يدور الصقر ويدور (2)
في دوامةٍ تكبر وتكبر
ولا يسمعُ الصقّارَ.
تتفكك الأشياء، والمركزُ
يعجز عن الصمود.
على العالم تسدلُ الفوضى أستارها،
ومدُّ في سوادِ الدمِ أستاره
وفي كل مكان
تغرق طقوسُ البراءة.
خيار البشر يعوزهم الحولُ
وشِرارهم طافحون بالعزم والحماس.
ثمة وحي وشيك أكيد
ثمة مجيء ثانٍ أكيد.
مجيءٌ ثانٍ!
ما أن أفوه بهذا
حتى تُغشي الصورة ناظري
صورة هائلة
خارجة من روح الكون:
من مكان ما في رمال الصحراء
شبحٌ برأس أسد وجسم إنسان،
بنظرة محدقة، صماء قاسية كما الشمس
ينقِّلُ فخذيه البطيئين
وكل شيءٍ من حوله
ينشر ظِلالاً
لأطيارِ صحراءٍ ساخطة.
ينزل الظلامُ من جديد
لكنني الآن أعرفُ
أن عشرين قرناً من نومٍ كما الحجر
يحيلها لكابوسٍ
مهدٌ متأرجحٌ،
وأي وحشٍ فظٍ
ستحل ساعته أخيرا
ليمضي مترنحاُ
صوب بيت لحم
كي يأتي للحياة؟
The Second Coming
By William Butler Yeats (1865-1939(
Turning and turning in the widening gyre
The falcon cannot hear the falconer-;-
Things fall apart-;- the centre cannot hold-;-
Mere anarchy is loosed upon the world,
The blood-dimmed tide is loosed, and everywhere
The ceremony of innocence is drowned-;-
The best lack all conviction, while the worst
Are full of passionate intensity.
Surely some revelation is at hand-;-
Surely the Second Coming is at hand.
The Second Coming! Hardly are those words out
When a vast image out of Spiritus Mundi
Troubles my sight: somewhere in sands of the desert
A shape with lion body and the head of a man,
A gaze blank and pitiless as the sun,
Is moving its slow thighs, while all about it
Reel shadows of the indignant desert birds.
The darkness drops again-;- but now I know
That twenty centuries of stony
Were vexed to nightmare by a rocking cradle,
And what rough beast, its hour come round at last,
Slouches towards Bethlehem to be born?
(1) وليم بتلر ييتس (1865-1939) شاعر إيرلندا الكبير وواحد من أعمدة الأدب الإنكليزي ومجدديه على مر العصور. حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1923 ليكون أول ايرلندي ينالها. عمل في السياسة ونال عضوية برلمان بلاده لدورتين.
(2) هذه القصيدة حاشدة بالإحالات والصور الإنجيلية، فإلى جانب صورة عودة المسيح المخلص في آخر الزمان (.. كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.... وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.. –إنجيل متى 24 ) نجد صور الوحوش والطيور الساخطة المأخوذة من سفر الرؤيا: ( و صرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة و صارت مسكنا لشياطين و محرسا لكل روح نجس و محرسا لكل طائر نجس و ممقوت -18:2) أو (ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على قرونه عشرة تيجان و على رؤوسه اسم تجديف- 13 : 1) أو (و الوحش الذي رايته كان شبه نمر و قوائمه كقوائم دب و فمه كفم اسد و اعطاه التنين قدرته و عرشه و سلطانا عظيما -13 :2) ليرسم الشاعر من خلالها مشهد العالم وهو يترقب الخراب الذي يقال بأن ييتس بشر بحلوله مع صعود الفاشية.
في دوامةٍ تكبر وتكبر
ولا يسمعُ الصقّارَ.
تتفكك الأشياء، والمركزُ
يعجز عن الصمود.
على العالم تسدلُ الفوضى أستارها،
ومدُّ في سوادِ الدمِ أستاره
وفي كل مكان
تغرق طقوسُ البراءة.
خيار البشر يعوزهم الحولُ
وشِرارهم طافحون بالعزم والحماس.
ثمة وحي وشيك أكيد
ثمة مجيء ثانٍ أكيد.
مجيءٌ ثانٍ!
ما أن أفوه بهذا
حتى تُغشي الصورة ناظري
صورة هائلة
خارجة من روح الكون:
من مكان ما في رمال الصحراء
شبحٌ برأس أسد وجسم إنسان،
بنظرة محدقة، صماء قاسية كما الشمس
ينقِّلُ فخذيه البطيئين
وكل شيءٍ من حوله
ينشر ظِلالاً
لأطيارِ صحراءٍ ساخطة.
ينزل الظلامُ من جديد
لكنني الآن أعرفُ
أن عشرين قرناً من نومٍ كما الحجر
يحيلها لكابوسٍ
مهدٌ متأرجحٌ،
وأي وحشٍ فظٍ
ستحل ساعته أخيرا
ليمضي مترنحاُ
صوب بيت لحم
كي يأتي للحياة؟
The Second Coming
By William Butler Yeats (1865-1939(
Turning and turning in the widening gyre
The falcon cannot hear the falconer-;-
Things fall apart-;- the centre cannot hold-;-
Mere anarchy is loosed upon the world,
The blood-dimmed tide is loosed, and everywhere
The ceremony of innocence is drowned-;-
The best lack all conviction, while the worst
Are full of passionate intensity.
Surely some revelation is at hand-;-
Surely the Second Coming is at hand.
The Second Coming! Hardly are those words out
When a vast image out of Spiritus Mundi
Troubles my sight: somewhere in sands of the desert
A shape with lion body and the head of a man,
A gaze blank and pitiless as the sun,
Is moving its slow thighs, while all about it
Reel shadows of the indignant desert birds.
The darkness drops again-;- but now I know
That twenty centuries of stony
Were vexed to nightmare by a rocking cradle,
And what rough beast, its hour come round at last,
Slouches towards Bethlehem to be born?
(1) وليم بتلر ييتس (1865-1939) شاعر إيرلندا الكبير وواحد من أعمدة الأدب الإنكليزي ومجدديه على مر العصور. حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1923 ليكون أول ايرلندي ينالها. عمل في السياسة ونال عضوية برلمان بلاده لدورتين.
(2) هذه القصيدة حاشدة بالإحالات والصور الإنجيلية، فإلى جانب صورة عودة المسيح المخلص في آخر الزمان (.. كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.... وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.. –إنجيل متى 24 ) نجد صور الوحوش والطيور الساخطة المأخوذة من سفر الرؤيا: ( و صرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة و صارت مسكنا لشياطين و محرسا لكل روح نجس و محرسا لكل طائر نجس و ممقوت -18:2) أو (ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشا طالعا من البحر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على قرونه عشرة تيجان و على رؤوسه اسم تجديف- 13 : 1) أو (و الوحش الذي رايته كان شبه نمر و قوائمه كقوائم دب و فمه كفم اسد و اعطاه التنين قدرته و عرشه و سلطانا عظيما -13 :2) ليرسم الشاعر من خلالها مشهد العالم وهو يترقب الخراب الذي يقال بأن ييتس بشر بحلوله مع صعود الفاشية.