مكاريوس أيمن - في الغالب.. يؤلمني أنني لا أتألم

في الغالب..
يؤلمني أنني لا أتألم
يدوسون على قدمي كالماشية
يسألون سائق الباص
ما الحاجة لتلك العتبة الزائدة؟
يمضي البرد على جسدي
كأسنان مفترس عجوز
أتركه يفتت عظامي
هي التي تجبرني على الوقوف
زملائي يلقون عليَّ كلماتهم النابية
صوتهم لا يدخل إلى أذني منذ فترة
_فقط شفاهم تتحرك_
يقولون لو ضربناه على قفاه
سيشعره هذا بتحسن!
يحاول حلاقي أن يقص أذني
أخبره كل مرة
أن يمرر قبلته الحادة
على عنقي،
سريعاً...
سريعاً...
سريعاً...
والناشر لقصائدي
يقول أن نصوصي لن تصعد للنور
أليس عليَّ الآن
أن أضع أصابعي في الكهرباء
في عزاء عمي
بكيت أكثر مما ينبغي
شعرت أن النعش سيتحول إلى منديل!
_أمي تقول الحقيقة دائما_
لم تسقط دمعة واحدة يا صغيري!
أيتها الشمس
أعرفك أنكِ تحملين عبء اليوم القادم
مثلي تماما
تفضلي إلى عينيَّ
ادخلي إليها كمشرط جراح
يحاول أن يخرج هذه الدموع الملتهبة
ضرسي يسكنه السوس منذ أيام
يقلق تعاستي الهادئة
وأعرف يا أصدقائي
أن طبيب الأسنان، سيوقف كل هذا
وسأعود أبحث عما يؤلمني!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...