إنصاف ابراهيم - ضحكة منسية على نافذة

العصافير وحدها تخبرنا ان الصباح على الابواب

هديل الحمام الذى لم يبارح ذاكرتى منذ ان كنت اراقبه

على جدار دارنا , رائحة القهوة التى تسكت خربشات القلب حين ينشب الحنين اظافره بلا رحمة

شئ من البرودة وعتمة ماان تفتح الشرفات بحثا عن نقطة ضوء هاربة , اجراس الميلاد المعلقة على ابواب الجيران تغازلها ايدى الصغار ,بقايا شموع على الشرفات ,ضحكة منسية على نافذة , دبكة تركية شرع صغار جارتى فى نصبها , تفاصيل يزدحم بها الصباح حين لايكون هناك مايشغلك , التفاصيل التى لا تفوت عين الكاتب فيلتقطها بعيون صقر وعدسة كاميرا دقيقة ويغمض جفنيه ليحيل

كل الذبذبات المحيطة به لسطر فى حكاية اووصف لشخصية

ما فى خياله,

قد لاينجو قريبا اوبعيد عابرا اوراكبا عاديا رماه حظه العاثر تحت ناظريك رفيق او جار ستضع لمساتك ستكسبه الوزن وتغير ملامحه وما يرتديه وستعيره سنا ذهبية وقلم باركر فاخر وان ا ستدعى الامر ستحيله بلحظة الى احد النواصى او اشارات المرور يتسول المارة الدخان

انها الكتابة جنونا وشيك وروح شيطانية قد تتقمصك بلحظة فتجعل الفقراء ملوك والملوك صعاليك مشردين انت وحدك الامر والناهى انت وخيالك الخصب الذى لايسوره عقل ماان تضغط زر الكيبورد الا وتجد نفسك تلهث

خلف حروفك دون ان يمسك التعب ستدخل فى عوالم شائكة تنفصل عن كل شئ حولك ستنسى كل من يحدثك اومن يلقى تحية المساء ستجد نفسك وحدك فوق غيمة عالية وشخوص كقطع الشطرنج تحركها بزر , ستمزق كثيرا وستمتلئ سلة مهملاتك عن بكرة ابيها ,,وكل مامزقت ستظل غير راضيا ولامرضيا , لن تعبر الحانوتى الذى يقيم فى الشارع المجاور ولاالقس فى وداع الراحلين ستنتبه لحركة اصابعه التى لن يلحظها احد وارتجافة جفنيه وشاربيه حين لايكونان يشبهان بعضهم ,ستبدوا معقوق الاظافر لست طيبا البتة , حين تحول حبيبتك لغانية فى احد الشوارع الخلفية وهى التى تركتك وسط خيالاتك لتتزوج تاجر الخردة الاربعينى الذى يكبرها بسنوات , ستظل محتفظا بلكنة احدهم القى التحية فى شارع مظلم وستعيرها لأحد الشخصيات , ستحتفظ بضحكة عالية

ورنة صوت حميم وقبلة دافئة فى جدار ذاكرتك لأنك حتما تعرف انك ستحتاجها بلحظة , احيانا ستحدث نفسك تحدثها وتغفل ان من حولك

يتبادلون النظرات وعيونك لاتهتم لشئ سوى ان تدور فى المكان بحثا عن قطعة ورق وقلم تخطيط حواجب رفيقتك فى حال لاشئ ينقذك غيره , سيثرثرون من حولك عن غرابة اطوارك وعن قميصك الذى لم تشبك ازراره جيدا ,

سيحدثونك عن كاتب نسى نفسه فى قطار الليلة الماضية

وظنه الجميع مخمورا فقط ليكمل الحكاية ويسجل تفاصيل

رفيق رحلته الذى لم تحن محطته بعد !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...