في القبيلة..
هذا طريقنا، أمشي فيه بتردد، و لكني أراك تسبقني بالابتسامة البلهاء لجندي سوفياتي ينافق قائده المتجبر، كلنا ننافق قادة هذا الزمن المتقحبن، لكننا لا نشرب إلا الخمر التي نحب، و لا ننام إلا مع العاهرات التي نحب..
لا أحد سيذكرك أو يذكرني، لكنك تصر على اختيار نص آخر في آخر ساعة من الليل، تلك الفتاة التي كانت تحمل روايات حيدر في الصيف إلى الشاطئ، تستلقي الآن باسمة أمام أيقونات الفايسبوك، لا أحد منا يريد أن يفهم أننا تأخرنا كثيرا في هذه الحانة المقرفة المفتوحة على نهر قديم..
كنت أرى الأسماك تنط من النافذة لتغوص في أعماق حذائي، كان خبز الحانة المستدير يظلل رؤوسنا كقمر مأجور. لنشربْ كأسا آخر في نخب هذا الموت القريب..
كم هو جميل..
كم هو حقيقي و وهمي الجلوس بقربك..
أستطيع أن أصوب قطط المدينة المنحرفة نحو السماء لكنك لا تصرخ
أستطيع أن اعترف بحلم الطفل الذي رأى الإله متخفيا في العلية.. لكنك لا تكفرني..
لنشرب يا نقوس..
محبتي
جبران الشداني