أخي البهي المصطفى فرحات.
أنت أيها البلبل الآتي من قرية بزو ،من الخضرة الممزوجة بصفاء روحك ونقاء تربة الشمس في قلبك .كم هي المسافات قصيرة في تقدير حسابك تحملك على السفر إلى كل الجهات مترعا بالضوء ومفعما بشوق حارق إلى الأصحاب ،حيث تركب غمائم الحرف وأنت شبه منتش بفرحة ستظل تسكنك لوقت طويل .لا تشبهك الأشكال التي تصادفها في طريقك الى خرائط المدن الاسمنتية المسلوبة من بساطة العيش ومن عفوية الحياة .لا يشبهك شيء في تلك الجهات وأنت تعرف ذلك -على وجه اليقين – لكنك تعاند وتسير الى أقصى منتهى السير. أنت الناقد الذي يمحص النصوص، كما يمحص المدن تحت مجهر الملاحظة ومشرح التحليل. هل تخدعك الأقنعة وتخونك الأصباغ الماكرة؟ ليس هناك من شك أنه لا تنطوي عليك اللعبة، ولكنك تحب أن تترك اللعبة تمارس ساديتها وتزاول تلذذها لعلها تستنفذ عقدها وكبتها فتتحرر من تلقاء ذاتها بعد أن تشيخ فتنهار وتموت مثل أي مخلوق ناري ساعة التلاشي والاضمحلال.
أخي الجميل الشاعر المصطفى. أتذكر- كثيرا- المساءات التي كانت تأتينا بضوء الفراشات وتضعها على طاولة السمر بمدينة الدار البيضاء كي نسبح بعمرنا في صهاريجها ملء الاشتهاء . كم كان العمر يتجدد في حضن المساء ! ونحن نصنع الفراشات في ضحكاتنا المجلجلة ونحفر بياض الحمام في غيم الريح، ننحت فرحتنا على ريش الليل، ثم نكبر في النسيم مثل دوحة ظليلة.
كم جميلة هي الصداقة يا صاحبي! حين تعطيك فرحا صافيا وحياة عميقة وروحا محلقة في شمس الحرف وغدير الكنايات ونهر المجازات.
أتذكر كل المساءات التي جمعتنا وأنت -من كل جانب- تزهو بضحكتك الغائرة ، يشتعل وجهك حين تكبر فيك القصيدة ، تلمع عيناك حين تراقصك الكأس .تفيض روحك بالعبارة حين ترسم أراجيحك على أنغام السفر الى قرية بزو حيث هناك ستستعيد ذكرياتك مع الأصحاب ،،ستتصل بي وتخبرني بحبك . أحس بفرحك الطفولي الذي ينبت بعيدا عن زيف المدينة وصخبها المتعب وضجيجها المرهق .أحس بك تحلق في مدى خضرتك كعصفور عائم في الجمال ،يغرد بالحلم الآتي والصفاء المزهر على سحنات الضوء المترع بالنشيد والحب والأمل والحسن في أبهى صوره وأنقى لوحاته ..والى أن نلتقي مرة أخرى في أماكن الروح ،افتح شرفة للغد المشرق والحياة الفضلى واترك الخضرة تغطيك بملاءتها كي تطير مع عصافير الشمس في غيم الحرف وسحاب المجازات الهاربة نحو غبش الفجر.
عبد العزيز أمزيان
أنت أيها البلبل الآتي من قرية بزو ،من الخضرة الممزوجة بصفاء روحك ونقاء تربة الشمس في قلبك .كم هي المسافات قصيرة في تقدير حسابك تحملك على السفر إلى كل الجهات مترعا بالضوء ومفعما بشوق حارق إلى الأصحاب ،حيث تركب غمائم الحرف وأنت شبه منتش بفرحة ستظل تسكنك لوقت طويل .لا تشبهك الأشكال التي تصادفها في طريقك الى خرائط المدن الاسمنتية المسلوبة من بساطة العيش ومن عفوية الحياة .لا يشبهك شيء في تلك الجهات وأنت تعرف ذلك -على وجه اليقين – لكنك تعاند وتسير الى أقصى منتهى السير. أنت الناقد الذي يمحص النصوص، كما يمحص المدن تحت مجهر الملاحظة ومشرح التحليل. هل تخدعك الأقنعة وتخونك الأصباغ الماكرة؟ ليس هناك من شك أنه لا تنطوي عليك اللعبة، ولكنك تحب أن تترك اللعبة تمارس ساديتها وتزاول تلذذها لعلها تستنفذ عقدها وكبتها فتتحرر من تلقاء ذاتها بعد أن تشيخ فتنهار وتموت مثل أي مخلوق ناري ساعة التلاشي والاضمحلال.
أخي الجميل الشاعر المصطفى. أتذكر- كثيرا- المساءات التي كانت تأتينا بضوء الفراشات وتضعها على طاولة السمر بمدينة الدار البيضاء كي نسبح بعمرنا في صهاريجها ملء الاشتهاء . كم كان العمر يتجدد في حضن المساء ! ونحن نصنع الفراشات في ضحكاتنا المجلجلة ونحفر بياض الحمام في غيم الريح، ننحت فرحتنا على ريش الليل، ثم نكبر في النسيم مثل دوحة ظليلة.
كم جميلة هي الصداقة يا صاحبي! حين تعطيك فرحا صافيا وحياة عميقة وروحا محلقة في شمس الحرف وغدير الكنايات ونهر المجازات.
أتذكر كل المساءات التي جمعتنا وأنت -من كل جانب- تزهو بضحكتك الغائرة ، يشتعل وجهك حين تكبر فيك القصيدة ، تلمع عيناك حين تراقصك الكأس .تفيض روحك بالعبارة حين ترسم أراجيحك على أنغام السفر الى قرية بزو حيث هناك ستستعيد ذكرياتك مع الأصحاب ،،ستتصل بي وتخبرني بحبك . أحس بفرحك الطفولي الذي ينبت بعيدا عن زيف المدينة وصخبها المتعب وضجيجها المرهق .أحس بك تحلق في مدى خضرتك كعصفور عائم في الجمال ،يغرد بالحلم الآتي والصفاء المزهر على سحنات الضوء المترع بالنشيد والحب والأمل والحسن في أبهى صوره وأنقى لوحاته ..والى أن نلتقي مرة أخرى في أماكن الروح ،افتح شرفة للغد المشرق والحياة الفضلى واترك الخضرة تغطيك بملاءتها كي تطير مع عصافير الشمس في غيم الحرف وسحاب المجازات الهاربة نحو غبش الفجر.
عبد العزيز أمزيان