- بينما كنت أرسمُ مراحلَ عمري في دفاترِ الظل
كانت جراحاتي تُداعِب نقراتَ العصافير
- كانت أمِّي تغزلُ الصُّوف وتنظر إلى بيتها المتواضع
- فتَطبع بعينيها قبلةً لي
- كانَ العالمُ بتلكَ اللَّحظة يولد ، يتمخَّض رحمة ويقذف ثعبان أسود مثل القار
- أما أنا وأمي فنغفوان في مضجع واحد نلاعب الأحلام...
نصف شاعر أنا ...
سجين حرفي
استباحني الحلم
اشهق حروفي بالصدفة
اتكئ على أحد اضلاعي
قصائدي طافحة بالهذيان
وابجدياتي باكية
تبحث عن مأوى وظل وافر
طالما امتطي صهوة عنادي
في فم يهذي عبارات
الاستغاثة
ثورتي عارمة
تشتهي المكوث
فوق لافتات غفت على الأرصفة
هذه القصائد نزعت خجلها
تمشي خلف ظلي وريح...
هل فشل المثقفون والمفكرون في إعطاء صورة جديدة للإنسان في اللحظة الراهنة ؟ . وما الخطوط البيانية الصحيحة التي تزيد من فرص النجاح ؟. وماهي الاستراتيجية الصحيحة لبناء أبعاد حضارية مجتمعية إيديولوجية في فهم قضايا الإنسان وحياته في عطاء إنساني بحت ؟, يفهم من هذا ان فكرنا ما زال يعاني نفس الأزمة...
إن الأزمة الفكرية المستعصية لدى المثقفين انتجت عجزاً فكرياً وقصوراً في الوعي الثقافي باتجاهاته الدالة على وفق المنهج الحي بيد أن الازمة الفكرية والثقافية تمتد الى واقع المثقفين انفسهم فلكثرة إمكانيات هذه الفئة واتساع صفوفها ومشاركتها في العديد من الأحداث الصاخبة في الساحة الادبية والتاريخية...
نحن الضاحكون من قصص الموت
وترهات الساسة ونبوءاتنا المتطرفة
انا ذلك الجندي الذي حمل هزيمته على كتفه مهرولا
اتفقد فراغ جيبي
بحثا عن اعقاب خطايا
وبعض من آيات مستنسخة
منغرسة بين ثكنات الحروب
انا المحشور في كومة افكار .. !!
اسرق ضحكة طفل من جعبة شهيد
بلباقة تحت وابل الرصاص
اخرج من حلمي...
قبل ان نتطرق عن دور الثقافة كمرجع تنموي وتوعوي لابد ان ننوه عن مدى الحاجة الى الأفكار الناضجة ومناهج تطرح من خلالها النظريات تجدد الفكر الإبداعي في محاولات لتفسير الأحداث ضمن منهجية الكتابة في تتابع صحيح من أجل تحقيق قاعدة تنتقل من العبثية والتشتت المسيطر على ذهنية المتلقي إلى الاتزان النهضوي...
لا شك ان الجوهر اهم ركائز الفكر النير الإنساني , فلا نبرر الوجود وواقعه تحت مسميات لربما تكون بعيدة كل البعد عنه في جوهر فلسفي خاطئ . لا يمكن ان يكون الواقع إلا ضمن فكر انساني بحت في مقاطعة ونظريات صحيحة ملتزمة نحو فلسفة متزنة لا تحدد بقاء أي شخص ضمن جدليات الفلسفة التنظيرية بقدر اداركه ماهية...
لاشك أن ما لا يسهم في الإبقاء على واقعية البوادر الصحيحة ضمن أخلاقية الثقافة في سياقاتها المعهودة مع تأصيل الذات هي تلك التقاليد والعادات الموروثة التي تتناقض مع فكرة الإلتزام الأخلاقي والثقافي التي يتبناها العقل المتزن وما لها من أثر في تجميد الفكر, مما يجعل الموقف على غير مساره الصحيح...
كان ومازال الأدب بكل اجناسه احساسا روحيا يخاطب ويدغدغ المشاعر ويستبيح الخواطر وليس نصوصا او سردا يكتب ليصفقوا له الجمهور او جملا مزخرفة مسطرة بين ثنايا الكتب بشكل مؤطر , إنما الأدب في حقيقته محاكاة نقدية تشخص القضايا الإنسانية المهمة في سبر عمق كينونة الإنسان لأن الإنسان بطبيعته هو متلقي سريع...
أنا السومري
أرتق جرحي
كلما ترعرع حزني في أحضانِ السراب
على أرتالِ الخطايا
أطوي وجعي في محاضرِ الشرف
حين أمقت أفكاري
يستل التاريخ عبر حلمي
حكاية وطن مسن
تتلوى الصرخات على أسرّة الوهن
حيث النزف كان فائضاً
تستفزني رقصات الموتى
على أغصانِ التوت
بشرائع نبي بلا صبر
عودي أيتها الأوجاع إلى رشدكِ
فقراري...
لا ريب ان الأدب هو علامة لنا في ذاكرة الجسد الباكي ، فالاديب الهادف متصل بمفاهيم واطر منظور حياتية كبيرة ، كما انه متصل اتصالا مباشرا بالحق والواقعية والاخلاق من خلال اتصاله بالمجتمع ، وان يكون في عفوية دائمة مع الأخرين في تجلياتهم ، امالهم واحساساتهم وصراعاتهم ، ولان هذا الاتصال هو روح وسمات...