- أخي العزيز الكريم حسن اعبيدو .
أعرف أنك ستسامحني عن تأخري قليلا في كتابة هذه الرسالة ،لأن لك قلبا رحبا واسعا، وروحا سخية سمحاء، وأعرف أيضا أن أصابعك ستزهر على امتداد ما في هذه الرسالة من خلجات ،وما فيها من عواطف يجيش بها صدري نحوك. ستزهر بموائد العطر ومناديل الضوء التي ستسقيها بفراشات الربيع وتتعهدها بأشواق روحك الملتهبة الحارة كما جذوة جمر يرف شررها كلما هبت عليها نسمة الهواء المرتعشة في يد المساء. وأعرف كذلك يا صديقي الجميل! يا شاعري الملبد بكآبة العطر وأسى المرايا وشجى الذكرى! أن خيالك سيحوم ويطوف في أقصى مدارات العمر، ستذهب بعيدا في المسافات، وترحل في الزمن ستشتعل قصائدك بوهج الشمس، ستعانق دمع الرفاق في الدرب، ستكوي حروفها قلوب العاشقين والحلمين بسماء حانية وغذ مديد تطير فيه الملائكة وتحلق في ورد السحاب مثل أي نشيد يحضن فرحة مدوية وخطوات تشرع صدرها للريح ولزرقة السفر في الحياة. أنت حسن اعبيدو الشاعر الذي يقهر الحواجز ،ويتخطى الكبوات بإرادة صلبة وعزيمة صلدة. كم أنت جميل أخي حسن وأنت تبحر في مداك، ترسم خطوط الريح وتركب صهوة التحدي بارتجاج. لك هذا المدى الواسع فامش بخيلاء كي تحاور محار الحرف فيك وتعرف كيف ينبت في أصابعك هذا الشجر ؟ وكيف تكبر أدواحك في أرواح أصحابك ؟ لك هذا المتسع من الوقت كي تجيئنا- كما تأتينا كل مرة-عارما قويا تنثر حرفك بروعة شامخة وذهول صادم، تعتلي ربوة الشمس وأنت تطلق عنان بوحك بسحر فائق الدهشة، وجمال شائق الفتنة والبهاء.
ما زلت أذكر أخي حسن يوم جلسنا بمقهى بشارع( 2) مارس بالبيضاء في ذلك المساء البهي، حيث سرنا نتلاحم في خيط الحرف، وندخل باب الحكاية بعطر الروح، كانت الشمس تحط على طاولتنا بقامتها الخفيفة الظل
وكانت المدينة كعادتها تضطرب تحت عجلات الزمن ،غارقة في صخبها وضجيجها الذي يأتينا من خلف ملاءة الشمس الباهتة اللون والباردة القلب ، حيث كنا- أنا وأنت –نكتوي تحت نار الحرف وجمر المجازات وجذوة الاستعارات البعيدة في الغروب .فخرجنا من مقهانا وفي قلوبنا نخبئ هذه القصيدة :
عبر المدى اللولبي
يأتيني الصباح متشحا سواده
يغرقني في أصوات التيه
ونوح ينادي
ولا من يركب السفينة
مقطوع رأس هذا المدى
مغموس هذا الجمع في رفات الحديد
في أصفاد القلب الملطخ بالإسمنت
ورمل الغواية
ونوح ينادي بأعلى صوته
لكن هذا الجمع يداه في الريح
صدره لملح العباب
وخرائط التيه المصلوب
في غيوم القش وسحائب الضباب
شاحب هذا المدى
عيناه مكبلتان
والصوت منه صمت
والصمت منه نحيب
والنحيب عصاه
يتوكأ عليها
مذ خانته الأقدام
مذ فرق بها
هذا القلب شطرين
غمرته جحافل الأحزان
كتبانا كتبان
غائم وجه هذا المدى
يمضغ أفيون الزمن
يقصف وجوه الآتين
برماح اللغط ولغو النشيد
ينخر أجساد الراحلين
الى ظلال الصمت
وأسوار الوقت
المحنط بعفن الموت ..
حسن اعبيدو ،وعبد العزيز أمزيان.
دم صديقي حسن بألف خير ،واسمح لي ان أبطأت قليلا في معانقة دفء روحك ،واحتضان حرارة انسك .
