جـوانا إحسان أبلحد - تأمُّــليَّـة عاجلة

أتفاءلُ بهذا اليوم حَـدَّ اليقين..
بالذي قد يجعلُ إبرةَ اسمي تتعالى على كومةِ القشِّ الخاصة بالاحتمالات الضئيلة
وها أنا بطريقي لشراءِ بطاقة لوتو
مُتناسية رغيفي الفاحم بتَنْورِ الحياة..
وهذا الرغيفُ حَظِّي
:
أتفاءلُ بهذا اليوم حَـدَّ التخلِّي..
بالذي قد يجعلُ يديَّ تُرتِّبان خزانة ملابسي بطريقةٍ ممتعة ومجنونة معاً
وها أنا بطريقي لأتبرَّعَ بسبعةِ صناديق: اثنيْن للملابس الشتويَّة والثالث للصيفيَّة والرابع للتحفيات والخامس للاكسسوارات والسادس لمساحيق التجميل والسابع للكتب والقرطاسية
وطبعاً مُتناسية زئيرَ التملُّكِ لتلكَ اللبوة..
وهذهِ اللبوة أنايَ
:
أتفاءلُ بهذا اليوم حَـدَّ الاسترخاء..
بالذي قد يَجْعَلُنِي لاأُغادرُ المنزلَ لأربعينَ يوماً
وها أنا بطريقي لأتكوَّرَ بهذهِ (البطانيَّة) على أريكتِي الدافئة، وأشاهدُ أفلامَ النتفليكس حتَّى الصباح..
مُتناسية زنَّ الدبابير الذي يُنبيءُ باِنهيارِ كُلِّ شيءٍ حولي..
وهؤلاء الدبابيرُ مَهَامِي الحياتيَّة القاهرة على كافةِ الأصعدة
:
أتفاءلُ بهذا اليوم حَـدَّ الفَرَح..
بالذي قد يجعلُ يدي تُمْسِكُ يدَ ظلِّي بدبكةٍ صاخبةٍ لاتعرفُ التعب
وها أنا بطريقي لأحضِّرَ لوازمَ الاحتفال مِنْ مأكل ومشرب وملبس ومغنى..
مُتناسية اللذَيْن يعتقدان بأنَّنِي جُنِنْتُ..
- هذان اللذان أمي وأبي -
:
أتفاءلُ بهذا اليوم حَـدَّ العطاء..
بالذي قد يجعلُ بطانةَ ( جزداني ) تنفضُ آخرَ دولارٍ دافيءٍ
وها أنا بطريقي لأكبرِ ساحةٍ تعجُّ بالهوملس والمتسولين
مُتناسية الأخرق الذي يتوكَّـأ عُكَّازَ القِـلَّـةِ الدائمة..
وهذا الأخرق راتبي
:
أجَلْ أتفاءلُ بكُلِّ هذا، وأسْعَد !
فقط لأنَّكَ بعدَ حفنةِ شهور..عَبَرْتَ اليومَ بجانبِ نافذتِي..
وألقيتَ عليَّ سلامَكَ العابر..
:
30 / شباط / ألفين وَ :
سلامٌ تصيَّرَ قُرطاً لؤلؤياً بأُذنِي..
:
جـوانا إحسان أبلحد
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...