أحماد بوتالوحت - ذاكِرة النَّاي..

كان يعْتمِر طُقْم أسنان وعَمْرة ثُلاثية الرؤوس
وبِأصابِع مسْكونة بِهمْس الجُنون ، يَنْكأ ذاكِرة النَّاي
وعلى دَرْب القَصَب ، يسْحَل الناي نَفَسه ، ومِن عُيونه يطْفر نهْر الألْحان
" القلق ليس غَجَرياً" و" الشَّقاء أبدِي أيّها الأوْغاد " .
يجب الإعْتِراف أن تَيْنك الأغْنِيتين كانَتا حَزينَتين كَحِرْدون يَتيم
وكان على المُتْعَبين في أرْض الله أن يَسْتريحوا تحت ظِلالهِما الوارِفَة
مرْسِلين نظَراتِهم الثَّكْلى ، نحو أفُق تَعْتزِل فيه السَّكينة .
كَما بَدا أن جَدائِل الحَلازين المطَّاطِية غَصَّت بِأكَمات من الدُّموع
وَلِلتَّو إلْتأَمَت شرائِح المرايا المُلطَّخة بِوجُوه مُهشَّمة
ورَفَعت الأصُص قبَّعاتها وانْحَنت على عَتَبات النوافذ
فيما كانت رَعَشات الفَوانيس المُسِنّة ، تهُزُّ حَلَمات الضَّجر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
التفاعلات: محمد مومني

تعليقات

م
دمت مبدعا أنيقا خلوقا
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...