رسالة من الشاعر الموريتاني فاضل أمين

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين
والدي العزيز أطال الله بقاءه وأدام بالصحة والعزة ثناءه
أما بعد :
فإن من أعظم منن الله على عبده الإنسان عقله وقد فضله به على كثير من خلقه تفضيلا..
وإن هذه المنة الإلهية هي ما يمكن العاقل من التفكير والتبصر وسلوك الطريق المستقيم.
وأحسبني الآن مصيبا حين اقر بأن حكمت عاطفتك فيما يخص غربتي التي هي من غربة الوطن، ذلك بأنك بعثت لي تذكر وساطتك لدى رئيس النظام لكي أعود مفرطا بمبادئي ومتخليا عن عزة الشعب التي هي عزتي وعزتك وقد قال المتنبي :
وإذا لم يكن من الموت بد*** فمن العار أن تموت جبانا
وأيم الله أني لأعجب من وساطتك لدى من لا يملك فيمن لا يدرك ! ويعز علي أن تبذل وجهك الكريم للطغاة والظلمة الذين لا يقيمون وزنا لخلق ولا دين.
كما أعجب أشد العجب من مراسلتي في موضوع نشرت لك فيه رأيي بحضرتك وقلت إنني أرفضه بكل صلابة ووعي فأنا اعرف بطبيعة النظام وأعلم بما يبيته للمناضلين والشرفاء.
والدي العزيز
إني اكتب إليك لا عن بطر أو تهاون في حقي أو حقك وإنما هي الحقيقة يجب علي إطلاعك عليها والحرص على الكرامة التي هي أنفس ما ترك لنا الأجداد المكرمون وقد حثنا على التمسك بها ديننا الاسلامي الحنيف.
وقد قال علي كرم الله وجهه :
أي يومي من الموت أفر *** يوم لا يقدر أم يوم قدر
يوم لا يقدر لا أرهبه *** ومن المقدور لا ينجي الحذر
ولك في نبي الله يعقوب أسوة حسنة وقد قال ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) وأنت بعد ذلك الوالد المبجل المطاع لك الحق الذي لا يدفع والنعمة التي لا تنكر لك حق الوالد ولي حق الابن فاختر لنا الآجل على العاجل والصبر عن الهوان فإنما هو ليل يعقبه صباح وغيمة عن قليل تنقشع.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ابنكم السائل دعاءك ورضاك
محمد الأمين بن محمد فاضل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...