فايزة عبد السعيد - مراودة.. قصة قصيرة

على استحياء جاءتني تتمايل تضمر خبثا، استرسلت في إبراز مفاتنها ببطء يشعل كل كياني، سالبا جل اهتمامي، سرعان ما أسفر حياؤها ليستحيل جرأة تخدرني بعسل شفتيها الذي علم السم كيف يقتل.
علقتني في شباك أوهن البيوت...
قدت عباءة ثباتي من دبر... همت بي وهممت بها، لولا زمجرة ذلك الثرثار الذي لا يفلتني أبدا وبالأخص في الأوقات الحاسمة ، يسحبني من قمة تأهبي لفتنة ما كأنه أخذ مكان ظلي... حتى ظلي يدعني وشأني، يشغل فقط ساعات عمله!
يصرخ بصوت غير منقطع، كأنما قد عجنت حباله من الصدى!
لا تهجع ولا تهدأ، كنت دائما أخبره بأنني أتمنى لو يغرب عن وجهي، لكن كيف وهو لا يملك ساقين حتى!
بتلك اللحظات بالغت بقسوتي عليه.
_تستفزني نظراتك التي تصوب سهامها نحوي أينما اتجهت، ألست أعمى؟!
تبا لبصيرتك اللعينة، يبتسم بهدوء يفقدني اتزاني، بوقار يستمده من لحيته البيضاء وعباءته الناصعة، فهو كالكفن تماما، لكنه يكفن فقط رغباتي الجامحة!
هذه كانت أكثر المرات التي تمنيت فيها إعدامه!
لأن تلك الساقطة التي بين جنبي!
كانت تغمزه من الطرف الآخر، محاولة بخبثها ترويضه.. لكنها عبثا تحاول فهو لا يراها أصلا، بعد أن يئست منه كما يئس إبليس من أهل القبور، حاولت أن تدس السم في علاقتنا!
نهرته بقسوة مفرطة قائلة: لطالما تمنيت غيابك، لكنني اليوم أتمنى أن تموت...
أرعد الحزن في سماء ثباته، فبرقت بعينيه المبيضتين،لتسبح حمرة نور خديه بزخات الأسى..
طأطأ رأسه الذي كسر قلبي الغافل، وهو يردد
ألا يكفيك غيابي وابتعادي عن الجميع... سأجتمع بالمخاطب والمتكلم، وننظم جميعا لحزب "الضمير الغائب".

فايزة عبد السعيد



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...