مازن جميل المناف - رَميَةُ نردٍ..

معَ أولِ رميةِ نردٍ يشنقُ وطنِي
حينَ ركضَ وجعِي
وأنا أسترِقُ السمعَ
أتسللُ بلونِ القارِ
‏فمِن أيِّ وجعٍ أتيتُ وإلى أيِّ فوضَى أنتمِي ‏
أروِّضُ حزنِي الرشيقِ بحلمِي المسروقِ
وأسألُ ربِِّي لما هذهِ الطوابيرُ في أقصَى الأرضِ
وتفاهاتُ وحِينا الجحودُ .
‏يَا سَيدِي
أنَا سيءُ السمعةِ ساديٍّ مقيتٍ
عذراً سيدِي ...
من هذهِ الكلماتِ القبيحةِ
التي تركتُها في دفاترِي المحروقةِ
فأنا أدسُّ السمَّ في الرحيِقِ . . أنا لا الفتُ الأنظارَ
أقدُّ ‏تقاطيعَ وجهِي وأحملُ سوطاً أسودَ اللونِ
لكَي أُشبِعَ جوعِي ،
سأصبحُ حاكماً من طرازٍ عنيدٍ ‏
وبسرعةِ الحلمِ دارَت برأسِي (الفكرةُ الآتيةُ‏)
بجلسةٍ سريَّةٍ للغايةِ
في غرفٍ طُلِيَتْ جدرانُها بتعاويذَ سماويةً
أقيمُ العزاءَ على أيادِي مُبرمَجَةٍ بشريعةِ اللاهوتِ
‏وسطُ الجلسةِ طاولةٌ مستديرةٌ
دارَ حولَها رئيسُ هيأةَ صعلكةِ الضياعِ
ورئيسُ ‏هيأةِ احصاءِ الوفياتِ
والكوادرِ المتقدمةِ في ثكناتِ الموتِ
والرؤوسِ المعممَةِ
حيثُ تُلِيَتِ التقاريرُ ‏واتخذِتِ التدابيرُ
ضدَّ الحِي الصاخبِ
والمتمردينَ الذينَ استفزُّوا المملكةَ
ذاتَ الملامحِ العنيدةِ
وخالفُوا ‏القانونَ وخرجُوا
على التقاليدِ والعاداتِ
وقفَ الجلادُ مستهلاً تقريرَهُ ‏
‏أيُّها (الصعلوكُ) أنتهزُ أولَ ساعةِ حدةٍ من وقتِي
لأقولَ لكَ أنَّ الانطباعاتِ
التي كوَّنَتُها ‏من أعمالِكم الغافيةِ في وجعِ السنينِ
لكنَّها شوهَتْ بما سمعْتُهُ من الشائعاتِ الشعبيةِ
أخذَتْ تَحدسُ ‏ما تضمرونَ وبما تعلمونَ وما لا تعلمونَ ‏
‏ أوّلُ شيءٍ أطالِبُكم بِعملِهِ
هوَ القضاءُ على رئيسِ ( ... )
الذي يقومُ الآنَ بجولتِهِ وفقَ قناعةٍ قلقةٍ
ثم ضربَ ذلكَ الصمتُ المتمردُ في الخارجِ بالرصاصِ الحَي
دَبَّرُوا اغتيَالَهُ بطرقٍ ‏فنيةٍ مبتكرةٍ
لا تَترِكُوا أيَّ شبهاتٍ ضدَنا
أما المتمردينَ فاسحقوا ما شِئتُم مِنهُم
وأُرِيدُ أن ‏تنتهِي أعمالُ أصحابِ التكايَا
في مدنِ اللاوعِي ... ففِي القبو الذي يُشرِفُ عليهِ
‏(س) ثمةُ زبانيةٍ ابتكَرُوا وسائلَ جديدةٍ للتعذيبِ
معجزةً ورائدةً كما يسمُّونَها ‏
وهيَ من المبتدعاتِ(الثوريةِ)
التي ورِثَها (س) من سيدِهِ
الذي اقصَى الماضيَ بالحاضرِ ‏
لمْ يكنْ يرَ إلا الهدفِ في رأسِهِ
وبينَ سحبِ عتمةِ الرأسِ، أطلَّ (س)
يُلاعِبُ شعرَ شارِبِهِ ‏المفتولِ بحماقةٍ لا تنتهِي

مازن جميل المناف
من ديوان للقيامة موعد آخر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...