25آذار(1914)
ف الأعز.،
في رسالتك الأخيرة ( كم طويلاً توقفت بلا حراك عند تلك الكلمة، متمنياً لو كنت هنا!) هناك جملة جلية تماماً بالنسبة لي من كل ناحية، هذا لم يحصل منذ وقت طويل. تتعلق بالمخاوف التي تشعرين بها حول مقاسمتك الحياة إياي. أنت لا تظنين- أو ربما أنت تتساءلين فحسب، أو ربما أنك ترغبين فحسب بسماع آرائي حوله – فيما إذا كنت ستجدين بداخلي الدعم الحي الذي تحتاجينه بلا شك. ليس هناك شيء أستطيع قوله في الحال حول ذلك. أنا ربما أيضاً متعب جداً في هذه اللحظة( كان علي أن أنتظر برقيتك حتى الخامسة مساءً لماذا؟ وأكثر من ذلك، بعكس ما وعدتِ، كان عليَّ انتظار رسالتك أربع وعشرون ساعة لماذا؟) وبعيداً عن تعبي أنا سعيد جداً برسالتك.
لقد تأخر الوقت مساءً. لن أكون قادراً على الكتابة عن أكثر الأمور أهمية اليوم. المعلومات الدقيقة التي ترغبين بمعرفتها عني، عزيزتي ف.، لا يمكنني منحك إياها، يمكنني أن أعطيك إياها، على كل حال، فقط عندما أجري خلفك في التيرجارتن (متنزه في برلين ) ، أنت دائماً عند نقطة الزوال تماماً، وأنا عند نقطة إنهاك نفسي بنفسي ، فقط عندما يصل ذُلّي ، إلى حد أكثر عمقاً من أي كلب، سأكون قادراً على فعل ذلك. عندما تطرحين هذا السؤال الآن يمكنني فقط القول : أحبك، ف.، بأقصى قوتي، في هذا الصدد يمكنك أن تثقي بي تماماً.
لكن بالنسبة للبقية، ف.، لا أعرف نفسي تماماً. مفاجآت وخيبات من حولي تتبع بعضها بعضاً في متوالية لا نهائية. ما أتمناه هو أن هذه المفاجآت والخيبات ستكون لي وحدي، سأستعمل كامل قوتي كي لا أرى شيئاً سوى السرور، لن تمسَّك سوى مفاجآتي الأكثر إمتاعاً من طبيعتي ، يمكنني أن أجزم بهذا، لكن ما لا يمكنني أن أجزم به فيما إذا كنت سأنجح دوماً. كيف يمكنني أن أجزم بذلك في ضوء الارتباك المحير في رسائلي التي تلقيتها مني طوال هذا الوقت؟ لم نكن سوية لوقت طويل، هذه حقيقة، لكن حتى لو كنا قد قضينا وقتاً طويلاً معاً، لكنت طلبت منك( لأن ذلك سيكون مستحيلاً حينها) أن تحكمي علي من خلال رسائلي وليس من خلال تجربتك الشخصية. الإمكانيات الكامنة في رسائلي هي كامنة في داخلي على حد سواء، السيء منها كما الجيد، التجربة الشخصية تسرق واحدة من وجهات النظر، وفي حالتي الخاصة هذا خسارة لي. […]
علاوة على ذلك، أنا أؤمن بأن خبرتي القليلة تلك، هذه التقلبات في طبيعتي، مرة سعيد، ومرة غير سعيد، لا يلزم أن تكون بأي شكل حاسمة بالنسبة لسعادتك المستقبلية معي، ليس من اللازم أن تكوني عرضة مباشرة لآثارها. أنت لا تعتمدين على الآخرين، ف.، ربما تتشوقين لذلك، أو بالحري أنك بالتأكيد تتوقين للارتباط، لكنك بالتأكيد لن تستسلمي بسهولة لذلك النوع من التوق. لا يمكنك فعل ذلك.
بالنسبة لسؤالك الأخير، بأية حال، فيما إذا كان ممكناً بالنسبة لي أن أقبلك كما لو أن شيئاً لم يحدث، يمكنني القول فقط بأن هذا ليس ممكناً. لكن الممكن، وفي الواقع، الضروري، بالنسبة لي أن أقبلك بالرغم من كل ما جرى، وابقى لك إلى حد الهذيان.
