(في الطابور تقف الشمس ) هذا ماقالهُ صاحب المخبز (إمرأة الفجر هنا) تمتم شفاه عامل المخبز(بدأت اشتعل حقاًعلى لسان التنور(لم يبق خبز في التنور) صاح من في الطابور (لن اعود مرة أخرى) بلساني المكسور
بعد الفجر بقليل وحيث الغبش الأول
صوت المؤذن غاب في الأرجاء..
تتخطاني إمرأة بخطوات ترفه..
تنكت عباءتها لترش العطر على مسام الهواء..
تعتري الرصيف الرجفة
أتذكّرُ مرّةً قرأت أن الدهشة شُبهة...
في هذا الفجر أدركت وبذهول الدهشة كيف انتفى أمر الشُبهة...
سرت أتقادمها الخطوة وأرجع
عيوني الكسلى تطبق جفنيها فأفركها بأكف صلبة...
دلفتُ ...ودلفت خلفي والمخبز يسبقني بإبتسامة خجلت
أخذتني الفوضى يفلت مني طفل الريح باحثاً عن وجه أمه ...
نظرت بخجل نحو ساعتها كأنها تُطفئ خجل جمر التنور ..
تتأوه بشفاه حمراء كان قد ترك قلم التحديد شيئاً عليها ...
تخليت عن قناعتي الأخيرة واستبدلتها ( إن الدهشة شُبهة .. بل كل الشُبهة )
لا أنكر ثمّة رهبة تأخذني عند رؤيتها ..وتدور حولي أسئلة كبرى تبحث عن إجابات صغرى.
ثمّة دورية للنجدة انتشرت في محيط المخبز... طوّقَته بفانوسها الأحمر
رجال بملابس مرقطة يجمعون تأوهات المرأة في أكياس الدقيق الفارغة ..
يأمرون من في الطابور أن يتخلوا عن أماكنهم
يتمتم عامل العجّانة ( العمال الذاهبون لوجه الله يطلبون قوته يشتهون خبز الفجر الحار)...
بخجل قرأت في أعينهم عبارة ( يا نعم الله .. يا رزق الله اكتفوا بحمرة خديها)..
تفتح المرأة الحقيبة لتعدَّ النقود فتتقافز منها عصافير بألوان حَدّة...
تشير بسبابتها لينضج الخبز ..ليتفرق الجمع
تغادرنا سيارة النجدة
وحدي بقيت أتمتم ( لن أعود..لن أعود مرة أخرى)
.
.. حيدر غراس.
بعد الفجر بقليل وحيث الغبش الأول
صوت المؤذن غاب في الأرجاء..
تتخطاني إمرأة بخطوات ترفه..
تنكت عباءتها لترش العطر على مسام الهواء..
تعتري الرصيف الرجفة
أتذكّرُ مرّةً قرأت أن الدهشة شُبهة...
في هذا الفجر أدركت وبذهول الدهشة كيف انتفى أمر الشُبهة...
سرت أتقادمها الخطوة وأرجع
عيوني الكسلى تطبق جفنيها فأفركها بأكف صلبة...
دلفتُ ...ودلفت خلفي والمخبز يسبقني بإبتسامة خجلت
أخذتني الفوضى يفلت مني طفل الريح باحثاً عن وجه أمه ...
نظرت بخجل نحو ساعتها كأنها تُطفئ خجل جمر التنور ..
تتأوه بشفاه حمراء كان قد ترك قلم التحديد شيئاً عليها ...
تخليت عن قناعتي الأخيرة واستبدلتها ( إن الدهشة شُبهة .. بل كل الشُبهة )
لا أنكر ثمّة رهبة تأخذني عند رؤيتها ..وتدور حولي أسئلة كبرى تبحث عن إجابات صغرى.
ثمّة دورية للنجدة انتشرت في محيط المخبز... طوّقَته بفانوسها الأحمر
رجال بملابس مرقطة يجمعون تأوهات المرأة في أكياس الدقيق الفارغة ..
يأمرون من في الطابور أن يتخلوا عن أماكنهم
يتمتم عامل العجّانة ( العمال الذاهبون لوجه الله يطلبون قوته يشتهون خبز الفجر الحار)...
بخجل قرأت في أعينهم عبارة ( يا نعم الله .. يا رزق الله اكتفوا بحمرة خديها)..
تفتح المرأة الحقيبة لتعدَّ النقود فتتقافز منها عصافير بألوان حَدّة...
تشير بسبابتها لينضج الخبز ..ليتفرق الجمع
تغادرنا سيارة النجدة
وحدي بقيت أتمتم ( لن أعود..لن أعود مرة أخرى)
.
.. حيدر غراس.