حسين عبروس - الهايكو.. أو طفل الرماد...

في هذه الوقفة المرتجلة أحاول أن أدخل عالم الثقافة اليابانية من بابها المشرع.وهو (شعر الهايكو) هذا النوع الذي انتشر في أوساط العالم العربي كنوع جديد من الكتابة التي يراها البعض على أنّها فتح جديد في عالم كتابة نص شعريّ أرفع وأرقى من الشعرالعربي.
- تعني كلمة هايكو باليابانية أنها كلمة تشتمل على مقطعين (الهاي) وتعني (طفل) والمقطع الثاني(الكو) وتعني (الرماد).كما يعني هذا الإسم (الكلمة المضحكة).هذه الكلمة المضحكة أصبحت تغزو القصيدة العربية من خيول امرئ القيس الى البط العائم للمعلم(ماتسووباشو).الفارق عجيب وغريب حين يستولي على الذائقة الجمالية العربية هذا النوع من الكتابة التي هي في الأصل نبات تقليديّ من الكتابة العاميّة اليومية للمجتمع الياباني.ويصبح حديث الشارع هذا نصا شعريا يفتن بعض ممن يمارسون كتابته وينصرفون عن كتابة النص الشعريّ العربي الذي تحكمه قواعد وفنون الكتابة من قافية ووزن وصورة وجماليات أخرى على أيد الرّواد من عهد الأوائل (امرئ القيس والغطارفة والمهلهل وعنترة وزهير بن أبي سلمى وعيرهم من الرواد..هذا الفن الشعري الذي يعمّر في الكون وفي النفوس على امتداد أكثر من خمسة عشر قرنا، ليأتي نوع طفل الرماد أو الكلمة المضحكة لتحل محله في ثقافتنا العربية الجميلة.وذلك منذ ما يقرب تلاثة قرون على ظهوره في القرن السابع عشر.
-إنّني لست ضدّ هذا النوع من الكتابة بقدر ما أنا أسعى إلى فكّ تلك الجيوط التي جعلت الشاعر العربي يتحوّل فجأة الى هذه الكتابة دون مقدمات جمالية أوفنية ، قد يرى البعض أن هذا النوع هو وسيلة مغرية ومسلية في كتابة نص مضحك بكل بساطة مثلما كتب رواد هذا النوع في اليابان أمثال.المعلم الأول لهذا النوع من الشعر( ماتسوو باشو-و ماسا أوكاشيكي.وبوسون...)
- هذه نماذج للمعلم (باشو حين )يقول:
- صفصاف أخضر
تتقاطر أغصانه
الطمي/ أثناء الجزر.
وهذا مقطع آخر ل (بوسون )يقول:
- أصبح البناء / المجروح /وزهورالآزاليا الحمراء.
وهذا نص آخر لماسا أوكاشيكي يقول فيه:
- وبلّ في الصيف/ المطر يهطل / على رؤوس أسماك الشبوط.
هي نصوص للرواد من شعراء الهايكو ولكم الحكم في النهاية، حين ترجعون الى النصوص الشهرية العربية قديما وحديثا .
لعلّ الكثير ممن يكتبون الهايكو في الوطن العربي تختلف كتاباتهم وفق مستوياتهم الثقافية والتجربة التي يمتلكها كل شاعر ليقدم للقارئ نصا جميلا في زمن العولمة في كل شيئ .فسلام الله عليك أيها الشعر والشاعر العربي أينما كنتفي هذا العالم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...