رسائل الأدباء رسالة من ميخائيل نعيمه الى ميّ نجيب نعيمه

يا ميّ،
يا شمسي وَيَا قمري!
منذ قُدِّر لي أن أعيش وإياك وأبنتك الحبيبة سهى وأنا أحسّ أعمق الإحساس أنّ حياتي تقوم على ركيزتين. وهاتان الركيزتان هما المسيح في السماء وأنتِ على الأرض.
لقد حباكِ الله الى جمال الصورة جمال الفطرة. فأنتِ مفطورة على حبّ الصدق والأمانة والنظافة والترتيب في كلّ شيء، حتى في أتفه الأمور. طعامك أبداً شهيّ، وكأس الماء من يدك كأس من الراح، وبيتك ما شكا الفوضى في أيّ ساعة من ساعات النهار والليل.
ضيفك أبداً معزز ومُكرّم ليشعر كأنّه صاحب البيت فيصحّ فيه قول الشاعر:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل.
إنّ محبّتك يا بُنَيَّتي لتجعلني أشعر، وقد جاوزت التسعين، كما لو كنت لا أزال في شرخ الشباب. فأيّ نعمة وأيّ بركة أنت في حياتي! صانك الله وصان ابنتك الحبيبة من كلّ مكروه. ولو كان لي أن ألفّكما بشغاف قلبي لما تأخرْت لمحة واحدة. ولكنّني أصلّي من أجلكما. وأرجو أن تكون صلاتي مسموعة، وأن يجعل الله طريقكما مفروشاً بالخير والبركة والسلام.
حَبّوبِك أنكولتك،
١٧ تشرين الأوّل ١٩٨٥











تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...