مودتي وليدم بهاؤك
أعرف أنك ستسامحني عن تأخري قليلا في كتابة هذه الرسالة ،لأن لك قلبا رحبا واسعا، وروحا سخية سمحاء، وأعرف أيضا أن أصابعك ستزهر على امتداد ما في هذه الرسالة من خلجات ،وما فيها من عواطف يجيش بها صدري نحوك. ستزهر بموائد العطر ومناديل الضوء التي ستسقيها بفراشات الربيع وتتعهدها بأشواق روحك الملتهبة الحارة كما جذوة جمر يرف شررها كلما هبت عليها نسمة الهواء المرتعشة في يد المساء. وأعرف كذلك يا صديقي الجميل! يا شاعري الملبد بكآبة العطر وأسى المرايا وشجى الذكرى! أن خيالك سيحوم ويطوف في أقصى مدارات العمر، ستذهب بعيدا في المسافات، وترحل في الزمن ستشتعل قصائدك بوهج الشمس، ستعانق دمع الرفاق في الدرب، ستكوي حروفها قلوب العاشقين والحلمين بسماء حانية وغذ مديد تطير فيه الملائكة وتحلق في ورد السحاب مثل أي نشيد يحضن فرحة مدوية وخطوات تشرع صدرها للريح ولزرقة السفر في الحياة. أنت حسن اعبيدو الشاعر الذي يقهر الحواجز ،ويتخطى الكبوات بإرادة صلبة وعزيمة صلدة. كم أنت جميل أخي حسن وأنت تبحر في مداك، ترسم خطوط الريح وتركب صهوة التحدي بارتجاج. لك هذا المدى الواسع فامش بخيلاء كي تحاور محار الحرف فيك وتعرف كيف ينبت في أصابعك هذا الشجر ؟ وكيف تكبر أدواحك في أرواح أصحابك ؟ لك هذا المتسع من الوقت كي تجيئنا- كما تأتينا كل مرة-عارما قويا تنثر حرفك بروعة شامخة وذهول صادم، تعتلي ربوة الشمس وأنت تطلق عنان بوحك بسحر فائق الدهشة، وجمال شائق الفتنة والبهاء.
ما زلت أذكر أخي حسن يوم جلسنا بمقهى بشارع( 2) مارس بالبيضاء في ذلك المساء البهي، حيث سرنا نتلاحم في خيط الحرف، وندخل باب الحكاية بعطر الروح، كانت الشمس تحط على طاولتنا بقامتها الخفيفة الظل
وكانت المدينة كعادتها تضطرب تحت عجلات الزمن ،غارقة في صخبها وضجيجها الذي يأتينا من خلف ملاءة الشمس الباهتة اللون والباردة القلب ، حيث كنا- أنا وأنت –نكتوي تحت نار الحرف وجمر المجازات وجذوة الاستعارات البعيدة في الغروب .فخرجنا من مقهانا وفي قلوبنا نخبئ هذه القصيدة :
عبر المدى اللولبي
يأتيني الصباح متشحا سواده
يغرقني في أصوات التيه
ونوح ينادي
ولا من يركب السفينة
مقطوع رأس هذا المدى
مغموس هذا الجمع في رفات الحديد
في أصفاد القلب الملطخ بالإسمنت
ورمل الغواية
ونوح ينادي بأعلى صوته
لكن هذا الجمع يداه في الريح
صدره لملح العباب
وخرائط التيه المصلوب
في غيوم القش وسحائب الضباب
شاحب هذا المدى
عيناه مكبلتان
والصوت منه صمت
والصمت منه نحيب
والنحيب عصاه
يتوكأ عليها
مذ خانته الأقدام
مذ فرق بها
هذا القلب شطرين
غمرته جحافل الأحزان
كتبانا كتبان
غائم وجه هذا المدى
يمضغ أفيون الزمن
يقصف وجوه الآتين
برماح اللغط ولغو النشيد
ينخر أجساد الراحلين
الى ظلال الصمت
وأسوار الوقت
المحنط بعفن الموت ..
حسن اعبيدو ،وعبد العزيز أمزيان.
دم صديقي حسن بألف خير ،واسمح لي ان أبطأت قليلا في معانقة دفء روحك ،واحتضان حرارة انسك .
مودتي وليدم بهاؤك