نحنُ خمسةُ آلافٍ هُنا
بهذا المكان الصغيرِ من المدينةْ..
نحن خمسةُ آلافٍ
فكم نكون في المُجمل..؟
في المدائن وفي البلدِ بأكمله..؟
فقط ههُنا
عشرةُ آلافِ يدٍ تبذُرْ..
وتديرُ المَصانِعْ..
فكمْ هُم البشرُ في الجوع والبرد والقلق والألم
والضغط المعنوي والرعب والجنون!
ستةٌ منّا ضاعوا
في فضاء النجومْ..
واحدٌ ماتَ..
وثانٍ ضُرِبَ كما لم أتصورْ أن يُضرَب إنسانٌ قطّ!
والأربعة الآخرون أرادوا الخَلاص من كل المخاوف بقفزةٍ في الفراغ..
وآخرُ طفقَ يضربُ رأسهُ في الجدارْ..
لكن الجميع يحدق بثبات في الموتْ..
يا للرعبِ الذي يبعثه وجهُ الفاشيةْ..!
إنهم ينفذون خططهم بانضباطٍ خبيثْ..
من غير أن يهُمَّهُم شيءْ..
إن الدمَّ عندهم أوسمةْ..
والذبحُ عندهم هو فعلٌ بطوليْ..
هل هذا هو العالم الذي خلقته يا ربي؟
من أجل هذا كانت أيامك السبعة من الإبهار والعملْ..؟
بين هذه الجدران الأربعة يوجد فقط عدد واحد لا يتقدم..
وعلى مهَلٍ سوف ينزو إلى موتٍ أكثر..
ولكن فجأةً يلفحني الوعي..
وأرى هذا المَدَّ بلا نبضات..
وأرى خفقان الآلات..
والعسكر يسفرون عن وجه القابلةِ الذي يملكون..
طافحًا بالعذوبة..
وماذا عن المكسيك، وكوبا، والعالم؟
الذين يصرخون من هذا الهوانْ..!
نحن عشرة آلاف يدٍ
إلا ما لا تُنتج..
فكم نكونُ في البلدِ بأكمله..؟
إن دم الرفيقِ الرئيس يضربُ
أقوى من القنابل والرشاشاتْ..
هكذا سوف تضربُ قبضتُنا من جديدْ..
وأغني إذ يتخللني السوء
عندما يجب أن أغني للرعبْ..
أرتعبُ كما لو أنني أحيا
كما لو أنني أموتُ، أرتعبْ..
من أن أرى نفسي بين الجموع والجموع
في لحظات اللانهائيةْ..
حيث يكون الصمتُ والصراخ
هما غايتا هذا الغناءْ..
إن الذي أراهُ لم أرَهُ أبدًا..
وما شعرتُ به وما أشعرُ به
سيستنبتُ اللحظةَ الحالية.
فيكتور خارا
أيلول/ سبتمبر 1973
بهذا المكان الصغيرِ من المدينةْ..
نحن خمسةُ آلافٍ
فكم نكون في المُجمل..؟
في المدائن وفي البلدِ بأكمله..؟
فقط ههُنا
عشرةُ آلافِ يدٍ تبذُرْ..
وتديرُ المَصانِعْ..
فكمْ هُم البشرُ في الجوع والبرد والقلق والألم
والضغط المعنوي والرعب والجنون!
ستةٌ منّا ضاعوا
في فضاء النجومْ..
واحدٌ ماتَ..
وثانٍ ضُرِبَ كما لم أتصورْ أن يُضرَب إنسانٌ قطّ!
والأربعة الآخرون أرادوا الخَلاص من كل المخاوف بقفزةٍ في الفراغ..
وآخرُ طفقَ يضربُ رأسهُ في الجدارْ..
لكن الجميع يحدق بثبات في الموتْ..
يا للرعبِ الذي يبعثه وجهُ الفاشيةْ..!
إنهم ينفذون خططهم بانضباطٍ خبيثْ..
من غير أن يهُمَّهُم شيءْ..
إن الدمَّ عندهم أوسمةْ..
والذبحُ عندهم هو فعلٌ بطوليْ..
هل هذا هو العالم الذي خلقته يا ربي؟
من أجل هذا كانت أيامك السبعة من الإبهار والعملْ..؟
بين هذه الجدران الأربعة يوجد فقط عدد واحد لا يتقدم..
وعلى مهَلٍ سوف ينزو إلى موتٍ أكثر..
ولكن فجأةً يلفحني الوعي..
وأرى هذا المَدَّ بلا نبضات..
وأرى خفقان الآلات..
والعسكر يسفرون عن وجه القابلةِ الذي يملكون..
طافحًا بالعذوبة..
وماذا عن المكسيك، وكوبا، والعالم؟
الذين يصرخون من هذا الهوانْ..!
نحن عشرة آلاف يدٍ
إلا ما لا تُنتج..
فكم نكونُ في البلدِ بأكمله..؟
إن دم الرفيقِ الرئيس يضربُ
أقوى من القنابل والرشاشاتْ..
هكذا سوف تضربُ قبضتُنا من جديدْ..
وأغني إذ يتخللني السوء
عندما يجب أن أغني للرعبْ..
أرتعبُ كما لو أنني أحيا
كما لو أنني أموتُ، أرتعبْ..
من أن أرى نفسي بين الجموع والجموع
في لحظات اللانهائيةْ..
حيث يكون الصمتُ والصراخ
هما غايتا هذا الغناءْ..
إن الذي أراهُ لم أرَهُ أبدًا..
وما شعرتُ به وما أشعرُ به
سيستنبتُ اللحظةَ الحالية.
فيكتور خارا
أيلول/ سبتمبر 1973