أرقّ التحيات، لك،
فرانز ك
ف الأعز.،
في رسالتك الأخيرة ( كم طويلاً توقفت بلا حراك عند تلك الكلمة، متمنياً لو كنت هنا!) هناك جملة جلية تماماً بالنسبة لي من كل ناحية، هذا لم يحصل منذ وقت طويل. تتعلق بالمخاوف التي تشعرين بها حول مقاسمتك الحياة إياي. أنت لا تظنين- أو ربما أنت تتساءلين فحسب، أو ربما أنك ترغبين فحسب بسماع آرائي حوله – فيما إذا كنت ستجدين بداخلي الدعم الحي الذي تحتاجينه بلا شك. ليس هناك شيء أستطيع قوله في الحال حول ذلك. أنا ربما أيضاً متعب جداً في هذه اللحظة( كان علي أن أنتظر برقيتك حتى الخامسة مساءً لماذا؟ وأكثر من ذلك، بعكس ما وعدتِ، كان عليَّ انتظار رسالتك أربع وعشرون ساعة لماذا؟) وبعيداً عن تعبي أنا سعيد جداً برسالتك.
لقد تأخر الوقت مساءً. لن أكون قادراً على الكتابة عن أكثر الأمور أهمية اليوم. المعلومات الدقيقة التي ترغبين بمعرفتها عني، عزيزتي ف.، لا يمكنني منحك إياها، يمكنني أن أعطيك إياها، على كل حال، فقط عندما أجري خلفك في التيرجارتن (متنزه في برلين ) ، أنت دائماً عند نقطة الزوال تماماً، وأنا عند نقطة إنهاك نفسي بنفسي ، فقط عندما يصل ذُلّي ، إلى حد أكثر عمقاً من أي كلب، سأكون قادراً على فعل ذلك. عندما تطرحين هذا السؤال الآن يمكنني فقط القول : أحبك، ف.، بأقصى قوتي، في هذا الصدد يمكنك أن تثقي بي تماماً.
لكن بالنسبة للبقية، ف.، لا أعرف نفسي تماماً. مفاجآت وخيبات من حولي تتبع بعضها بعضاً في متوالية لا نهائية. ما أتمناه هو أن هذه المفاجآت والخيبات ستكون لي وحدي، سأستعمل كامل قوتي كي لا أرى شيئاً سوى السرور، لن تمسَّك سوى مفاجآتي الأكثر إمتاعاً من طبيعتي ، يمكنني أن أجزم بهذا، لكن ما لا يمكنني أن أجزم به فيما إذا كنت سأنجح دوماً. كيف يمكنني أن أجزم بذلك في ضوء الارتباك المحير في رسائلي التي تلقيتها مني طوال هذا الوقت؟ لم نكن سوية لوقت طويل، هذه حقيقة، لكن حتى لو كنا قد قضينا وقتاً طويلاً معاً، لكنت طلبت منك( لأن ذلك سيكون مستحيلاً حينها) أن تحكمي علي من خلال رسائلي وليس من خلال تجربتك الشخصية. الإمكانيات الكامنة في رسائلي هي كامنة في داخلي على حد سواء، السيء منها كما الجيد، التجربة الشخصية تسرق واحدة من وجهات النظر، وفي حالتي الخاصة هذا خسارة لي. […]
علاوة على ذلك، أنا أؤمن بأن خبرتي القليلة تلك، هذه التقلبات في طبيعتي، مرة سعيد، ومرة غير سعيد، لا يلزم أن تكون بأي شكل حاسمة بالنسبة لسعادتك المستقبلية معي، ليس من اللازم أن تكوني عرضة مباشرة لآثارها. أنت لا تعتمدين على الآخرين، ف.، ربما تتشوقين لذلك، أو بالحري أنك بالتأكيد تتوقين للارتباط، لكنك بالتأكيد لن تستسلمي بسهولة لذلك النوع من التوق. لا يمكنك فعل ذلك.
بالنسبة لسؤالك الأخير، بأية حال، فيما إذا كان ممكناً بالنسبة لي أن أقبلك كما لو أن شيئاً لم يحدث، يمكنني القول فقط بأن هذا ليس ممكناً. لكن الممكن، وفي الواقع، الضروري، بالنسبة لي أن أقبلك بالرغم من كل ما جرى، وابقى لك إلى حد الهذيان.
أرقّ التحيات، لك،
فرانز ك