عبدالله فراجي - على شفتي خراب.. شعر

يَا أَيُّهَا الْمُتَرَجِّلُ الْغَافِي عَلَى شَظَفِ الْحَيَاةْ
سِرْ فِي الْغَمَامِ وَلا تُعَدِّدْ مَاءَهُ
فَالأرْضُ فِي النَّكَسَاتِ غَبْرَاءٌ بِلاَ مَاءٍ فُرَاتْ
وَإِذَا السَّحَابُ عَلَى بِلادِي عَاقِرٌ،
طُوفَانُهُ عَاتٍ، وَفِي آثَارِهِ عَاثَ الطُّغَاةْ..
**
يَا أَيُّهَا الْمُنْهَدُّ فِي سِحْر الْمَنَابِرِ وَالْخِطَابْ
تَمْضِي بِلا تَعَبٍ، وَقَلْبُكَ سَامِقٌ،
وَالْمَشْهَدُ الأَزَلِيُّ يَعْقِرُهُ التَّكَالُبُ وَالْغِيَابْ
وَعَلَى سَوَادِ الْمَوْتِ هَذَا أَنْتَ فِي كَفَنٍ
وَمَوْتُكَ فِي صُرُوفِ الدَّهْرِ أَذْعَنَ وَاسْتَجَابْ..
**
يَا أَيُّهَذَا الْغَارِقُ الْقَدَمَيْنِ فِي وَهْمِ الضَّبَابْ
أُنْظُرْ، هُنَاكَ عَلَى الرَّصِيفِ الْمُنْحَنِي
عُصْفُورَةٌ تَبْكِي عَلَى شَفَتَيْ خَرَابْ
وَأَنَا بِقُرْبِ الْمُنْتَهَى أَبْكِي
وَبَيْنَ الدَّمْعِ وَالدَّمْعِ اخْتَفَى سِرٌّ وَغَابْ..
**
يَا أَيُّهَذَا الْمُعْدِمُ الْمَنْفِيُّ فِي هَذَا الْعُجَابْ
حَاذِرْ مِنَ الزَّمَنِ الَّذِي مَرَّتْ غَرَائِبُ هَوْلِهِ
مَرَّتْ عَلَى الأَرْضِ الْخَصِيبَةِ وَالتُّرَابْ
مَرَّتْ عَلَى مُدُنِ الضَّنَى،
كَمَدًا عَلَى كَمَدٍ يُفَجِّرُهُ السَّحَابْ..
**
أُنْشُودَةٌ صَرَخَتْ عَلَى بَابٍ وَبَابْ
يَمْضِي بِهَا سَيْفُ الرَّدَى مَطَرًا
وَيُتْلِفُ لَحْنَهَا صَوْتُ التَّمَزُّقِ وَالرُّهَابْ
وَاللَّيْلُ فِي الْبَيْضَاءِ لا يُخْفِي مَرَارَتَهَا
وَعَصْفُ الرِّيحِ يَنْشُرُهَا عَلَى أَرْضٍ يَبَابْ..
**
فِي الصُّبْحِ تَعْبُرُ صُورَةَ الْوَقْتِ الْكِذَابْ
وَفَمُ الْمَدِينَةِ يَلْفَظُ الْحُوتَ الأَخِيرْ
وَالْمَشْهَدُ الْوَرْدِيُّ تَعْلُوهُ الْقَتَامَةُ وَالْعَذَابْ
اَلسَّيْلُ أَوْدِيَةٌ وَأَنْفَاقٌ تَفَجَّرَ بَابُ قَلْعَتِهَا
لِتَكْشِفَ مَا اسْتَبَدَّ مِنَ الضَّبَابَةِ وَالسَّرَابْ..
13 / 01 / 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...